تشير مصادر الثقافة في الفكر الشيعي الى كون الائمة يتوفرون على حيثيتين الاولى الحيثية النورانية و الاخرى الحيثية الجسمانية، فمن وجهة الحيثية النورانية كلهم نور واحد، و لكن من ناحية الحيثية الجسمانية و الدنيوية لكل واحد منهم خصوصيته المنسجمة مع الظروف الزمانية و المكانية؛ كشجاعة أمير المؤمنين (ع) و بلاغته و خطبه و كذلك شجاعة الامام الحسين و جهاده، و دور الامامين الباقر و الصادق (ع) في التربية و نشر العلم، و صبر الامام الكاظم على تحمل معاناة السجن و القيود و... و هذا التبلور لتلك الخصائص ينسجم مع الظروف التي احاطت بكل إمام فاخرجت تلك الصفات الى حيز الفعلية لا ان سائر الائمة لا يملكون تلك الخصوصيات و المميزات؛ من هنا لا يصح إفراد إمام من الائمة بخصوصية لم تتوفر عند سائر الائمة.
و الجدير بالذكر بان الاحاديث الصادرة عنهم (ع) رتبت مقام الائمة حسب الترتيب التأريخي و السبق الزماني.
تشير مصادر الثقافة في الفكر الشيعي الى كون الائمة يتوفرون على حيثيتين الاولى الحيثية النورانية و الاخرى الحيثية الجسمانية، فمن وجهة الحيثية النورانية كلهم نور واحد[1]، و لكن من ناحية الحيثية الجسمانية و الدنيوية لكل واحد منهم خصوصيته المنسجمة مع الظروف الزمانية و المكانية؛ كشجاعة أمير المؤمنين (ع) و بلاغته و خطبه و كذلك شجاعة الامام الحسين و جهاده، و دور الامامين الباقر و الصادق (ع) في التربية و نشر العلم، و صبر الامام الكاظم على تحمل معاناة السجن و القيود و... و هذا التبلور لتلك الخصائص ينسجم مع الظروف التي احاطت بكل إمام فاخرجت تلك الصفات الى حيز الفعلية لا ان سائر الائمة لا يملكون تلك الخصوصيات و المميزات؛ من هنا لا يصح إفراد إمام من الائمة بخصوصية لم تتوفر عند سائر الائمة.
و الجدير بالذكر بان الاحاديث الصادرة عنهم (ع) رتبت مقام الائمة حسب الترتيب التأريخي و السبق الزماني، نشير الى نماذج منها:
الف: قال الصَّادقُ (ع): مَنْ ترك زيارةَ أَمير المؤمنين (ع) لم ينظُر اللَّهُ تعالى إِليه. أَ لا تزُورُ مَنْ تزُورُهُ الملائكةُ و النَّبِيُّونَ (ع) و إِنَّ أَمير المؤمنين أَفضلُ من كلّ الأَئمَّة.[2]
ب: عن هشام بن سالم، قال: قُلْتُ لِلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (ع) الْحَسَنُ أَفْضَلُ أَمِ الْحُسَيْنُ؟ فقال: الحسنُ أَفضل من الحسينِ. قلت: فكيف صارت الإِمامةُ من بعدِ الحسينِ في عقبِهِ دون وُلْدِ الحسن؟ فقال: إِنَّ اللَّهَ تبارك و تعالى أَحبَّ أَن يجعل سُنَّةَ موسى و هارُونَ جارِيةً في الحسنِ و الحسينِ أَ لا ترى أَنَّهُمَا كانا شرِيكَيْنِ في النُّبُوَّةِ كما كان الحسنُ و الحسينُ شرِيكَينِ في الْإِمامة و إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جعلَ النُّبُوَّةَ في ولْدِ هارُونَ و لمْ يجعلْها في ولْدِ موسى و إِن كان موسى أَفضل من هارون.[3]
ج: عن الأعمش، عن جعفر بن محمد (ع) قال: سألته عن أفضل الخلق بعد رسول الله (ص) و أحقهم بالأمر؟ فقال: علي بن أبي طالب (ع) و بعده الحسن ثم الحسين سبطا رسول الله و ابنا خيرة النسوان، ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم من بعده الأئمة الهداة المهديون (ع) فإن فيهم الورع و العفة و الصدق و الصلاح و الاجتهاد و أداء الأمانة إلى البر و الفاجر و طول السجود و قيام الليل و اجتناب المحارم و انتظار الفرج بالصبر و حسن الصحبة و حسن الجوار.[4]
لمزيد الاطلاع انظر:
التمايز بين الائمة في الخصائص البشرية و النفسية 19748 (الموقع: ar19113).
الامام الحسین مصباح هدى و سفينة نجاة 17605 (الموقع: ar17280).
الوحدة النورانیة بين الرسول الاكرم (ص) و الامام علي (ع) 12898 (الموقع: ar12695).
[1] روى العلامة المجلسي، بحارالأنوار، ج 26، ص 16، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1404 هـ ق، ... قال الاِمامُ عليُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (ع): لَا تَعْجَبُوا مِنْ قُدْرَةِ اللَّهِ أَنَا مُحَمَّدٌ وَ مُحَمَّدٌ أَنَا وَ قَالَ مُحَمَّدٌ يَا قَوْمُ لَا تَعْجَبُوا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَنَا عَلِيٌّ وَ عَلِيٌّ أَنَا وَ كُلُّنَا وَاحِدٌ مِنْ نُورٍ وَاحِدٍ وَ رُوحُنَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ أَوَّلُنَا مُحَمَّدٌ وَ أَوْسَطُنَا مُحَمَّدٌ وَ آخِرُنَا مُحَمَّدٌ وَ كُلُّنَا مُحَمَّدٌ.
[2] السيد الرضي، خصائص الأئمة (ع)، ص 40، مجمع البحوث آستان قدس رضوي، 1406 هـ ق،
[3] بحار الأنوار، ج 25، ص 249.
[4] الديلمي، الحسن، إرشاد القلوب إلى الصواب، ج 2، ص 421، انتشارات الشريف الرضي، 1412 هـ ق.