بحث متقدم
الزيارة
3271
محدثة عن: 2017/07/06
خلاصة السؤال
ما الذي کانت الملائكة تتحدث عنه فی الملأ الاعلی وکان النبي(ص) غیر مطلع علیه حسب ما اشار الیه القرآن؟!
السؤال
أرجو توضيح مفهوم الاختصام في الملأ الاعلی الذی جاء في الآية 69 من سورة ص.
الجواب الإجمالي

امر الله تعالى نبيه(ص) ان قل للكفار والمشركين الذين عارضوا الدعوة الإلهية، وأنكروا کلامک ودعوتك من منطلق العناد واللجاجة، وقالوا: هذا ما تقوله عن نفسك: «إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ، رَبُّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ، قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ، أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ».[1] ويضيف: «ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى‏ إِذْ يَخْتَصِمُونَ».[2] «إِنْ يُوحى‏ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِين»‏.[3] بعبارة اخری انی اعرف فقط ذلک الجزء من حدیث الملائکة الذی ادرکته من خلال الوحی.

اما ما یتعلق بمفهوم "الملأ الاعلی"؟ والموضوع الذی کان یدور الحوار والاختصام حوله والذی لم يكن النبي(ص) علی علم به؟ أولاً ينبغي أن يقال أن صریح الآية هو أن نفس النبي(ص) ایضا لم يكن على علم بجميع الکلام والحوار الذی جری بین الملائکة، لكن لبعض المفسرین احتمالات، على سبيل المثال، يعتقد البعض أن الاختصام فی الملأ الاعلی قد يشير إلى حوار الملائكة عندما قال لهم الله تعالی: «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»؛[4] أي عندما أخبرهم الله بانه سیجعل خليفة على الأرض، تحدثت الملائكة وقالوا: «أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ»؟!؛ [5]، [6]

اطلق علی هذا الحوار والنقاش اسم "الاختصام"، وهو بالطبع تسمیة مجازیة؛ لأن الملائكة لم تجادل ولم تتخاصم مع الله.[7] لأنهم يخافون ربهم من فوقهم ویفعلون مایؤمرون [8] وانهم لایعصون الله ما امرهم ویفعلون ما یؤمرون.[9]

ان بعض المفسرین لم یستبعد أن تکون الآية فی الحقیقة مشیرة إلى حوار الملائكة مع إبليس فی عدم قبوله السجود لآدم(ع)، عندما ادعى التفوق علی آدم وعارض أمر الله.[10] فخاصمته الملائكة وتجادلوا معه بسبب عصیانه وعدم امتثاله لأمر الله تعالی.

هناک احتمال آخر أيضا وهو أنّ عبارة «الْمَلَإِ الْأَعْلى‏» لها مفهوم أوسع يشمل حتّى الشيطان، لأنّ الشيطان آنذاک في زمرة الملائكة، ونتيجة تخاصمه مع البارئ عزّ وجلّ واعتراضه على إرادة اللّه کان طرده إلى الأبد من رحمة اللّه.[11]

کذلک نقل ابن عباس روایة عن النبي(ص) فی تفسیر هذه الآیة وهی ان النبی(ص) قال: قال لي ربي أ تدري فيم يختصم الملأ الأعلى فقلت لا قال اختصموا في الكفارات والدرجات فأما الكفارات فإسباغ الوضوء في السبرات ونقل الأقدام إلى الجماعات وانتظار الصلاة بعد الصلاة وأما الدرجات فإفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام‏.[12]

 

 

 

[1]. صاد، 65- 68.

[2]. نفس المصدر، 69.

[3]. نفس المصدر، 70.

[4]. البقرة، 30.

[5]. نفس المصدر.

[6]. الحقی البروسوی، اسماعیل، تفسیر روح البیان، ج ‏8، ص 57، بیروت، دارالفکر، بدون تاریخ.

[7]. المکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر نمونه، ج ‏19، ص 332، طهران، دار الکتب الإسلامیة، الطبعة الاولی، 1374ش.

[8]. النحل، 50.

[9]. التحریم، 6.

[10]. ابن کثیر الدمشقی، اسماعیل بن عمرو، تفسیر القرآن العظیم، تحقیق، شمس الدین، محمد حسین، ج ‏7، ص 71، بیروت، دار الکتب العلمیة، منشورات محمدعلی بیضون، الطبعة الاولی، 1419ق.

[11]. تفسير نمونه، ج ‏19، ص 332.

[12]. الطبرسی، الفضل بن الحسن، مجمع البیان فی تفسیر القرآن، مقدمة، البلاغی‏، محمد جواد، ج ‏8، ص 756، طهران، ناصر خسرو، الطبعة الثالثة، 1372ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...