لاشک أن الله تعالى قادر على القیام بذلک و لکن ما هی الضرورة التی توجب ذلک؟ نعم أن الله تعالى یختار الفعل المنسجم و المتطابق مع النظام الاحسن.
و نحن و إن کنا نؤمن بحکمة الباری تعالى و أنه لا یخرج فعل من أفعاله عن إطار الحکمة، و لکن هذا لا یعنی بحال من الاحوال الاطلاع على تلک الحکم جمیعا.
لاشک أن الله تعالى قادر على القیام بذلک و لکن السؤال المطروح هنا ما هی الضرورة التی توجب ذلک؟ فان الله تعالى قادر على أن یخلق البشر جمیعا فی آن واحد و بصورة مباشرة من دون أن یعتمد الاسباب و المسببات الطبیعیة کالزواج و التلاقح مثلا، لکن مع هذا نجد ه تعالى اسمه یختار الفعل المنسجم و المتطابق مع النظام الاحسن.
و نحن و إن کنا نؤمن بحکمة الباری تعالى و أنه لا یخرج فعل من أفعاله عن إطار الحکمة، و لکن هذا لا یعنی بحال من الاحوال الاطلاع على تلک الحکم جمیعا.
ففی هذا العالم هناک طائفة من عباد الله المخلصین یدرکون تلک الحکم فعلى سبیل المثال نجد فی قصة الخضر و موسى علیهما السلام هناک بعض العلل لم یدرک مغزاها النبی موسى (ع) مع جلالة قدره و لکنها کانت واضحة للخضر (ع).[1]
نعم المهم فی المسالة أن الله تعالى منح کلا من آدم و حواء (الذکر و الانثى) کل مقومات التکامل المادی و المعنوی و جعلهما مسؤولین عما یصدر عنهما على حد سواء، لکن الحکمة الالهیة اقتضت التفاضل فی الرتبة.[2] و لکن هذا لا یعنی التفاضل فی الانسانیة، و ذلک لان التفاضل موجود حتى بین الانبیاء أنفسهم کما صرحت بذلک آیات الذکر الحکیم: " تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ کَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجات".[3]
و لعل تقدیم خلقة آدم للاشارة الى هذا التفاوت فی الرتبة.