Please Wait
6614
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
تعیین أفضل الأعمال المستحبة أمر مشکل أو غیر ممکن. و السبب هو:
قد ذکرت أعمال مختلفة و فی روایات عدیدة بأنها أفضل الأعمال.
انتظار الفرج،[1] الصلاة،[2] الصلاة على محمد وآل محمد (ص)،[3] سقی العطاشا،[4] حب علی (ع)،[5] إدخال السرور،[6] الجهاد،[7] الاستمرار على العمل الصالح،[8] زیارة قبر الإمام الحسین (ع)، [9] صلاة اللیل،[10] الحب فی الله و البغض فی الله،[11] الصلاة لوقتها،[12] بر الوالدین،[13] إطعام الطعام،[14] أحمز الأعمال[15] و....
و هناک روایات أخرى تذکر خیر الأعمال بإضافة قید مثل أوقات خاصة کیوم الجمعة[16] و شهر رمضان[17] و لیلة النصف من شعبان [18].
إذن ما هو خیر الأعمال حقیقة؟
کما تلاحظون هناک أعمال مختلفة ذکرت فی الروایات بأنها خیر الأعمال. کیف یمکن أن نجمع هذه الروایات فی إطار بحث منطقی؟
هناک سببان:
1ـ الاختلاف فی المعیار:
کل هذه الأعمال التی ذکرت بأنها "أفضل الأعمال" إنما ذکرت باعتبار ملاک و معیار یختلف کل واحد عن الآخر. بعبارة أوضح عندما تذکر الروایة صلاة اللیل بأنها أفضل الأعمال، قد أخذت بنظر الاعتبار معاییر خاصة، و عندما اعتبرت الجهاد خیر الأعمال لاحظت معاییر أخرى. مثلا عندما یأتی وقت الجهاد، یصبح الجهاد فی سبیل الله خیر الأعمال، و عندما تتهیأ معاییر صلاة اللیل، تکون هی خیر الأعمال. یبدو أن فی صدر الإسلام و فی عهد الخلیفة الثانی، لم یتمکنوا من الجمع بین عبارة "حی على خیر العمل" فی الأذان و "الجهاد" الذی هو خیر الأعمال أیضا، و یعطوا توجیها علمیاً و واقعیا لکلا العملین، و لذلک تجدهم قد حذفوا عبارة "حی على خیر العمل" من الأذان.[19]
إذن الاختلاف فی المعاییر وسیلة جیدة للجمع و التوجیه العلمی لهذه الروایات. بعض هذه الأعمال مثل الجهاد لها تأثیر اجتماعی مباشر، و بعضها لها تأثیر فردی، و بعضها الآخر مثل انتظار الفرج یحظى بکلا التأثیرین، و بعضها من قبیل حب علی (ع) هی من المسائل الاعتقادیة لا العملیة. و بعض الروایات لم تذکر عملاً معیناً بل قالت: أفضل الأعمال أحمزها." [20]
2ـ الاختلاف فی الظروف
فی بعض الأحیان، السبب فی تعدد الروایات و اختلافها هو الظروف المحیطة بالمکلف. والفرق بین هذا القسم و القسم الأول هو أنه فی القسم الأول کانت الملاکات و المعاییر الموجودة فی نفس العمل (الصلاة، الجهاد و...) هی السبب فی هذا الاختلاف فی الأعمال، أما السبب فی القسم الثانی، هو وجود بعض الظروف الخارجة عن أصل الفعل، کالظروف الخاصة للمکلف، أو الظروف الزمنیة الخاصة و غیرها من الظروف التی تبرر علمیاً أفضلیة کل هذه الأعمال. مثلا بالنسبة إلى انتظار الفرج، عندما کان المسلمون یعیشون فترة الجهاد و شدائده فی صدر الإسلام، أو عندما کان الشیعة یمرون بظروف صعبة، کان عدم الیأس و انتظار الفرج أفضل عبادة، لأنهم فی حالة الیأس سیعرضون کل وجودهم إلى الزوال، لکن بانتظار الفرج بقیت روح الأمل و المقاومة حیة عندهم و انفتحت أمامهم سبل النصر و الغلبة على التحدیات. و هکذا تخضع سائر الأعمال لهذه القاعدة الکلیة. من المؤکد أن الجهاد لیس أفضل الأعمال للنساء إن لم یکن هناک اضطرار. و صلاة اللیل لیست أفضل الأعمال لمن هو جدید عهد على الإسلام و لم یضبط صلواته الواجبة جیداً. وإلى غیر ذلک من الأمثلة.
النتیجة:
من مجموع هذه الروایات یمکن أن نفهم بأن أفضل الأعمال فی التعالیم الإسلامیة لیس مطلقاً. یعنی لا یمکن أن نقول بأن العمل الفلانی هو أفضل الأعمال فی جمیع الأزمنة و الأمکنة مطلقاً. کما ذکر آنفا: بعض هذه الأعمال التی عدت أفضل الأعمال، لها معاییر مختلفة، و بما أن فی بعض هذه الموارد جاء الخطاب متناسباً مع مقتضى حال المخاطب و ظروفه، إذن لا یمکن أن تکون مطلقة، لکن على أی حال، الأعمال التی ذکرت هی من أفضل الأعمال التی ذکرت لنا.
[1] بحار الأنوار ، ج75، ص 208
[2] النوری ، مستدرک الوسائل، ج4،ص 70،موسسة آل البیت، 1408
[3] المستدرک، ج5، ص 119
[4] المستدرک، ج5، ص 331.
[5] المستدرک، ج5، ص 331.
[6] وسائل الشیعة،ج14،ص ،499،موسسة آل البیت، 1409
[7] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج5،ص 9، دار الکتب الاسلامیة، 1365
[8] النوری، مستدرک الوسائل، ج1، ص 131. موسسة آل البیت، 1408
[9] وسائل الشیعة،ج14،ص 499
[10] المستدرک، ج6، ص 337.
[11] مستدرک الوسائل، ج12، ص 220
[12] مستدر ک الوسائل، ج3، ص 98
[13] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج75،ص 85، موسسة الوفاء، بیروت، 1404
[14] وسائل الشیعة، ج24، ص 427
[15] بحار الأنوار، ج67، ص 191
[16] الحر العاملی ، محمد بن الحسن، وسائل الشیعة، ج7، ص399، موسسة آل البیت، 1409
[17] وسائل الشیعة، ج10، ص 313
[18]الشیخ الطوسی، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، ص 829، موسسة فقه الشیعة، بیروت،1411
[19]. شرف الدین، عبد الحسین، النص والاجتهاد، الطبعة الأولى، نشر أبو مجتبى، 1404ق، ص238ـ 239.
[20] بحار الأنوار، ج67، ص 191