ان للشیطان ذریة و انهم ملعونون کما لعن الشیطان لانهم فی الحقیقة قد ساروا على نهجه و اتخذوا من طریقته و اسلوبه فی الغوایة و التضلیل منهجاً لهم و طریقة یعتمدونها فی اضلال الناس و اخراجهم عن جادة الصواب، من هنا کلهم ملعونون الا انه ورد فی بعض الروایات ان الشیطان الذی کان موکلا باغواء النبی الاکرم (ص) قد اسلم على یدی الرسول الاکرم (ص).
مثل الشیطان کمثل الانسان له ذریة و ابناء، و هذه الحقیقة قد اکدتها الآیات المبارکة و الروایات الشریفة الواردة عن طریق أهل البیت (ع)، منها قوله تعالى: «أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونی وَ هُمْ لَکُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمینَ بَدَلاً».[1]
کذلک روى العلامة المجلسی فی کتاب " السماء و العالم" من موسوعة بحار الانوار ان الله تعالى قال لابلیس: "ما اعطیت ادم ولدا الا اعطیتک مثله وان لکل انسان شیطان یولد معه".[2]
فان ذریة الشیطان کالشیطان خلقت لاضلال الناس و حرفهم عن جادة الصواب و انهم انتخبوا نفس الطریق الذی انتخبه ابوهم ابلیس، من هنا من المسلّم انهم ملعونون کما لعن ابوهم، و هذا الحکم فی الواقع یشمل الاعم الاغلب منهم الا بعض الافراد النادرة منهم مثل الشیطان الذی اسلم على ید الرسول الاکرم (ص)، روى العلامة المجلسی انه سئل النبی الاکرم (ص) فقال: "إِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِی عَلَى شَیْطَانٍ حَتَّى أَسْلَمَ عَلَى یَدَی".[3]
و فی الختام نشیر الى بعض الامور المهمة:
1- ان الآیات القرآنیة التی جاءت فیها مثل کلمة اولیاء[4] او کلمة "قبیله" کما فی قوله تعالى: "إِنَّهُ یَراکُمْ هُوَ وَ قَبیلُهُ مِنْ حَیْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّیاطینَ أَوْلِیاءَ لِلَّذینَ لا یُؤْمِنُونَ".[5] لا تشمل جمیع الناس بل ان ولایته و هیمنته و اضلاله محدودة ببعض الناس و بعض الاعمال و ان هناک الکثیر من الناس و هناک بعض الاعمال لا سلطة للشیطان علیها، بل لاتوجد له ولایة واقعیة. یقول العلامة الطباطبائی: " و أما ذریته و قبیله الذین یذکرهم القرآن بقوله: «إِنَّهُ یَراکُمْ هُوَ وَ قَبِیلُهُ مِنْ حَیْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّیاطِینَ أَوْلِیاءَ لِلَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ»:[6] و قوله: «أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ أَوْلِیاءَ».[7]
فولایة الواحد منهم، إما لبعض الناس دون بعض أو فی بعض الأعمال دون بعض و أما ولایة على نحو العونیة فهو العون، و الأصل الذی ینتهی إلیه أمر الإضلال و الإغواء هو إبلیس.[8]
2- ان ابلیس من الجن قال تعالى: "فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلیسَ کانَ مِنَ الْجِن".[9] و بما ان القرآن قد اثبت للشیطان ذریة، و فی مکان آخر اشارالى موت الجن: "أُولئِکَ الَّذینَ حَقَّ عَلَیْهِمُ الْقَوْلُ فی أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ إِنَّهُمْ کانُوا خاسِرینَ".[10]
من هنا نفهم ان التناسل جار فی اوساط الجن، لانه من الواضح ان ادامة النسل فی مقابل الموت تحتاج الى عملیة تناسل، و لکن الشیء الذی بقی خافیا علینا هو کیفیة و نحو تلک العلمیة التناسلیة هل هی تشبه التناسل فی اوساط البشر او لا؟ هذا ما لم یشر الیه القرآن الکریم.[11]