لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
لیس للتعلیم و التعلم سن معینة و زمان محدود، یقول الرسول الأکرم (ص) فی هذا المجال: "طلب العلم فریضة على کل مسلم ألا إن الله یحب بغاة العلم".[1]
یقول الإمام الصادق (ع) فی روایة أخرى: "طلب العلم فریضة فی کل حال".[2]
قول الرسول (ص) و الإمام الصادق (ع) یدل على أن التقدم فی السن لا یمنع الإنسان من طلب العلم. إن علماءنا الکبار کانوا منشغلین بطلب العلم و المعرفة إلى آخر لحظات حیاتهم.
فقد روی عن أبی ریحان البیرونی انه کان منشغلا بطلب العلم و السؤال فی هذا المجال، و قد قیل له، لیس هو وقت سؤال و أنت فی حالة احتضار؟! فأجابهم: هل من الأفضل أن أموت و انا عالم بهذه المسالة أم أموت و انا اجهلها؟
بالرغم من ان ما أوصى به الرسول (ص) و الإمام الصادق (ع) یشمل جمیع العلوم و المعارف و لکن العلوم الدینیة تحظى باهتمام اکبر، إضافة إلى أن تحصیل العلوم غیر الدینیة مباحة و بعضها تکون مستحبة و بعضها الآخر تکون و اجبة، و لکن جمیع العلوم الدینیة تکون واجبة دوماًَ، لکنها فی بعض الأحیان تکون واجباً عینیا و فی أحیان أخرى واجباً کفائیاً.
دخل رسول الله (ص) فی یوم من الأیام المسجد، فَإِذَا فِی الْمَسْجِدِ مَجْلِسَانِ مَجْلِسٌ یَتَفَقَّهُونَ وَ مَجْلِسٌ یَدْعُونَ اللَّهَ وَ یَسْأَلُونَهُ فَقَالَ:" کِلَا الْمَجْلِسَیْنِ إِلَى خَیْرٍ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَیَدْعُونَ اللَّهَ وَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَیَتَعَلَّمُونَ وَ یُفَقِّهُونَ الْجَاهِلَ هَؤُلَاءِ أَفْضَلُ بِالتَّعْلِیمِ أُرْسِلْتُ ثُمَّ قَعَدَ مَعَهُمْ".[3]
و فی حدیث آخر للرسول (ص) یقول فیه: "من جاءه الموت و هو بطلب العلم الدینی لیحیى به الإسلام کان بینه و بین الأنبیاء درجة واحدة فی الجنة".[4]
لذلک لا یوجد زمان معین و محدود للتعلیم و على الأخص فی مجال تعلم العلوم الدینیة.
و إذا کان المقصود أن هناک مشاکل تواجه المتقدمین بالسن للقبول فی الحوزة العلمیة، فعلى کل حال یجب أن نذعن بان کل هیئة و مؤسسة تعلیمیة یجب أن تمتلک قوانین و مقررات خاصة بها، لکی تحد من التسیب و عدم الالتزام بالقانون من قبل أشخاص انتهازیین. انتم تستطیعون عن طریق مراجعة قسم قبول الطلبة فی الحوزة العلمیة طرح مشکلتکم هذه و إذا کانت متوفرة فیکم الشروط التی وضعوها، فانهم سوف یقبلونکم بشکل رسمی.[5] و فی غیر هذه الصورة تستطیعون تحصیل العلم و المعرفة بدون التسجیل و بدون الانتماء الرسمی للحوزة العلمیة، حیث یوجد حالیاً العدید من الأشخاص منشغلون بطلب العلم و المعرفة بدون امتلاکهم اضبارة فی مدیریة الحوزة العلمیة، و یستفیدون کذلک من أساتذة الحوزة العلمیة و إمکاناتها التعلیمة.
من المؤکد أن هنالک مشاکل و أمور من الممکن تشغل بالکم مثل لقمة العیش و المبالغ الکبیرة اللازمة لتأمین مستلزمات الحیاة، لکن توجد بخصوص هذا الموضوع روایات کثیرة تشیر إلى:
إن الله یضمن رزق أهل العلم، و من جملة هذه الروایات حدیث رسول الله (ص) الذی یقول فیه: "من غدا فی طلب العلم أظلت علیه الملائکة و بورک له فی معیشته و لم ینقص من رزقه".[6]
یمکن بالطبع أن ینشغل الإنسان بأعمال جانبیة لکسب الرزق إلى جانب طلب العلم و ان عدم التسجیل الرسمی فی الحوزة العلمیة یحرمکم من الامتیازات المادیة فقط.
[1] الکافی، ج 1، ص30، کتاب فضل العلم.
[2] البحار، ج 1، ص 171.
[3] مرآة العلم، ص 19 ،(ترجمة المراد من صیغة المرید)، نقلا عن إحیاء علوم الدین، ج 1 ص 80؛ البحار، ج 1، ص 184.
[4] مرآة العلم، ص 19، نقلا عن تفسیر الرازی، ج 2، ص 180.
[5] للاطلاع على کیفیة القبول یرجى مراجعة الحوزات العلمیة. comads modiriyate-ho zehweb. http://hawza hnems
[6] بحار الانوار، ج 1، ص 184.