فيما يتعلق بالسؤال المطروح، ينبغي أن يقال أنه على الرغم من أن کلمة "الخروج" قد تکون أحیانا بمعنی "الانتقال من مكان إلى مکان آخر"، إلا أنها تعني في كثير من الحالات "القيام". و من ناحية أخرى، أنه قد أشیر في بعض التقارير أیضا إلی كلمة "القیام". هناك أيضًا الكثير من الأدلة على أن حركة الإمام الحسين(ع) كانت نوعًا من القیام ضد الباطل، سنتناول هذا الموضوع بمزيد من التفصيل في الإجابة التفصیلیة.
رداً على هذا الادعاء، يجب أولاً ملاحظة أن "الخروج" و"القیام" ليسا مفهومين متعارضين مع بعضهما البعض، حتی یستلزم اثبات أحدهما نفي الآخر؛ لأن کلمة "الخروج" إذا تم تعدیتها بحرف "من" ستکون بمعنی "ترك المكان والانتقال من مكان إلى آخر"،[1] ولكن إذا كان تعدیتها بحرف "علی"، فهذا يعني "الثورة و القیام ضد نظام أو شخص". على سبيل المثال، لم تکن "الخوارج" تُعرف بهذا الاسم بسبب رحيلهم وهروبهم من الكوفة، بل أصبحوا معروفين بهذا الاسم لأنهم ثاروا على الإمام علي(ع).[2]
فی هذا الصدد، فان بعض التقاریر التي عبرت عن النهضة الحسینیة بعنوان الخروج فإنها استخدمت حرف "علی" لتعدیة لفظ الخروج وهذه علامة علی أن هذا الخروج کان قیاما. حتی أن معاویة في ضمن وصاياه لابنه یزید قد أخبره بخروج الإمام الحسين(ع)، بما کان مرادفا لمعنی القیام: «فأما الحسین بن علي (ع)، ... خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه».[3]
انّ هذه العبارة تبین لنا بوضوح أن معاوية لم یکن یتصور في ذهنه هروب الإمام الحسين(ع)، بل کان یعلم أن قیام الإمام الحسين(ع) والشعب العراقي أمرا قطعیا، ولهذا السبب، قدم توصيات لابنه في هذا الصدد.
والنتيجة هي أنه لیس للفظ الخروج أيّ معنی في النهضة الحسينية سوی "القیام والثورة"، خاصة وأن الإمام(ع) قد ذکر لخروجه أهدافا منها "إصلاح الأمة".
هذه المقدمه کافیة لئلا نتردد وفقًا لبعض التقارير التي استخدم فيها الإمام(ع) كلمة "الخروج"، بأن حرکته کانت قیاما وثورة.[4]
مع ذلک نشیر الی أدلة أخری لإثبات أن هذه الحرکة کانت "قیاما".
- خلافا لما ادعي، أنه لیس من الصحیح أن كلمة "القیام" لا توجد أبداً في التقارير المتعلقة بحركة الامام(ع)، بل كمثال، إنه قد تم استعمال كلمة "القیام" لهذه الحرکة في المحادثة التي جرت بين الإمام الباقر(ع) وأحد أصحابه المسمى بحمران:
جُعِلْتُ فِدَاكَ أَ رَأَيْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ قِيَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَخُرُوجِهِمْ وَقِيَامِهِمْ بِدِينِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ وَمَا أُصِيبُوا مِنْ قَتْلِ الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ حَتَّى قُتِلُوا وَغُلِبُوا ...».[5]
- لم يتحرك الامام(ع) في اتجاه سيكون أكثر أمانًا من مكة حتى يُعتبر رحيله هربًا لإنقاذ حیاته، بل ربما كان الموقع المركزي لمكة قد يسمح له بتنظيم الناس في نفس المدينة، ولكن بما أن اغتياله كان محتملا فيها، تركها للحفاظ على حرمة هذه المدينة المقدسة. التقارير التالية في هذا الصدد:
الف) «لما نزل ]الامام الحسین ع[ مكّة، أقبل أهلها يختلفون إليه ويأتونه من كان بها من المعتمرين وأهل الآفاق وكان فيمن يأتيه ابن الزبير(الذي كان يتوق إلى الخلافة)، فيأتيه کل یوم، وقد عرف أنّ أهل الحجاز لا يتابعونه ولا يبايعونه أبدا ما دام الحسين(ع) بالبلد،....فقال له ذات یوم خبّرني ما تريد أن تصنع؟ فقال الحسين(ع): واللّه لقد حدّثت نفسي بإتيان الكوفة، لقد كتب إليّ شيعتي بها وأشراف أهلها، وأستخير اللّه. فقال له ابن الزبير: أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها!. ثم إنه خشي أن يتّهمه فقال: أما انك لو أقمت بالحجاز ثم أردت هذا الأمر هاهنا ما خولف عليك إن شاء اللّه. ثم قام فخرج من عنده. فقال الحسين(ع): ها إن هذا ليس شيء يؤتاه من الدنيا أحبّ إليه من أن اخرج من الحجاز الى العراق، و قد علم أنه ليس له من الأمر معي شيء، وأن الناس لا يعدلوه بي، فودّ أني خرجت منها لتخلو له!».[6]
