بحث متقدم
الزيارة
5812
محدثة عن: 2009/07/15
خلاصة السؤال
: لماذا یعتمد الشیعة الإمامیة روایات الفرق الشیعیة حتى من غیر الإثنی عشریة، و لکنها ترد روایات الصحابة و ترفضها؟
السؤال
إن الشیعة الإمامیة یرفضون الروایات الصادرة عن الراوی الذی لا یقر بإمامة أحد أئمتهم، و لذلک لا یقبلون روایات الصحابة ممن لا یؤمنون بالأئمة الإثنی عشر جمیعاً. فنجد شیخ الشیعة الحر العاملی یقول: إن الشیعة الإمامیة یأخذون بروایات الفطحیة و روایات الواقفیة و النووسیة، و کل من هذه الفرق الثلاث تقبل إمامة بعض الأئمة، و لکنهم لا یتعاملون مع أصحاب النبی(ص) بنفس الطریقة.
الجواب الإجمالي

إن قبول الحدیث و رده عند الشیعة یعتمد على معاییر معینة و مثبتة و أهمها الوثاقة و الصدق و العدالة بالنسبة إلى الراوی.

و یرى بعض علماء الشیعة أن الإیمان «کون الراوی إمامیاً» شرطٌ فی قبول الروایة. و إذا و جدنا الإمامیة یأخذون بروایات الفطحیة أو الواقفیة فذلک إما أن یکون قبل الانحراف، أی فی زمان الاستقامة «أی قبل الانحراف العقائدی» أو بعد الهدایة و الرجوع.

و لکن البعض الآخر یرى أن کون الراوی «عادلاً و مورداً للاطمئنان» کافٍ فی قبول الروایة بغض النظر عن مذهب الراوی و عقیدته سواءً کان سنیاً أو فطحیاً أو واقفیاً. و لکن هذه الصفات تنزل بالروایة من مرتبة الصحیح إلى الموثق و الموثق قابل للاعتماد و لذلک یستندون على الروایات الموثوقة المرویة عن مذاهب أهل السنة «کروایات الحسین بن علوان...».

فالشیعة إذا لا یترددون فی قبول روایات أهل السنة التی تحظى بالوثوق و الاطمئنان، و حتى بین الشیعة الإمامیة أنفسهم فإن من لم یکن عادلاً یضعف و لم تقبل روایته، فکیف إذا کان من الواقفیة و الفطحیة، حیث ترد روایاتهم بدلیل عدم الوثاقة.

الجواب التفصيلي

بنظر علماء الشیعة فإن رد الأخبار و الأحادیث و قبولها یخضع لموازیین و معاییر بعضها یخص الراوی و بعضها یخص المتن، و کذلک لدیهم منهج خاص لتصنیف الأنواع المختلفة للروایات «الصحیح، الحسن، الموثق، الضعیف و ...» و یعالج هذا الموضوع فی علم الرجال و الدرایة. و مفتاح هذه المعاییر و أساسها صدق الراوی و وثاقته و عدالته، و کذلک یشترط بعض علماء الشیعة إیمان الراوی «أی کونه إمامیاً». [1] و إذا وجدناهم یعملون بروایات الواقفیة و الفطحیة فذلک یعنی الأخذ بروایاتهم زمن الاستقامة «قبل الانحراف أو بعد الهدایة».

و لکن البعض لا یشترط الإیمان أی کون الراوی إمامیاً، فإذا کان الراوی عادلاً و ثقة «صادقاً و مورد اطمئنان» فروایته معتبرة، و کونه من أهل السنة أو الفطحیة أو الواقفیة فإن تأثیر ذلک ینحصر فی النزول بالروایة من مرتبة الصحیح إلى مرتبة الموثوق (و هی درجة معتمدة أیضاً) یمکن الاستناد إلیها فی الفتوى و یستند هؤلاء إلى الروایات الموثوقة عن طریق مذاهب أهل السنة کروایات «الحسین بن علوان....» و قد وردت بعض أسماء هؤلاء الرواة و غیرهم فی کتب الشیعة کالفهرست و رجال الشیعة بعنوان «ثقة». [2]

و کذلک فإن علماء الشیعة الذین یرون العمل بروایات الصحابة الموثوقین لا یفرقون بینهم کما أنهم یضعفون الشیعی الإمامی إذا لم یکن ثقة و لا یقبلون روایته، فکیف بالواقفیة و الفطحیة، حیث رفضت روایاتهم لعدم الوثاقة.

و علیه فقبول الروایة و ردها لا یعتمد على کون الروای سنیاً أو فطحیاً أو واقفیاً و حسب، و إنما الأمر الأهم هو الصدق و الوثاقة. و لذلک فإن شخصاً کالحر العاملی یورد فی کتابه روایات للفطحیة و الواقفیة.

نعم إن بعض الواقفیة و الفطحیة جرحوا بسبب عدم الوثاقة، و لذلک ردت روایاتهم و لم تقبل، و لیس لذلک أی علاقة بمذهبهم کما أنه بالإمکان العثور على عدد من أهل السنة بین رواة الأخبار فی کتب الأصحاب و لم ترد هذه الروایات.

و أما بالنسبة إلى أصحاب النبی(ص) فلا بد من القول: أنه لمن المسلم أن عدداً منهم من أولیاء الله الصالحین مثل سلمان و أبی ذر و عمار و...).

و قد ابتدأ المرحوم النجاشی کتاب رجاله بذکر أحد صحابة رسول الله(ص) و قد أطلق بشأنه لسان المدح و الثناء.

فالشیعة الإمامیة إذا یفرقون بین روایة الصحابة من جهة القبول و الرد، و هذا نفس المنهج المتبع فی رواة الشیعة الإمامیة أنفسهم، فإنهم من یضعف من رواة الشیعة لا تقبل روایته [3] . و کذلک لا تقبل روایات عدد من الأصحاب. [4]

للاطلاع یمکن الرجوع إلى موضوع: عدالة الصحابة و الفطحیة و الواقفیة. السؤال 5230 (الموقع: 5513).



[1] انظر: السبحانی، جعفر، حدیث شناسی (معرفة الحدیث)، ترجمة محسن أحمدوند، ص 216، الطبعة الأولى، نصر، قم 1382.

[2] النجاشی، الرجال، ص 38، مکتبة داوری، فی ترجمة حسین بن علوان یصرح بأنه من العامة.

[3] مثل عبد العزیز العبدی و هو من أصحاب الإمام السادس (ع) و المعلى بن خنیس الذی هو خادمه، و قد ضعف النجاشی کلا الراویین. رجال النجاشی فی ترجمة الشخصین.

[4] انظر: 5462 (الموقع: 5717) و 2799 (الموقع: 3502) و 2800 (سایت: 3553) و 2929 (سایت: 3188).

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...