المفهوم اللغوی و الاصطلاحی للتمثل:
(المثول) وقوف شخصٍ و انتصابه أمام شخص آخر، یقال: مثل الشیء أی انتصب و تصور. و المراد من (تمثل) فی الآیة المتقدمة هو أن الملک الإلهی تمثل أمام مریم علیها السلام، و أن مریم تصورت أن الذی أمامها هو إنسان سیرةً و صورة، و من الواضح أن جبرائیل تمثل بشکل الإنسان من جهة المظهر الخارجی لا أنه تحول إلى إنسان حقیقیاً و واقعاً، لأن هذا المعنى؛ یعنی الانقلاب و التحول فی الذات، و هذا من المحال و غیر الممکن.
و قد جاء (التمثل) فی القرآن فی الآیة 17 من سورة مریم فقط، و لکنه ورد فی الروایات الإسلامیة والمصادر الأخرى بشکلٍ واسع و فی موارد متعددة نظیر تمثل إبلیس و الدنیا و المال و الأولاد و أعمال الإنسان، و کذلک تمثل القرآن فی الجنة و..
من الممکن أن تطرح العدید من الشبهات بخصوص التمثل، نشیر إلى ثلاث شبهات و تساؤلات منها مع ذکر الإجابة عنها.
1ـ احتمال وقوع الخطأ بلحاظ الإدراک فی مسألة التمثل . فما هو الملاک فی صدق إدراک المدرک؟. الجواب: إن ملاک صدق القضیة فی القضایا الذهنیة هو انطباقها مع نفس الأمر بالنسبة إلى القضیة، و هذا أعم من الوجود الخارجی الملموس.
2ـ هل من الممکن لغیر النبی و الوصی أن یشاهد الملک کجبرائیل، فیکون له الطریق إلى الاتصال بعالم الملکوت؟ الجواب: المستفاد من بعض الآیات القرآنیة و المصادر الإسلامیة أنه من الممکن للإنسان أن یجد طریقاً إلى عالم الملکوت و ذلک ما ورد فی الآیة 185 من سورة الأعراف هو توبیخ و ترغیب و حثّ و لوم على عدم النظر و التفکر فی عالم الملکوت و باطن الحیاة الدنیا.
إضافة إلى ما یقوله العرفاء: أن الإنسان لدیه استعداد و قابلیة للعروج إلى عالم الملکوت، و إن تمثل جبرائیل بالنسبة إلى مریم علیها السلام هو نموذج بارز لهذا الأمر، لأن مریم ما کانت نبیاً و لا وصیاً، و إنما کانت من (الأولیاء) فقط.
3ـ ألا یکون الرجوع من عالم الغیب إلى عالم الدنیا (عالم الطبیعة) هو بمثابة الرجوع من الکمال إلى النقص، و ذلک ما یتنافى مع مفاد نظریة الحرکة الجوهریة التی تبناها صدر المتألهین فی الفلسفة؟.
الجواب: یکون الرجوع من عالم الغیب إلى عالم الدنیا محالاً، حینما یکون الموجود قد وصل إلى الکمال عن طریق الحرکة الجوهریة و وصل إلى الفعلیة المطلوبة، فیرید أن یفقد هذه المرتبة من الکمال و یضیعها. و لکن الأمر مختلف بالنسبة إلى التمثل و أشباهه(کالرجعة)، لأنه الرجوع بهذا المعنى لا یلزم منه المحذور المشار إلیه، و إنما یحتفظ الموجود فی هذا الفرض بتمام کمالاته و سعة وجوده و طبیعة هویته فی جمیع العوالم، مع توجهه إلى عالم الدنیا و الطبیعة، نظیر تجلی ذات الحق تعالى و ظهوره للإنسان و العالم الذی تولى خلقه و إیجاده.
فی الآیة 17 من سورة مریم یقول تعالى: {فَأَرْسَلْنَا إِلَیْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِیّاً}.