ب) «و اللّه لئن اقتل خارجا منها بشبر أحبّ إليّ من أن اقتل داخلا منها بشبر!».[7]
ج) وكان محمد بن الحنفیة وعبد الله بن مطیع نهیا الامام(ع) عن الکوفة وقالا:.... فالزم الحرم فانک سید العرب ولا یعدل بک أهل الحجاز وتتداعی الیک الناس من کل جانب».[8] وقال ابن عباس أیضا مثل هذا الکلام للامام(ع).[9]
- دعوة لأهل البصرة: عندما كان ابن زياد في البصرة كتب الإمام الحسين(ع) رسالة إلى شيوخ تلك المدينة تضمنت ما يلي:
«فانّ اللّه اصطفى محمدا(ص) ... وكنّا أهله وأولياءه وأوصياءه وورثته وأحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا وكرهنا الفرقة ... وقد بعثت رسولي إليكم بهذا الكتاب، وأنا أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنّة نبيّه(ص) فانّ السنّة قد أميتت، وانّ البدعة قد أحييت، وإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد».[10]
إن كتابة مثل هذه الرسالة إلى شعب غير أهل مدينة المقصد تظهر أن ذهاب الإمام(ع) الی الكوفة لم يكن لأجل الالتجاء إلی مكان أمن وإنقاذ حياته، بل كان ذلك لاجل قيادة قيام و ثورة.
- عدم الثقة بالكوفيين: بالإضافة إلى الأمن النسبي للإمام(ع) في مكة، وبالنظر إلى الطريقة التي عامل بها أهل الكوفة والده وشقيقه، كان من الطبيعي أن لا يثق بالكوفيین و ان لا یتوقع أمنا في الكوفة أکثر مما كان متاحًا له في مكة. لذلك أرسل لهم هذه الرسالة قبل وصوله إلى الكوفة: «قد أتتني كتبكم وقدمت عليّ رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني ولا تخذلوني، فان تممتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم ... و إن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم! والمغرور من اغترّ بكم!».[11]
إن التصريح بمثل هذه الكلمات قبل مواجهة العدو تظهر أن الإمام(ع) منذ البداية لم يكن يتصور الأمن في الكوفة لنفسه، بل انه کان یسعی وراء هدف آخر.
- حالة الحرب في الكوفة: سبب آخر يثبت أن الإمام الحسين(ع) کان ینوي القیام ضد حكومة يزيد، هي الاوضاع التي کانت سائدة في مدينة الكوفة:
الف) كتب الإمام(ع) في رسالته إلى أهل الكوفة - قبل أن يرسل مسلم بن عقيل إليها-: «فلعمري ما الإمام إلا العامل بالكتاب، والآخذ بالقسط، والدائن بالحق، والحابس نفسه على ذات اللّه ...».[12]
إن هذه التعبیرات غير متناسبة تمامًا بالنسبة لشخص يذهب إلى مدينة لإنقاذ حياته فقط، ولا يكون لها أي معنى سوى رفض خلافة يزيد وتولي قيادة المجتمع.
ب) وشددت مجموعة من الكوفيین في رسالة على استعدادهم للمعركة فکتبوا للإمام(ع): «...فاذا شئت فاقدم علی جند مجندة».[13] وقال سليمان بن صرد أيضا لشيوخ الكوفة: «فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهد وعدوّه فاكتبوا إليه».[14]
وجاء أیضا فی رسالة أخری من الكوفيين: «... فإنّه ليس علينا إمام ... فلعلّ اللّه تعالى يجمعنا بك على الحق...». فکتب سید الشهداء(ع) في جواب رسالتهم: «.... قد أرسلت إليكم أخي وابن عمّي مسلم بن عقيل بن أبي طالب... ». یذکر انه بعد وصول مسلم بن عقیل الی الکوفة وقراءة رسالة الإمام(ع) علی أهلها بایعه اثناعشر ألفا من الکوفیین.[15]
هذه الكلمات التي تم تبادلها وكذلک بیعة أهل الكوفة مع مسلم بن عقیل، تشير جميعها إلى الاستعداد للمعركة، ولا إلی التجاء الإمام إلی مدينة آمنة!
ج) إن كلام أهل الكوفة عند وصول مسلم بن عقیل الیهم أیضا یشير إلى أنه ستكون هناك تغييرات تؤدي إلى الثورة في النهاية. قال عابس بن أبي شبيب: «واللّه لاجيبنّكم إذا دعوتم، ولأقاتلنّ معكم عدوّكم، ولأضربنّ بسيفي دونكم حتى ألقى اللّه». فقال حبیب بن مظاهر: «وأنا- واللّه - على مثل ما هذا عليه». وأدلى سعيد بن عبد الله بتصريحات مماثلة.[16]
فعند ذلک قال النعمان بن بشير(والي الكوفة): «.....لا تسارعوا إلى الفتنة والفرقة، فانّ فيهما يهلك الرجال، وتسفك الدماء، وتغصب الأموال ... إني لم اقاتل من لم يقاتلني، ... ولكنّكم إن أبديتم صفحتكم لي، ونكثتم بيعتكم وخالفتم إمامكم(یزید!)، فو اللّه لأضربنّكم بسيفي ... ولو لم يكن لي منكم ناصر ...».[17]
- قد استشهد الإمام(ع) بكلام لرسول الله(ص) لعدة مرات لتبرير ثورته، الذي هو علامة للقیام، وليس للدفاع والهروب! مثل هذا البيان: «من رأى سلطانا جائرا مستحلّا لحرم اللّه؛ ناكثا لعهد اللّه؛ مخالفا لسنّة رسول اللّه؛ يعمل في عباد اللّه بالإثم والعدوان فلم يغيّر عليه بفعل ولا قول، كان حقّا على اللّه أن يدخله مدخله».[18]
- من الادلة الأخری التي تظهر لنا أن الإمام(ع) لم يتحرك نحو الكوفة لمجرد إنقاذ نفسه، هو أنه کانت هناك طرقًا أخری أكثر اطمئنانا لهذا الغرض - مثل الاحتماء بالمناطق الجبلية أو ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وما إلى ذلك – التی تم اقتراحها علی الامام من جانب أشخاص کمحمد بن الحنفية وابن عباس،[19] لكن لم یتم قبولها من قبل الامام(ع). وذكر الامام سبب مخالفته لتلک الاقتراحات بهذا الکلام: إني خرجت لأجل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهذا لا يتفق مع اقتراحاتكم.[20]
كما أن الإمام(ع) کان يجيب كل من دعاه إلى التحلي بالصبر، ودراسة الاوضاع بمزید من التفصیل، أو طلب الأمان، باجابات تشير جميعها إلى أنه لم يكن يسعى للدفاع عن نفسه وإنقاذ حياته.[21]
- هناك عبارات كثيرة في زیارة الإمام(ع) وأهل بيته وأصحابه، تشير جميعها إلى الثورة والقیام وليس إلى الدفاع والهرب:
"وبذل مهجته فیک لیستنقذ عبادک من الجهالة وحیرة الضلالة وقد توازرت علیه من غرته الدنیا".[22]
"فجاهد فيك صابرا محتسبا حتّی سفک في طاعتک دمه واستبیح حریمه".[23]
"قد بلغت ونصحت ووفيت وأوفيت وجاهدت في سبیل الله ومضیت للذي کنت علیه شهیدا ومستشهدا وشاهدا ومشهودا".[24]
- ومن خصائص الإمام الحسين(ع) في الروايات أنه "ثائر الله"،[25] يعني الشخص الذي يحارب المضيعين للحق الإلهي لكي ينتقم منهم للحق المضيع. إن هذه الميزة لا تکون مناسبة للامام(ع)، الا اذا كان قد قاتل من أجل الحق الإلهي، لا انه کان یبحث عن طريق للهرب ولكن قتل في النهاية! .
- بالإضافة إلى هذه الموارد، فإن اجراءات یزيد وأتباعه، تظهر عن إحساسهم بالخطر من ثورة و انتفاضة واسعة النطاق، وليس مجرد تحوّل بسیط للإمام(ع) من مکان الی مکان وهرب من مدينة إلى أخرى!
