موقع ولایة الفقیه[1] فی العقیدة الإسلامیة:
إن ولایة الفقیه ترتبط بقضیة الإمامة ارتباطاً جوهریاً، لأنه إذا طرحت قضیة ولایة الفقیه من نفس الزاویة التی ینظر من خلالها إلى قضیة الإمامة، ینکشف بعدها الکلامی و سوف تعتبر قضیة کلامیة (عقائدیة) کما هو الحال فی قضیة الإمامة.
بهذا البیان: إذا نظرنا إلى الإمامة من منظر "فعل الله" و جعلناها فی دائرة الفعل الإلهی کما هو الحال فی قضیة النبوة و إرسال الرسل، و طرحنا هذا السؤال و هو "ل أن الله سبحانه قد عین أشخاصا لهدایة الأمة بعد وفاة الرسول (ص)؟" و "ل یجب على الله نصب الإمام (ع)؟" بهذه الرؤیة تصبح القضیة کلامیة. و کذلک إذا اعتبرنا قضیة ولایة الفقیه فی امتداد ولایة المعصومین (ع) و تناولنا البحث عن نصب الفقیه العادل بالولایة بنفس طریقة البحث عن نصب الإمام المعصوم (ع) بالولایة و الإمامة و نظرنا إلى المسألة من زاویة فعل الله عند ذلک تصبح القضیة کلامیة.[2] أما أهل السنة فینظرون إلى قضیة ولایة الفقیه کمسألة فقهیة، لأن أکثرهم یعتبرون النبوة مسألة کلامیة لکنهم لا یعتبرون مسألة الإمامة من قضایا علم الکلام و یعتبرونها من الفروع المرتبطة بعلم الفقه.[3]
لقد صرح بعض الکبار من فقهاء الشیعة بأن أصل ولایة الفقیه مورد اتفاق أو على الأقل من النظریات المشهورة بین فقهاء الشیعة.[4] و عمدة الخلاف فی حدود وصلاحیات ولی الفقیه و کیفیة إثباتها.
کان الإمام الخمینی (ره) یؤکد على أن نفس الأدلة التی تقتضی نصب الإمام المعصوم (ع)، و یستشهد بها فی باب الإمامة، تقتضی نصب الولی و تشکیل الحکومة فی زمن الغیبة.[5]
إذن کما یجب على الإنسان الشیعی و المؤمن أن یؤمن بولایة الأئمة المعصومین (ع) و یعتقد بها، یجب علیه أیضا أن یؤمن بولایة الفقیه التی هی امتداد و لایتهم فی عصر غیبة إمام الزمان (ع). لأن ولایة الفقیه فی قیادة المجتمع الإسلامی فی کل عصر وزمان من أرکان المذهب الحق الإثنى عشری و لها جذور فی أصل الإمامة و من شؤون الولایة و الإمامة و أصول المذهب. و یجب على الجمیع أن یطیعوا حکم ولی فقیه واحد. أما من أوصله الاستدلال إلى عدم القبول بشأن ولایة الفقیه فی إدارة المجتمع الإسلامی فهو معذور، و لکن لا یجوز له بث الخلاف و التفرقة بین المسلمین.[6] أما بالنسبة إلى أهل السنة فبناء على بعض الأدلة الفقهیة لا یجب علیهم تقلید الولی الفقیه فی المسائل الفرعیة المحضة. لکن تجب علیهم الإطاعة فی المسائل الاجتماعیة و الحکومیة. [7]
إذن شأن ولایة الفقیه فی قیادة المجتمع من الناحیة النظریة مسألة اجتهادیة أما التبعیة العملیة لولی الأمر لازمة حتى على من لا یعتقد به من الناحیة النظریة، و لزومه عقلی، لأنه لولا ذلک یشیع الهرج و المرج و الفوضی.
المواضیع العامة المرتبطة:
1ـ سؤال 572 (الموقع: 626) (ولایة الفقیه و المرجعیة)
2ـ سؤال 1439 (الموقع: 1445) (سعة ولایة الفقیه)
3ـ سؤال 4191 (الموقع: 4867) (الأبعاد الإداریة لولایة الفقیه)
[1].للتعرف على معنى ولایة الفقیه وولایة الفقیه المطلقة راجع المواضیع العامة 1439 (الموقع: 1445) و 3105 (الموقع: 3370).
[2]. الواعظی، احمد، حکومت اسلامی، ص142 و 143، مکتب تألیف و نشر المناهج الدراسیة الحوزویة، الطبعة الأولى، 1380؛ الربانی الکلبایکانی، علی، دین و دولت، ص 125 تا 128، پژوهشگاه فرهنگ و اندیشه اسلامی، الطبعة الثالثة، 1381؛ الجوادی الآملی، عبدالله، ولایت فقیه، ص143، نشر إسراء، 1378ش.
[3]. دین و دولت، ص128.
[4].النراقی، احمد، عوائد الأیام، ص 186، مکتبة بصیرتی، قم، 1408قمری؛ النجفی، محمد حسن، جواهرالکلام، ج2، ص 398، دارالکتب الاسلامیة، تهران، 1374شمسی.
[5] . الإمام الخمینی، البیع، ج2، ص461و462، مکتب النشر الإسلامی، 1415 قمری.
[6].ولی أمر المسلمین الإمام الخامنئی، أجوبة الاستفتاءات، ج1، ص17 و 18 مع تلخیص، مؤسسة الهدى للنشر و التوزیع، الطبعة الثانیة 1424ق.
[7]اقتباسا من برنامج پرسمان.