المفهوم اللغوی و الاصطلاحی (للتمثل) صیغة (التمثل) بمعنى الانتصاب و التصور[1] کحدوث شیء أمام شخص أو تصوره أمامه[2]. و یمکن أن یقال أن التمثل یرجع فی الأصل إلى مادة (المثول) بمعنى الوقوف أمام شخص أو شیء، ویطلقون لفظ (الممثل) على ما یظهر بصورة أخرى، و على هذا الأساس فمعنى قوله تعالى: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِیّاً} هو أن الملک الإلهی جاء بصورة إنسان، و هذا لا یعنی أن جبرائیل تحول إلى إنسان سیرةً و صورةً، و ذلک لأن مثل هذا الانقلاب والتحول مستحیل و غیر ممکن.
و إنما المراد هو أنه جاء بهیئة إنسان، مع أنه باقٍ على طبیعته الملکوتیة، و لکن مریم علیها السلام لم یکن لها علم بذلک فی بدایة الأمر، و لذلک فإنها تصورت أنها تقابل موجوداً هو إنسان سیرة و صورة[3]، فالتمثل فی الآیات هو نفس المعنى اللغوی للفظ، و هو تصور و ظهور شیء بالنسبة إلى شخص، و التمثل فی القرآن الکریم ورد فی قصة مریم فقط. و لکن الأمر مختلف فی الروایات والمصادر الإسلامیة حیث نجد هذا اللفظ و نظائره بکثرة و تنوع من أمثال الانتصاب، التبدی، السنوح، الظهور و... و قد استعملت الکلمة بشکلٍ واسع، و من جملة استعمالها: تمثل إبلیس فی دار الندوة بلباس شیخٍ کبیر محبٍ للخیر و مریدٍ له من أجل إغواء کبراء قریش وسادتها، أو تمثل باطن الدنیا أمام منظر علی بن ابی طالب علیه السلام بصورة امرأة أخاذة الجمال، و کذلک تمثل المال و الأولاد و العمل بالنسبة للإنسان، حیث تتصور هذه الأمور بصور مختلفة و تتجسم، أو ظهور أعمال الإنسان و عبادته فی القبر و یوم القیامة و تجسمها بأشکال و صور خاصة، و کذلک تمثل القرآن بصورة طیبة و تحوله درجة عالیة فی الجنة لقارئ القرآن، وکثیر من أمثال هذه الأمور ورد ذکره فی مصادرنا الإسلامیة.
ومفهوم التمثل فی هذه الموارد هو أن شیئاً أو شخصاً یأتی بصورة أخرى، و یظهر أمام الإنسان، من دون أن تتغیر ذاته و ماهیته. و من أبرز النماذج على هذا المدعى ما ورد فی الآیات 69 ـ70 من سورة هود و ذلک فی قضیة مجیء الملائکة و تمثلهم و ظهورهم بین یدی إبراهیم علیه السلام، یقول العلامة (الشعرانی) رحمه الله فی کتابه (طریق السعادة) بخصوص مجیء الملائکة إلى إبراهیم علیه السلام و قصتهم المذکورة فی القرآن الکریم: (عندما جاء الملائکة إلى إبراهیم علیه السلام لیبشروه بإسحاق علیه السلام، فإن إبراهیم علیه السلام قدّم لهم طعاماً عجلاً حنیذاً(فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنیذ) وحینما رأى أن أیدیهم لا تصل إلى الطعام أوجس منهم خیفة، ولکن الذی ورد فی التوراة فی سفر التکوین 8/18 هو أن الملائکة أکلوا من الشواء (العجل) و الصحیح هنا ما قاله القرآن، وذلک لأن الملائکة لا یأکلون من طعام الدنیا و لو أن کلام القرآن مأخوذٌ من التوراة لکان مماثلاً لما ورد فیها، ولکن بما أنه وحیٌ من الله الذی یعلم أن الملائکة لا یأکلون الطعام، و إن من لم یدرس و یتعلم بشکلٍ کافٍ، و لم یکن له إطلاع على أسرار الحکمة و الغیب، ولا علم له بعالم المجردات، فإنه قاصر عن معرفة مثل هذه الأمور)[4].
و من المعلوم أن الأحادیث الواردة بخصوص الملائکة، و أنها تُرى بصورٍ و أشکالٍ مختلفة لا یراد بها رؤیة ذاتها وحقیقتها لأنها لا یمکن أن تظهر للعیان، و ذلک لأن أصل وجودها روحانی و مجرد، و إنما یکون ظهورها و بروزها فی وعاء و ظرف إدراک المدرکین لها، أی أن هذه الحقائق المجردة تظهر (بدون تجاف) فی صقع نفس المدرکین بصورة مختلفة، و هذا ما عبر عنه القرآن الکریم (بالتمثل) و المراد بقولنا (بدون تجاف) هو أن الملک بعین وجوده الخارجی و وجوده النفسی الذی یمثل حقیقة وجوده، و لم تتبدل حقیقة هذا الوجود فتتحول إلى إنسان فیکون من باب تحول العین إلى عینٍ أخرى، و إنما المقصود أن هذه الحقیقة فی صورتها المدرکة تمثلت بصورة إنسان مثلاً، و إن القوة الإدراکیة المجردة حصل لها نوع الارتباط بالملک المجرد، و هذا المدرَک الذی حل بوعاء الإدراک فی القوة المتخیلة، له تجرد برزخی یتمثل بما یطابق الأحوال النفسیة للمدرِک[5].
و فی خصوص التمثل من الممکن أن تثار بعض الشبهات و التساؤلات التی نورد بعضها فیما یلی مع الإشارة إلى الإجابة عن کل منها.
1ـ ألا یمکن للشخص المدرِک (فی حالة التمثل) أن یدرک شیئاً بالخطأ، ومن ثم یتصور أن الأمر حقیقی و واقعی، فی حین أن لا وجود للواقعیة و الحقیقة فی البین؟ و بعبارة أخرى: ما هو ملاک صدق إدراک المدرِک؟.
الجواب: من الضروری أن نشیر إلى مسألة مذکورة فی بحث نظریة المعرفة، حیث قیل: إن معرفة أی شیء و إدراکه هو عبارة عن حضور الشیء نفسه أو صورته الجزئیة (الشکل الظاهری و المشخصات الفردیة) أو المفهوم الکلی لذلک الشیء لدى المدرِک.
و مثال حضور الشیء نفسه هو حضور (الأنا) و حالات (الأنا) لدى نفسی و حضور الصورة الجزئیة للشیء من أمثال حضور الصورة الظاهریة لزید و عمرو فی ذهنی وإدراکی، و أما حضور المفهوم الکلی لدى المدرِک فمثاله حضور الصورة الکلیة للإنسان أو الحیوان أو الجبل فی الذهن و الإدراک.
و هذا التعریف یشمل العلم الحضوری و العلم الحصولی على حدٍ سواء[6].
و إنه من المسلَّم فی إطار العلوم الحسیة والخیالیة فإن المدرَک بالنسبة لنا هو أمر جزئی، مع وجود الاختلاف فی حالة الإدراک الخیالی، فإن الصورة المتخیلة تکون قابلة للتصور و الإدراک من دون حضور المادة، خلافاً للمدرَک فی الإدراک الحسی.
و بالنظر إلى هذه المسألة، فالتمثل هو عبارة عن ظهور شیءٍ لدى الإنسان بصورة یألفها الإنسان و یأنس بها، مثل ظهور جبرائیل علیه السلام عند مریم علیها السلام على هیئة بشرٍ بتمام الصورة، لأن المألوف و المعهود عند البشر فی مسألة الرسالة هو أن الشخص (الرسول) یستلم الرسالة و یأتی إلى محل المرسَل إلیه، و من ثم یؤدی ما تسلمه عن طریق الکلام و التخاطب، و لا ینبغی الاشتباه و الخلط بین هذا الأمر مع الأمور الوهمیة التخیلیة الباطلة التی هی أشبه بالسراب، و ذلک کما یرى السفسطائیون فی قولهم: إن جمیع مدرکاتنا لیست هی کما ندرکها. و الجواب عن ما تذهب إلیه هذه الفئة هو: لا بد من التفریق بین ما هو حقیقی و واقعی و قد تصور و تجلى بصورة ما تکون هی مألوفة و معهودة لدى المدرِک، و أنه حضر فی ذهنه و مدرکاته بکیفیةٍ ما، و بین ما لیس له حقیقة و وجود فی الخارج أصلاً، و لیس له وجود إلا وجود الصورة الذهنیة، و الثانی هو السفسطة دون الأول، و توقع أکثر من هذا فی مجال العلم الحصولی الارتسامی هو توقع فی غیر محله[7].
