Please Wait
الزيارة
4734
4734
محدثة عن:
2018/02/24
خلاصة السؤال
لماذا خصّ القران الکریم خروج النبات فی البلد الطیب (الخصب) بإذن الربّ، ولم یشر إلى الإذن الالهی فی خروج النبات الخبیث فی الارض الجدباء؟
السؤال
قال الله سبحانه فی القران الکریم فی الایةة 58 من سورة الاعراف « وَ الْبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ الَّذی خَبُثَ لا یَخْرُجُ إِلاَّ نَکِداً کَذلِکَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَشْکُرُون». و السؤال هو لماذا اخصص الله سبحانه خروج النبات الطیب بإذن الله سبحانه؟
الجواب الإجمالي
« وَ الْبَلَدُ الطَّیِّبُ یَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَ الَّذی خَبُثَ لا یَخْرُجُ إِلاَّ نَکِداً کَذلِکَ نُصَرِّفُ الْآیاتِ لِقَوْمٍ یَشْکُرُون»[1] روی عن ابن عباس، و مجاهد، و الحسن بأن هذا مثلٌ ضربه الله تعالى للمؤمن و الکافر فأخبر بأن الأرض کلها جنس واحد إلا أن منها طیبة تلین بالمطر و یحسن نباتها و یکثر ریعها و منها سبخة لاتنبت شیئاً فإن انبتت فما لامنفعة فیه و کذلک القلوب کلها لحم و دم ثم منها لین یقبل الوعظ و منها قاسٍ جافٍ لایقبل الوعظ.[2]
و السؤال: لماذا قید الله سبحانه نبات «البلد الطیب» و نموه بإذن الله، و لم یقید نبات «البلد الخبیث» بنفس الإذن؟
ما یمکن القول فی مقام الجواب ان ما هو وارد فی المحاورات العرفیة بین الناس أن شخصا لو أسدى خدمة کبیرة لغیره و إلى جانب هذه الخدمة الکبیرة قدّم خدمة صغیرة، فلو أراد یوماً أن یذکّره بخدمته فمن الطبیعی سیذکر له تلک الخدمة الکبیرة فقط، و علیه فالمفسرون قدموا عدة ملاحظات على هذه الایة:
و السؤال: لماذا قید الله سبحانه نبات «البلد الطیب» و نموه بإذن الله، و لم یقید نبات «البلد الخبیث» بنفس الإذن؟
ما یمکن القول فی مقام الجواب ان ما هو وارد فی المحاورات العرفیة بین الناس أن شخصا لو أسدى خدمة کبیرة لغیره و إلى جانب هذه الخدمة الکبیرة قدّم خدمة صغیرة، فلو أراد یوماً أن یذکّره بخدمته فمن الطبیعی سیذکر له تلک الخدمة الکبیرة فقط، و علیه فالمفسرون قدموا عدة ملاحظات على هذه الایة:
- لقد ربطت هذه الایة، إخراج النبات فی البلد الطیب الخصب بإذن الله سبحانه، مع أن نبات الارض الجدباء القاحلة لم یقیده بالإذه الإلهی و وجه ضرب المثل مع إن الاثنین (الأرض الطیبة و الأرض الخبیثة) هی من فعل الله سبحانه کلاهما حکمة و صواب، فقد یکون فیه إشارة إلى الطاعات و المعاصی فالاولى بأمر الله تعالى، و الآخر بخلافه.[3]
- فالارض الطیبة الطاهرة خُصّت بالإذن الإلهی بسبب طیبها و طهارتها، مدحاً لها و شرفاً.[4]
- التصریح بإذن الله دلیل على شرف النبات الذی ینبت فی البلد الطیب، و فی ذکر أنه نبات طیب لا یخرج إلا بإذن الله سبحانه؛ إشارة إلى الإذن الخاص الموسوم بالإهتمام و التکریم، لا الإذن التقدیریة و التکوینیة، لأن الإذن التکوینیة معروفة و لا خصوصیة لبیانها هنا.[5]
- التصریح ها بإذن الله، دلالة على ان المؤمنین لا یوفقون لأی عمل صالح و لا یؤدون أی عبادة إلا بتوفیق و عنایة خاصة من قبل الله سبحانه.[6]
- التصریح بالإذن الإلهی فی هذه الایة، لصراحة و وضوح دلالتها على العظمة الإلهیة و نفوذ إرادته سبحانه و تعالى دون أی مشقة و عناء.[7]
[1] . الاعراف، 58
[2] . الطبرسی، فضل بن حسن، مجمع البیان فی تفسیر القران، البلاغی، محمد جواد، ج4، ص666، ناصر خسرو، طهران، 1372ش.
[3] . الشیخ الطوسی، محمد بن حسن، التبیان فی تفسیر القران، المقدمة، طهرانی، شیخ اقا بزرک، تحقیق، القصیر العاملی، احمد، ج4، ص433، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، بی تا
[4] . ابن عطیة الاندلسی، عبدالحق بن غالب، المحرر الوجیز فی تفسیر الکتاب العزیز، تحقیق، عبدالشافی محمد، عبدالسلام، ج2، ص 414، بیروت، داراکتب العلمیة، الطبعة الاولى، 1422 ق.
[5] . ابن عاشور، محمد بن طاهر، التحریر و التنویر، ج8، ص143، بیروت، مؤسسة التاریخ، الطبعة الاولى، بی تا.
[6] . فخرالدین الرازی، ابوعبدالله محمد بن عمر، مفاتیح الغیب، ج14، ص292، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، الطبعة الثالثة، 1420 ق.
[7] . الکاشانی، ملافتح الله، تفسیر منهج الصادقین فی الزام المخالفین، ج4، ص45، طهران، مکتبة محمد حسن علمی، 1366ش.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات