بمراجعة مجموع الروایات نفهم ان الأشخاص المتسمّین بأسماء الأنبیاء و الأئمة(ع) یتمتعون بمنزلة خاصة، و لکن هذا لا یعنی ان مجرد التشابه الإسمی یسبب الحصانة الکاملة للأشخاص.
بمراجعة مجموع الروایات یمکننا القول بأن الأشخاص الذین تسموا بأسماء الأنبیاء و الأئمة(ع) یتمتعون فی الدنیا و الآخرة بامتیازات خاصة. و یمکنکم مراجعة الجزء 21 من کتاب وسائل الشیعة و الجزء 101 من کتاب بحار الأنوار فی هذا المجال. و اما الروایة التی ذکرتموها فحیث لم یذکر النص و المصدر فلم نعثر بعد مراجعة اجمالیة علی روایة تدل بالدقة علی هذا المطلب، و لکن توجد روایة مشابهة الی حدٍ ما للمتن المذکور، حیث نقل عن الإمام الصادق(ع) قوله: "استحسنوا أسماءکم فانکم تدعون بها یوم القیامة قم یا فلان بن فلان الی نورک قم یا فلان بن فلان لا نور لک"[1]. و لکن یبدو ان هذه الروایة ایضاً لا تنسجم مع ما ورد فی السؤال و ذلک أولاً لأن هذه الروایة ورد فیها التعبیر ب( نوره) و هذا یختلف عن القول ب( امامه).
و ثانیاً: إذا فسّرت کلمة النور فی هذه الروایة بالإمام فان هذه الروایة لم تقل ان علة اقتران الشخص مع نوره (إمامه) هو مجرد التشابه الإسمی، بل من الممکن أن یکون قصد الروایة أن تقول اختاروا لکم أسماءً حسنة لکی لا تشعروا بالخجل یوم القیامة حین تدعون بها.
و ذلک انه بالرغم من أن الأشخاص الذین تسمّوا بأسماء الأنبیاء و الأئمة یتمتعون بامتیازات فی الدنیا و الآخرة و لکن بملاحضة المبانی الإسلامیة و الآیات و الروایات غیر القابلة للخدشة فانه لا ینبغی أن تفهم هذه الإمتیازات بأن کل من تسمی بأسماء هؤلاء العظماء یعتبر نفسه مصوناً عن العقاب. و کنموذج علی ذلک فإننا نری ان أحد قتلة الإمام الحسین(ع) هو شخص إسمه محمد بن الأشعث،[2] فإسمه إسم النبی(ص)، فلا یمکن ان یتصور انه لهذا السبب فقط سوف لا یحاسب فی الآخرة. نعم إذا کان الشخص مراعیاً للموازین الإسلامیة فإن إسمه الحسن سیضیف امتیازاً الی امتیازاته.
ثم ان هناک الکثیر من اصحاب الائمة قد تسموا باسماء اعداء اهل البیت(ع) مثل اسم معاویة او یزید او ما شابه ذلک فهل هؤلاء یقفون وراء الائمة ام وراء خصوم الائمة؟
اضف الى ذلک ان الایة المبارکة قد حددت الموقف بصورة جلیة و جعلت المعیار هو الاعتقاد و الفکر و الموقف لا الاسماء و المسمیات قال تعالى فی هذا الصدد" یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم"[3] قیل إنه یقال هاتوا متبعی إبراهیم هاتوا متبعی موسى هاتوا متبعی محمد صلّى اللّه علیه و سلّم فیقوم الذین اتبعوا الأنبیاء واحدا واحدا فیأخذون کتبهم بأیمانهم ثم یدعو بمتبعى أئمة الضلال على هذا المنهاج.[4]
و جاء فی تفسیر الامثل: یعنی أنّ الذین اعتقدوا بقیادة الأنبیاء و أوصیائهم و من ینوب عنهم فی کل زمان و عصر، سوف یکونون مع قادتهم و یحشرون معهم، أمّا الذین انتخبوا الشیطان و أئمّة الضلال و الظالمین و المستکبرین قادة لهم، فإنّهم سیکونون معهم و یحشرون معهم.
خلاصة القول: إنّ الارتباط بین القیادة و الأتباع فی هذا العالم سوف ینعکس بشکل کامل فی العالم الآخر، و طبقا لهذا الأمر سیتم تحدید الفرق الناجیة، و الأخرى التی تستحق العذاب.[5]