وبالضمن یمکن التذکیر أن میزان و ملاک الصواب و الخطأ فی الفلسفة الإسلامیة هو انطباق القضیة المدرَکة بواقعها و حقیقتها سواء کان واقع القضیة واقعاً خارجیاً أو کان واقعاً ذهنیاً أو اعتباریاً أو فی نفس الأمر، فمیزان الصدق فی القضایا الذهنیة هو انطباقها فی نفس الأمر بالنسبة لهذه القضایا الذی هو أعم من الوجود الخارجی الملموس[8].
2ـ هل من الممکن لشخصٍ ـ غیر النبی صلى الله علیه و آله و سلم و وصیه ـ من أمثال مریم علیها السلام التی لیست بنبی و لا وصی أن یدرک الملک بشکلٍ عام و جبرائیل مثلاً و یشاهده، و أن یکون له نوع ارتباط بعالم الملکوت؟.
الجواب: المستفاد من آیات القرآن و المصادر الإسلامیة هو أنه من الممکن للإنسان أن یجد سبیلاً إلى عالم الملکوت، و ذلک ما نجده فی الآیة 185 من سورة الأعراف حیث یقول تعالى فی معرض التوبیخ و الحث و الترغیب و تشجیع الإنسان على محاولة إدراک الملکوت و النفوذ إلى باطن الدنیا: {أَوَلَمْ یَنْظُرُوا فِی مَلَکُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الأَرْضِ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَیْءٍ ....} و بحسب ما یقول العرفاء فإن مجریات الأحداث فی قصة إبراهیم علیه السلام فی الآیة 75 من سورة الأنعام، و قصة مریم علیها السلام کل ذلک یثبت أن کل إنسان لدیه القدرة و الاستعداد للتحلیق و العروج إلى عالم الملکوت الشامخ، لأن التمثل هو من قبیل انعکاس الشیء على سطح المرآة، حیث یبقى الشیء قائماً بذاته فی محله مع أنه یُدرَک و یُحَس فی المرآة، و أن إدراک نفس العوالم المجردة و رؤیة الملائکة و الأرواح فی ما وراء الطبیعة هی بمثابة إدراک الصورة على المرآة، فلا یظن أحدٌ أن الأمر منحصر بالنبی و الوصی، ذلک أن مریم علیها السلام لیست نبیاً و لا وصیاً، و إنما هی معدودة من (الأولیاء) [9].
3ـ ألیس الرجوع من عالم الغیب و الملکوت إلى عالم الدنیا و الطبیعة هو من باب الرجوع من الکمال إلى النقص، و هو ما یتناقض مع نظریة صدر المتألهین الموسومة بالحرکة الجوهریة فی الفلسفة؟. أی أن الموجود و بعد أن وصل إلى (ما بالفعل) یعود مرة أخرى إلى (ما بالقوة) و هذا یعنی تخلّیه عن المرتبة الأعلى و الأکمل التی کان ینشدها بعد أن وصل إلیها، فهل یرد هذا الإشکال فی مسألة التمثل؟.
الجواب: انما یکون رجوع الموجود من عالم الغیب إلى عالم الدنیا والتوجه إلى عالم الطبیعة محالاً عندما یتخلى الموجود عن کماله الجوهری الذی حصل علیه بنفسه، فیضیع مرتبة تکامله العلیا و درجة فعلیته التی بلغها و التی کانت سبب تحوله و تبدل ذاته، و هذا لیس بلازم فی مسألة التمثل و الرجوع و نظائره( کالرجعة)، و ذلک لأن النفس و بواسطة قوة وجودها و سعة مساحة موجودیتها و هویتها تستطیع أن تحفظ و تضبط جمیع العوالم و الحواضر، بمعنى أنها مع کونها متوجهة بتمام التوجه إلى عالم الغیب، لها توجه أیضاً إلى عالم الدنیا و عالم الطبیعة[10]. وذلک نظیر ما یعتقده العرفاء بالنسبة لتجلی الحق تعالى و ظهوره بالنسبة إلى الإنسان و العالم، ذلک أن العرفاء یعتقدون: إذا ما أراد الله سبحانه أن یخرج من الخفاء فإن ذلک ممکن، لأنه لا تعین و تقید فی مرتبة الخفاء، و إنما هی مرتبة اللاتعین و الإطلاق الذاتی (وإن جمال أسمائه و صفاته تشاهد فی الأشیاء و الأفراد، إذن فهو ظاهر و متجلٍ فی العالم و فی الإنسان، و بذلک صدر عنه خلقهم، و فی النتیجة فإن أول تعین ذاتی قد تحقق (کنت کنزاً مخفیاً فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق لکی أعرف...)، فهدف الله سبحانه من خلق الإنسان و سائر الظواهر هذه ظهوره و تجلیه[11].
