اذا کان موضوع الخوف لدى السالک، هو الله تعالى، و ان السالک یخشى الله ربّه فلا ریب ان هذا یعد، یعد من أودیة السیر و السلوک الى الله تعالى، فلا یعد الخوف عندئذ حجابا بذاته، نعم اذا قورن بالمراتب العلیا للسیر و السلوک کالأنس أو العشق، یعد نوعا من الحجب النورانیة.
أما اذا کان موضوع خوف السالک، السیر و السلوک نفسه، و السلوک العرفانی عینه، و ان الفرد یخشى سلوک هذا الطریق الالهی او مواصلته، فحینئذ یعد الخوف بذاته حجابا من الحجب الظلمانیة. و السبیل لرفع الحجب – نوانیة کانت او ظلمانیه- یکمن بنحو عام فی طریق المعرفة و الاعتماد على الله تعالى.
الاجابة عن السؤال المطروح ترتبط ارتباطا وثیقا بمتعلق الخوف و ما هو موضوع الخوف عند السالک.
فاذا کان موضوع الخوف لدى السالک، هو الله تعالى نفسه و ان السالک یخشى ربّه، فهذا یعد من أودیة السیر و السلوک الى الله تعالى و الذی عبّر عنه الخواجة عبد الله الانصاری بمیدان الخوف. و قد احتل هذا المیدان المرتبة الثالثة و الثلاثین من المراتب المئة التی یطویها السلاک و انه نتیجة لمیدان التواضع. یقول الخواجة الانصاری: " الخوف خشیة و الخشیة سور الایمان و تریاق التقوى و سلاح المؤمن".[1] و قد حث الشیخ عبد القادر الجیلانی السالکین على الخوف بقوله: اعمر قلبک بخشیة الله و لا تطمئن الا مع الوصول الیه و الحضور عنده بقدم القلب الراسخة. و لا یلیق بک الاطمئنان الا حینما یضعوا بین یدیک کتاب الأمن الربّانی، حینها إطمئن و طب نفساً.[2] و من هذا المنطلق لا یعد الخوف حجابا بذاته، نعم اذا قورن بالمراتب العلیا للسیر و السلوک کالأنس أو العشق، یعد نوعا من الحجب النورانیة.
أما اذا کان موضوع خوف السالک، السیر و السلوک نفسه، و السلوک العرفانی عینه، و ان الفرد یخشى سلوک هذا الطریق الالهی او مواصلته، فحینئذ یعد بذاته حجابا من الحجب الظلمانیة.
و تعود جذور الخشیة و الخوف الى عدم الاعتماد التام على الله تعالى، فالطریق لرفع الحجب – نوانیة کانت او ظلمانیه- یکمن بنحو عام فی طریق المعرفة و فی النتجیة الاعتماد على الله تعالى. و لاریب أن المعرفة و الاعتماد لا یحصلان دفعة واحدة، بل یحصلان و یتکاملان من خلال التدرج فی السیر و السلوک الالهی حتى یصل السالک الى منزلة یراه الله تعالى جدیراً بالحضور و القرب منه عزّ شأنه. و قد عبّر الشیخ عبد القادر الجیلانی عن رفع حجاب الخوف بانّه سر من الاسرار بین العبد و بین الله تعالى، قائلا: " کلما اختار الحق تعالى عبداً من عباده قرّبه الیه، فعندها یسری خوف الجلال و الکبریاء الالهی الى قلب العبد و ترعد فرائصه، فاذا سرى ذلک بعث الله تعالى فیه انوار جماله لازالة ذلک الخوف و ازاحه تلک الخشیة لیأنس قلبه و یطمئن باطنه بقرب الحق تعالى، و هذا سر من الاسرار بین العبد و خالقه".[3] و هناک طریق خاص للتغلب على حجاب الخوف الظلمانی یکمن فی اللقاء بالامام؛ و ذلک لان هذا اللقاء – فی الیقظة کان أو المنام- یزیل الخشیة من القلب سواء للبدء بالمسیر أم مواصلته.
و أما طریق إزالة حجاب الخوف النورانی فیکمن فی عشق الامام و اطاعته المطلقة بلا قید أو شرط.
مواضیع ذات صلة: