ثمة أدلة نقلیة و عقلیة تشهد بصدق على وجود الجوهر المشترک، و تضمن سبل فلاح تناسبه. و هکذا فإن الدین هذا أمر واحد و نسخة واحدة.
یمکن القول بأن الله قد حدد دیناً خاصاً لکل فرد أو مجموعه، إذا افترضنا ان کلاً من أبناء النوع الإنسان یمثل حقیقة تتباین بالکامل مع حقیقة الفرد الآخر، أو تصورنا تبایناً کهذا بین الجماعات الإنسانیة. غیر ان الدین على مستوى نفس الأمر، سیکون واحداً دون شک، حین نؤمن بوجود جوهر أو طبیعة إنسانیة فطریة واحدة یشترک فیها الجمیع رغم شتى ألوان التباین الشکلی بینهم. الأمر الذی یعنی ان قراءتنا للدین تظل منوطة بالتفسیر الذی نقدمه لمفهوم الإنسان.
ان أدلة العقل و النقل، تشهد بصدق على صحة التصور الثانی، و من المؤکد ان الدین على مستوى نفس الأمر، یتجه إلى هذا الجوهر المشترک و یتضمن سبل فلاح تناسبه[1]. و هکذا فلا بد ان یکون الدین فی المستوى هذا، أمراً واحداً و نسخة واحدة.