و إن تمثل الملائکة هو من هذا القبیل، ذلک أن الملائکة لیسوا بحاجة إلى الاستکمال بالبدن المحسوس، ولکنه قد یحصل التمثل فی بعض الأحیان و بأمر من الله تعالى فیظهرون و یتحلون بقالب جسدی مخصوص، کما فی قصة مریم علیها السلام، و من أجل رفع الإبهام و الغموض بخصوص السؤال المذکور نذکر مجدداً، أنه تارة یکون الوصول إلى درجة الکمال و الدرجة النهائیة فی الارتقاء العقلی عن طریق احتیاج الروح للحواس الظاهریة و استخدامها فی ذلک الهدف، حیث تستقبل الروح العلوم و المعارف الکلیة عن طریق نافذة الحواس لتحصل فی جوهرها حتى یصل العقل إلى مرتبة الکمال (بالفعل)، و هذا هو السیر الدنیوی طبقاً لنظریة الحرکة الجوهریة، و تارةً یکون الأمر على النحو التالی: إن هذه القوة الروحانیة الکاملة و بعد کمالها تتمظهر و تتصور فی عالم الصور فتظهر على هیئة صورة حسیة و قوى حسیة، و هذا التجلی و الظهور هو الذی یطلقون علیه عنوان (التمثل) و فی هذا لا تحتاج الروح إلى القوى و المشاعر حتى یلزم محذور السیر القهقرائی التراجعی و الهبوط من الفعل إلى القوة و إنما یکون هذا من قبیل (إشراق الروح) بالنسبة إلى المقام النازل و کل شخصٍ لا یفرق بین نزول العالی و ترک المقام الأعلى، و بین الإشراق العالی فی مقامه النازل و تجلیه، فلابد أن یقع فی هذه الأوهام و الوساوس، و لذلک أصبح من الواضح معنى رجوع النفس الکاملة إلى الدنیا و النشأة الحسیة، نظیر تمثل روح القدس بهیئة البشر[12].
[1]الراغب الأصفهانی، المفردات، و لسان العرب، مادة (تمثل).
[2] دهخدا، لغتنا مه، مادة تمثل.
[3] العلامة الطباطبائی، تفسیر المیزان ، ج 14، آیة 17 سورة مریم؛ مکارم الشیرازی، التفسیر الأمثل، ج 13.
[4] حسن زادة آملی، انسان و قرآن( الإنسان و القرآن)، ص67.
[5] المصدر نفسه، ص71 ؛ افق وحى (أفق الوحی)، ص322، (میرزا خلیل کمراهی) طبعة آبان 1347 ش.
[6] مصباح الیزدی، محمد تقی، آموزش فلسفه (تعلیم الفلسفة)، ج 1، الفصل الأول، نقلاً عن انسانشناسى "معرفة الإنسان"، سید حسین إبراهیمیان، ص72.
[7] نقلاً عن المیزان، ج 14، ص57.
[8] السبحانی، جعفر، نظریة المعرفة، ص217.
[9] نقلاً عن ممد الهمم فی شرح فصوص الحکم،، ص47، الطبعة الأولى، ربیع 1378ش.
[10] رفیعی القزوینی، السید أبو الحسن ، رجعت و معراج" الرجعة و المعراج"، ص44. الطبعة الثالثة.
[11] انسانشناسى "معرفة الإنسان"، ص114، الطبعة الأولى، ربیع 1381،.
[12] رفیعی القزوینی، السید أبو الحسن ، رجعت و معراج" الرجعة و المعراج"، ص45.