كتب عمر بن سعد رسالة إلى يزيد من الكوفة: "إن كان لك حاجة في الکوفة فابعث رجلا قویا[لحمايتها]".[26]
وکتب يزيد رسالة لابن زياد أن يتولی أمر الكوفة أيضا إضافة علی ولایته علی البصرة، وأن یقتل مسلم بن عقيل بأسرع وقت ممكن.[27]
وخطب ابن زياد خطبة فی المسجد هدد بها الناس ودعاهم إلى الابتعاد عن مسلم ابن عقيل.[28] و ... .
ولكن فيما يتعلق ببعض كلمات الامام(ع)، مثل هذه العبارة: (أيها الناس! إذ كرهتموني فدعوني انصرف عنكم إلى مأمني من الارض!)،[29] يجب أن يقال أن هذه الكلمات ليست إلا نوعا من إتمام الحجة علیهم، وليس ذلك بمعنی تخلي الامام(ع) عن هدفه. لأنه جاء في ما یلي تلک الكلمات: "واللّه لا أعطيهم بيدى إعطاء الذليل، ولا اقرّ اقرار العبيد!".[30] انّ هذا الاتمام للحجة دفع شخصا مثل الحر بن يزيد للانضمام إلى جيش الأمام(ع). لأنه قبل ذلك كان الحر يظن أن هذه المواجهة ستنتهي بدون حرب، ولكن عندما أدرك أن هناک معركة قادمة بالتاکید، انفصل عن أعداء الإمام الحسين(ع) و التحق به.
[1]. ر. ک: فراهیدى، خلیل بن احمد، كتاب العین، ج 4، ص 158، قم، چاپ دوم.
[2]. الحمیرى، نشوان بن سعید، شمس العلوم، ج 3، ص1760، دمشق، الطبعة الاولی.
[3]. ابو مخنف الكوفى، لوط بن یحیى، وقعة الطفّ، ص 67، قم، جامعه المدرسین، الطبعة الثالثة، 1417ق.
[4]. «فَقَالَ(ع): إِنِّی لَمْ أَخْرُجْ بَطِراً وَ لَا أَشِراً وَ لَا مُفْسِداً وَ لَا ظَالِماً وَ إِنَّمَا خَرَجْتُ أَطْلُبُ الصَّلَاحَ فِی أُمَّةِ جَدِّی مُحَمَّدٍ أُرِیدُ آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَنْهَى عَنِ الْمُنْكَر»؛ ابن شهر آشوب المازندرانى، محمد بن على، مناقب آل أبیطالب(ع)، ج 4، ص 89، قم، العلامة، الطبعة الاولی، 1379ق.
[5]. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 1، ص 262، طهران، دار الکتب الإسلامیة، 1407ق.
[6]. وقعة الطف، ص 147.
[7]. نفس المصدر، ص 152.
[8]. راجع: مناقب آل أبیطالب(ع)، ج 4، ص 88- 89؛ الحسینى الموسوى، محمد بن أبیطالب، تسلیة المُجالس و زینة المَجالس، محقق، حسون، كریم فارس، ج 2 ص 164، قم، مؤسسة المعارف الإسلامیة، الطبعة الاولی، 1418ق.
[9]. وقعة الطف، ص 150.
[10]. نفس المصدر، ص 107
[11]. نفس المصدر، ص 172.
[12]. نفس المصدر، ص 96.
[13]. مناقب آل أبیطالب(ع)، ج 4، ص 90.
[14]. تسلیة المجالس و زینة المجالس، ج 2، ص 168.
[15]. نفس المصدر.
[16]. وقعة الطف، ص 100
[17]. نفس المصدر، ص 101.
[18]. نفس المصدر، ص 172.
[19]. نفس المصدر، ص 58.
[20]. مناقب آل أبیطالب(ع)، ج 4، ص 88؛ ابن نما الحلى، جعفر بن محمد، مثیر الأحزان، ص 4، قم، مدرسه الامام المهدى، الطبعة الثالثة، 1406ق.
[21]. وقعة الطف، ص 156.
[22]. الشیخ الطوسی، تهذیب الأحکام، ج ۶، ص 113، طهران، دار الکتب الإسلامیة، 1407ق.
[23]. نفس المصدر.
[24]. الكافی، ج 4، ص 576.
[25]. نفس المصدر.
[26]. مناقب آل أبیطالب(ع)، ج 4 ص 91.
[27]. نفس المصدر.
[28]. الشیخ المفید، الإرشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، ج ۲، ص 44، قم، مؤسسة آل البیت، 1413ق.
[29]. وقعة الطف، ص 209.
[30]. نفس المصدر، ص 209.