بحث متقدم
الزيارة
5485
محدثة عن: 2012/02/19
خلاصة السؤال
فی تفسیر التسنیم اشارة الی نوعین من قانون الاطراد، ارجو بیان الفرق بینهما.
السؤال
ورد فی تفسیر التسنیم قوله:(قانون الاطراد و ان لم یکن بنظر عدد من المحققین من الاصولیین دلیلاً علی الحقیقة فی قبال المجاز و هذا هو الصحیح)ج4 ص472 الهامش.
و ورد فی نفس التفسیر: (حیث انه ورد فی آیات عدیدة من القرآن لفظة الطور و أرید بها جبل الطور المعروف، فانه علی اساس قانون الاطراد ففی الآیة مورد البحث یلزم ان یکون ذلک المعنی هو المراد ایضاً). و جاء فی الهامش ( قانون الاطراد هنا غیر قانون الاطراد المذکور فی علاقة الحقیقة و المجاز) ج 5 ص99. فالظاهر وجود قسمین من قانون الاطراد فما هما هذان القانونان و این یستعمل کل منهما؟
الجواب الإجمالي

فی الجواب عن سؤالکم نلقی اولاً نظرة علی عبارات تفسیر التسنیم و من ثم الاشارة الی الجواب المناسب للسؤال:

النص الکامل للهامش (الجزء الرابع من تفسیر التسنیم) کما یلی:

قانون الاطراد و إن لم یکن بنظر عدد من المحققین من الاصولیین دلیلاً علی الحقیقة فی قبال المجاز، و هو الصحیح، و ذلک لان شیوع الاستعمالات المجازیة مع حفظ مجازیتها لا یقل عن الاستعمالات الحقیقیة، و لکن لا شک أن قانون الاطراد فی دائرة استعمالات متکلم او مؤلف خاص له مجموعة من المؤلفات و الخطابات یمکن أن یکون کاشفاً جیداً عن مراد ذلک المتکلم و هذا کاف).

و أما ورد فی (الجزء الخامس للتفسیر) فهو کما یلی :

یری اکثر المفسرین أن المراد من الطور هو جبل الطور المعروف و هو محل مناجاة النبی موسی (ع) و هو ما سمّی فی سورة التین بطور سینین و فی سورة المؤمنون بطور سیناء و فی سورة طه بالواد المقدس طوی و فی سورة الاعراف بالجبل (بالف و لام العهد). و حیث انه کان المراد فی آیات عدیدة من القرآن من کلمة الطور هو جبل الطور المعروف فعلی اساس قانون الاطراد ففی الآیة مورد البحث یلزم أن یکون ذلک المعنی هو المراد أیضاً. و من هنا فلیس المراد جنس الجبل، کما أن المراد من الجبل فی آیة (و إذ نتقنا الجبل..) هو ذلک أیضاً (أی أن الالف و اللام فی الجبل هی الف و لام العهد).

و ورد فی هامشه ایضاً:( و قانون الاطراد و هذا غیر قانون الاطراد المذکور فی علاقة الحقیقة و المجاز).

و فیما یلی نذکر ما نفهمه نحن من کل ما تقدم ذکره فی اطار الامور التالیة:

1-                  (الاطراد) بمعنی شیوع استعمال و اطلاق لفظة فی معنی خاص. و اعتبر بعضهم هذا الشیوع معیاراً لتشخیص الحقیقة من المجاز و ذکروا أن الاستعمال الشائع هو علامة الاستعمال الحقیقی.

و لکن الکثیر من العلماء و منهم صاحب تفسیر التسنیم لم یرتضوا هذا المعیار و ذکروا أن کثیراً من المفردات تستعمل فی معناها المجازی اکثر من استعمالها فی معناها الحقیقی.

2- و مع ذلک فان هناک نوعاً آخر من (الاطراد) یمکنه أن یکون معیاراً لتشخیص المعنی. و ذلک اننا اذا لاحظنا مفردة فی کتاب او خطاب لشخص وعرفنا أن صاحب الکتاب او الخطبة عادةً ما یقصد معنی خاصاً من تلک اللفظة. فاذا وجدنا مورداً فی تلک الخطبة لم ندرک مراده من تلک اللفظة، فانه ینبغی ان نفسرها بنفس ذلک المعنی الذی نتیقن أنه ارادة فی اکثر الموارد. إن مثل هذا التفسیر لا یکون بالضرورة علامة علی کون الاستعمال حقیقیاً او مجازیاً. و ذلک لان من الممکن ان یرید شخص بکثرة ما فی کلماته المعنی الحقیقی لمفردة، بینما یرید آخر عادة المعنی المجازی لنفس تلک المفردة. و علی هذا الاساس فقانون الاطراد فی مثل هذه الموارد التی ترتبط بدائرة صغیرة و باشخاص و کتب معینة یختلف کثیراً عن ذلک النوع من قانون الاطراد الذی ینظر الی الاستعمال العمومی للمفردة و الذی یعتبره البعض معیاراً للتمییز بین الحقیقة و المجاز.

3- ان صاحب التفسیر قد استفاد من النوع الثانی للاطراد و هو الذی یرتضیه و فسر مفردة (الطور) بجبل الطور المعروف. لانه و بغض النظر عن کون مثل هذا الاستعمال حقیقیاً او مجازیاً، فاننا نعلم اجمالاً ان هذه المفردة قد استعملت فی اکثر موارد الآیات القرآنیة فی نفس هذه المعنی.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280262 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258842 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129635 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115662 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89562 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61053 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60371 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51637 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47717 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...