الاجتهاد فی الاصطلاح عبارة عن: بذل الجهد و البحث العلمی من أجل درک و استنباط الحکم الشرعی من أدلته (القرآن، السنة، العقل، الاجماع) و قد أکد علی أهمیته القرآن الکریم و أحادیث الائمة الاطهار، یقول الله فی سورة التوبة، الآیة 122: « وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّینِ وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُون» بمعنی یصبحوا مجتهدین وینذروا قومهم من الانحراف.
و قد ورد التأکید علی ضرورة التفقه فی الدین –الاجتهاد- فی روایات کثیرة أیضاً و ذلک للاجابة عن الاسئلة الشرعیة و القضاء و المرجعیة الدینیة و ... فمثلاً: یقول الامام جعفر الصادق (ع) لأبان بن تغلب و هو أحد أصحابه : «یا أبان اجْلِسْ فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ وَ أَفْتِ النَّاسَ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ یُرَى فِی شِیعَتِی مِثْلُکَ ». ففی هذه الروایة یصرح الامام (ع) بضرورة وجود علماء و مجتهدین لهم إحاطة بالمسائل الدینیة و یستطیعون الاجابة عن أسئلة الناس.
الاجتهاد اصطلاحاً عبارة عن: استخدام القدرة العلمیة و بذل الجهد الفکری لاستنباط الاحکام الشرعیة من مصادرها (القرآن و السنة و العقل و الاجماع) و الاجتهاد بهذا المعنی عمل مهم جداً و مقدس أوجبه الله تعالی فی القرآن الکریم علی مجموعة من المسلمین حیث یقول: «وَ ما کانَ الْمُؤْمِنُونَ لِیَنْفِرُوا کَافَّةً[1] ً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ کُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِیَتَفَقَّهُوا فِی الدِّین[2] وَ لِیُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَیْهِمْ لَعَلَّهُمْ یَحْذَرُون».[3] ففی هذه الآیة أوجب الله تعالی علی مجموعة من المؤمنین وجوباً کفائیاً أن ینفروا من أجل طلب العلم بالمسائل الدینیة، لکی یمکنهم الوصول إلی مرحلة التفقه فی الدین و هی مرحلة الاجتهاد فیمکنهم استنباط احکام الله من الکتاب و السنة لکی یعملوا بها هم و یعلموها الآخرین. و قد ذکرت هذه المسألة فی روایات کثیرة عن الائمة المعصومین (ع) و نکتفی بذکر بعض تلک الروایات:
عن أبی خدیجة قال: َ «بَعَثَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) إِلَى أَصْحَابِنَا فَقَالَ: قُلْ لَهُمْ إِیَّاکُمْ إِذَا وَقَعَتْ بَیْنَکُمْ خُصُومَةٌ أَوْ تَدَارَى بَیْنَکُمْ فِی شَیْءٍ مِنَ الْأَخْذِ وَ الْعَطَاءِ أَنْ تَتَحَاکَمُوا إِلَى أَحَدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْفُسَّاقِ اجْعَلُوا بَیْنَکُمْ رَجُلًا مِمَّنْ قَدْ عَرَفَ حَلَالَنَا وَ حَرَامَنَا فَإِنِّی قَدْ جَعَلْتُهُ قَاضِیاً وَ إِیَّاکُمْ أَنْ یُخَاصِمَ بَعْضُکُمْ بَعْضاً إِلَى السُّلْطَانِ الْجَائِر».[4]
و تدل هذه الروایة علی الحاجة إلی الفقهاء و المجتهدین، لان الاختلاف و الخصومة فی المجتمع أمر لا یمکن اجتنابه، و لحل هذه الاختلافات لابد من وجود فقهاء و مجتهدین یحکمون بین الناس علی أساس الاحکام الاسلامیة الصحیحة، و لا یضطر الناس (الشیعة) إلی الرجوع إلی قضاة الجور للسلطة. إذن فقد أمر الاسلام و الائمة المعصومون (ع) بان یتحرک بعض الاشخاص دائماً فی مسیر الاجتهاد و التفقه فی الدین. و فی روایة اخری عن الامام العسکری (ع) یقول: «فَأَمَّا مَنْ کَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ صَائِناً لِنَفْسِهِ حَافِظاً لِدِینِهِ مُخَالِفاً عَلَى هَوَاهُ مُطِیعاً لِأَمْرِ مَوْلَاهُ فَلِلْعَوَامِّ أَنْ یُقَلِّدُوه».[5]
یشیر الامام العسکری (ع) فی هذه الروایة إلی شروط الفقهاء لاحراز مقام المرجعیة الدینیة، و کذلک إلی وجوب اطاعة الفقیه و المجتهد علی الآخرین. و تشیر هذه الروایة إلی أهمیة و ضرورة و عظمة مقام المجتهدین و الفقهاء.
و کذلک فان الامام الصادق (ع) یقول لأبان بن تغلب و هو احد أصحابه: « یا أبان اجْلِسْ فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَةِ وَ أَفْتِ النَّاسَ فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ یُرَى فِی شِیعَتِی مِثْلُکَ [6] »[7]
و فی هذه روایة یشیر الامام (ع) الی ضرورة وجود العلماء و المجتهدین العارفین بالمسائل الدینیة و یمکنهم الاجابة عن أسئلة الناس. و توجد روایات کثیرة فی هذا الموضوع مذکورة فی الکتب الروائیة.[8]
[1] للجهاد و الحرب فی سبیل الله.
[2] و یصبحوا مجتهدین.
[3] التوبة، 122.
[4] وسائل الشیعة، ج 18، ب 11، ص 100، ح 6.
[5] الاحتجاج للطبرسی، ج 2، ص 263؛ وسائل الشیعة، ج 27، ص 131، حدیث 23401.
[6] من الفقهاء المجتهدین.
[7] مستدرک وسائل الشیعة، ج 17، ص 315، باب وجوب الرجوع فی القضاء و الفتوی الی رواة الحدیث من الشیعة.
[8] وسائل الشیعة، ج 18، ب 11، أحادیث 9 – 10 – 21 – 27 – 42 و 45.