بحث متقدم
الزيارة
3496
محدثة عن: 2020/06/15
خلاصة السؤال
هل ان العیش منفردا مکروه فی الاسلام ؟
السؤال
هل ان العیش منفردا مکروه فی الاسلام ؟
الجواب الإجمالي

نظرا للأحادیث و الروایات التی جاء فیها النهی عن الأکل و النوم منفردا، و بالنظر إلى أن الزواج و تکوین الأسرة من الاوامر التی تم التأکید علیها فی التعالیم الدینیة، یمکن أن نفهم أن العیش منفردا  لیس مما یوافق علیه الاسلام، الا فی الحالات التی لایوجد لها حل. فیما یلی نشیر باختصار الی نماذج من تلک الاحادیث:

  1. «قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ کَرِه‏ لَکُمْ أَیَّتُهَا الْأُمَّةُ أَرْبَعاً وَ عِشْرِینَ خَصْلَة ... وَ کَرِهَ أَنْ یَنَامَ الرَّجُلُ فِی بَیْتٍ وَحْدَه».‏[1]
  2. «وَ قَالَ أَ لَا أُنَبِّئُکُمْ بِشِرَارِکُمْ قَالُوا بَلَى قَالَ مَنْ أَکَلَ وَحْدَهُ وَ ضَرَبَ عَبْدَهُ وَ مَنَعَ رِفْدَهُ».[2]،[3]
  3. وَ قَالَ(ص): «کُلُوا جَمِیعاً وَ لَا تَفَرَّقُوا فَإِنَّ الْبَرَکَةَ فِی الْجَمَاعَةِ».[4]
  4. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(ص):‏ «الطَّعَامُ إِذَا جَمَعَ أَرْبَعَ خِصَالٍ فَقَدْ تَمَّ إِذَا کَانَ مِنْ حَلَالٍ وَ کَثُرَتِ الْأَیْدِی ...».[5]
  5. قال رسول الله(ص): «الکنود،[6] الذی یأکل وحده و یمنع رفده و یضرب عبده».[7]
  6. قال رسول الله(ص): «أَکْثَرُ الطَّعَامِ بَرَکَةً مَا کَثُرَتْ عَلَیْهِ الْأَیْدِی‏».[8]
  7. قال الامام علی(ع): «إِذَا أَکَلْتَ فَطَوِّلْ أَکْلَکَ یَسْتَوْفِ مَنْ مَعَکَ وَ یُرْزَقْ مِنْهُ غَیْرُک‏».[9]
  8. «عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ ص ثَلَاثَةً الْآکِلَ زَادَهُ وَحْدَهُ وَ النَّائِمَ فِی بَیْتٍ وَحْدَهُ وَ الرَّاکِبَ فِی الْفَلَاةِ وَحْدَهُ»؛[10]

ینبغی ان یقال ان ما یستفاد من ظاهر کلام العلماء حول هذه المسألة هو انّ هذه الروایات تحمل علی الکراهة لا الحرمة. لکن، فی بعض الحالات، یتبدّل حکم الأکل منفردا من الکراهیة الی الحرمة؛ مثل ما إذا تعرض شخص للموت بسبب الجوع، أو إذا کانت نفقته واجبة علی الانسان، و لکن یمتنع من إطعامه. کذلک السفر منفردا حیث یحتمل وجود خطر کبیر فیه. ایضا اذا احتمل قویا انّه قد یعرض له مرض او جنون فی حالته وحیدا عند النوم؛ ففی مثل هذا الحالات یصبح النهی تحریمیا.

لذلک فان اللعن الذی جاء فی مثل هذه الروایات هو بمعنی الابتعاد عن الرحمة الالهیة الذی یشمل المکروهات ایضا؛ فلذا ینبغی علی الانسان ان یعمل فی جمیع هذه الحالات بالاحتیاط.[11]

بعبارة اخری، انّ لمثل هذه الحالات نوع من المبالغة فی النهی؛ لانّه لیس من الانصاف اذا کان للانسان طعام و اعطاه الله هذه النعمة، ان یأکله وحده و یمنعه من اخوانه فی الدین. او اذا کان لدیه سکن ان یسکنه وحیدا.

بالطبع فی بعض الحالات لابد من العیش منفردا؛ علی سبیل المثال الشخص الذی فقد عائلته و لیس له شخص آخر موثوق به یوافق فی العیش معه، او لدیه ظروف ینتهی العیش معه بعسر و حرج. فانّ فی مثل هذه الحالات لایمکن اثبات الکراهیة فی العیش الانفرادی و الروایات المذکورة تتعلق بالأشخاص الّذین عادة یمکنهم ان تکون لدهم حیاة جماعیة، لکنهم یفضلون العیش بمفردهم.

 

 

 


[1]. الشیخ الصدوق، الخصال، المحقق، المصحح، الغفاری، علی اکبر، ج 2، ص 520، قم، مکتب النشر الاسلامی، الطبعة الاولی، 1362ش.

[2]. الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، المحقق، المصحح، الغفاری، علی اکبر، الآخوندی، محمد، ج 2، ص 292، تهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الرابعة، 1407ق.

[3]. الطبرسی، الحسن بن فضل، مکارم الاخلاق، ص 31، قم، الشریف رضی، الطبعة الرابعة، 1412ق.

[4]. المستغفرى، جعفر بن محمد، طبّ النبیّ ص‏، المحقق، المصحح، الالهى الخراسانى، على اکبر، ص 21، النجف، المکتبة الحیدریة، الطبعة الاولی، 1385ق‏.

[5]. الکافی، ج 6، ص 273.

[6]. مقتبس من آیة السادسة من سورة العادیات

[7]. العروسی الحویزی، عبد علی بن جمعه، تفسیر نور الثقلین، التحقیق، الرسولی المحلاتی، السید هاشم، ج 5، ص 657، قم، منشورات اسماعیلیان، الطبعة الرابعة، 1415ق.

[8]. ابن حیون، النعمان بن محمد المغربی، دعائم الإسلام و ذکر الحلال و الحرام و القضایا و الأحکام، المحقق، المصحح، الفیضی، آصف،‏ ج 2، ص 116، قم، مؤسسة آل البیت علیهم السلام، الطبعة الثانیة، 1385ق.

[9]. الطبری الآملی، عماد الدین محمد، بشارة المصطفی لشیعة المرتضی، ج 2، ص 25، نجف، المکتبة الحیدریة، الطبعة الثانیة، 1383ق.

[10]. الشیخ الصدوق، من لا یحضره الفقیه، المحقق، المصحح، الغفاری، علی اکبر، ج 2، ص 277، قم، مکتب النشر اسلامی، الطبعة الثانیة، 1413ق.

[11]. المجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج ‏63، ص 348، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، الطبعة الثانیة، 1403ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...