الکرامة تخضع لامرین: الاول، لابد ان تکون الکرامة بنحو تحافظ علی قیمتها واثرها فی المجتمع فلو کثر وقوعها وتعدد الاشخاص الذین وقعت على ایدیهم نفس الکرامة تقل قیمتها.
الثانی: ان الکرامة عندما تقع تکشف عن ارتباط صاحبها بالقدرة الالهیة ومکانته الایمانیة السامیة و تکشف عن المستقبل الایمانی الذی ینتظره و مدى المسؤولیة التی تقع على عاتقه فی المجال الدین و الدنیوی.
من هنا شاء الله تعالی للامام أن ینفرد بهذه الکرامة لتحقیق الهدفین المذکورین.
الحقیقة أن الکرامة تخضع لامرین: الامر الاول؛ مایتعلق بنفس الکرامة.الامر الثانی: ما یتعلق بصاحب الکرامة.
اما الامر الاول: لابد ان تکون الکرامة بنحو تحافظ علی قیمتها واثرها فی المجتمع فلو کثر وقوعها وتعدد الاشخاص الذین وقعت على ایدیهم نفس الکرامة تقل قیمتها و تصبح امراً عادیاً لیس له ذلک الاثر.
اما الامر الثانی: ان الکرامة عندما تقع تکشف عن ارتباط صاحبها بالقدرة الالهیة ومکانته الایمانیة السامیة و تکشف عن المستقبل الایمانی الذی ینتظره و مدى المسؤولیة التی تقع على عاتقه فی المجال الدین و الدنیوی.
من هنا نعرف لماذا خص الباری تعالى الامام علیاً (ع) بهذه الکرامة وذلک لکی تبقى تلک الکرامة على قوتها وحیویتها وتأثیرها فی الناس هذا من جهة. و من جهة ثانیة تکشف عن المنزلة التی انفرد بها الامام (ع) من بین الائمة (ع).
ولذلک نرى الکثیر من المحاولات بذلت للتقلیل من شأن الولادة فی الکعبة حیث قیل بانها لم تکن من مختصات الامام (ع)، بل شارکه فیها غیره مثل حکیم بن حزام بن خویلد حیث قالوا دخلت امه الکعبة فضربها الطلق فولدت حکیماً فی بطن الکعبة.[1]
ومن الواضح ان ذلک -إن صح- لایعد کرامة بحال من الاحوال؛ لان الفارق بینه وبین ولادة امیر المؤمنین (ع) فی الکعبة واضح، کما نقلت لنا المصادر التی تحدثت عن کیفیة ولادته (ع): قال ابن شاذان: وحدثنی إبراهیم بن علیّ بإسناده عن أبی عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه (ع)، قال: وکان العباس بن عبد المطلب ویزید بن قعنب جالسین ما بین فریق بنی هاشم إلى فریق عبد العزى بإزاء البیت الحرام إذ أتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم أمیر المؤمنین (ع) وکانت حاملة به لتسعة أشهر وکان یوم التمام، قال فوقفت بإزاء البیت الحرام وقد أخذها الطلق فرمت بطرفها نحو السماء وقالت: أی رب إنیّ مؤمنة بک وبما جاء من عندک الرسول وبکل نبی من أنبیائک وبکل کتاب أنزلته، وإنیّ مصدقة بکلام جدی إبراهیم الخلیل (ع) وأنه بنى بیتک العتیق، فأسالک بحق هذا البیت ومن بناه وبهذا المولود الّذی فی أحشائی الّذی یکلمنی ویؤنسنی بحدیثه أنا موقنة إنّه إحدى آیاتک ودلائلک لمّا یسرت علیّ ولادتی. قال العباس بن عبد المطلب و یزید بن قعنب: لمّا تکلمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء رأینا البیت قد أنفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فیه وغابت عن أبصارنا، ثمّ عادت الفتحة والتزقت بإذن الله تعالى، فرمنا أن نفتح الباب لیصل إلیها بعض نسائنا، فلم ینفتح الباب فعلمنا إن ذلک أمر من أمر الله تعالى، وبقیت فاطمة فی البیت ثلاثة أیام. قال: وأهل مکة یتحدثون بذلک فی أفواه السکک وتتحدث المخدرات فی خدورهن. قال: فلمّا کان بعد ثلاثة أیام انفتح البیت من الموضع الّذی دخلت فیه فخرجت فاطمة وعلی على یدیها.[2]
فاین هذه الصورة من مجرد دخول امرأة بصورة طبیعیة الى الکعبة ثم تضع ولیدها؟!