Please Wait
2780
قبل الإجابة، لابد من الاشارة الی نکتة هامة وهی: انّ العلاقة الزوجية من ضرورات المجتمع البشري، وذلک للحفاظ على النسل وبقائه؛ وبالتالي بطبيعة الحال، هناك زواج وعلاقات زوجیة عند كل أمة وفی کل الادیان، ومن الطبيعي أن يكون مختلفا عن الزواج في الامم والديانات الأخرى، وذلک بسبب الاختلاف في التعاليم، ولکن هذه الاختلافات لا تؤدي إلى رفض هذا النوع من الزواج، بحیث لا نعتبره زواجاً، بل وفقاً لمذهب الإسلام، إن أي نوع من الزواج الذی تقوم به ای أمة وقوم من الدیانات الاخری يعتبر زواجا شرعياً ومقبولاً.
في رواية عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: قال رسول الله(ص): لا تسبّوا اهل الشرک فان لکل قوم نکاحا.[1]
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق(ع) انه قال: نهی رسول الله(ص) أن یقال للاماء یا بنت کذا وکذا وقال لکل قوم نکاح».[2]
كما لوحظ، انّ الإسلام قد وافق على كل هذه الانکحة. جدیرا بالذکر؛ انّ الإسلام قد ادان من ينسب الفاحشة إلى أحد. يروى أنه کان للإمام الصادق(ع) صديق لا یکاد یفارقه كلما ذهب مکانا، فبینما هو يمشی معه الحذائین، ومعه غلام له سندی، اذا التفت الرجل یرید غلامه ثلاث مرات فلم یره، فلما نظر فی الرابعة قال يا ابن الفاعلة أين كنت؟ يقول الراوي فرفع الامام الصادق(ع) يده وصک بها جبهة نفسه، ثم قال: سبحان الله، تقذف أمه؟ كنت اری ان لك ورعا فاذاً لیس لک ورع. فقال جعلت فداک انّ اُمّه سندیة مشرکة، فقال(ع) اما علمت انِ لکل اُمّة نکاحا، قال الروای فما رأیته یمشی معه حتی فرق الموت بینهما.[3]
لذلك فإن جميع الانکحة التي تتم في الامم والاقوام والديانات الأخرى، صحیحة من وجهة نظر الإسلام، والأولاد الذين يولدون منها شرعيون ولا يحق لأحد أن يعتبرهم غیر شرعیین.
يقول الإمام الصادق(ع): أن لکل امة نکاحا یحتجزون به من الزنا.[4]
ومع ذلك، فإن أولئك الذين تربطهم علاقة زوجية مع بعضهم البعض بخلاف تعالیمهم الدینیة، بطبيعة الحال، تعتبر هذه العلاقة غير شرعية، وإذا ولد طفل في هذه العلاقة، فسيكون غير شرعي.
[1]. الشیخ الطوسی، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 387، طهران، دارالکتب الاسلامیة، 1365ش.
[2]. نفس المصدر، ج 7، ص 472.
[3]. الآشتيانى، احمد، طرائف الحكم، ج 2، ص 157 - 158، مکتبة الصدوق.
[4]. نفس المصدر.