Please Wait
10048
المطالعة هی الملاحظة مع التأمل و دقّة النظر فی شیء من أجل فهمه و التعرف علیه.
و علی هذا فکل قراءة فاقدة لهذه الخصوصیة هی لیست بمطالعة. و بدیهی أنّ المطالعة کأی عمل آخر یلزمها توفیر ظروف خاصّة لیمکن فی ظلّها الحصول علی مطالعة مفیدة ناجحة.
و الشروط اللازمة للمطالعة الناجحة المطلوبة هی:
1. الهدف و الدافع و الشوق.
2. الحیویة و النشاط و التحمل.
3. النظم، التخطیط و التعرف علی الأسالیب العلمیّة الصحیحة للمطالعة.
4. الجدیّة، الاستراحة، الترفیه و الحرکات الریاضیة الخفیفة.
5. اختیار الکتب المناسبة للتخصص و الفهم.
6. المکان الهادئ الخالی من الضجیج و أن تکون درجة حرارته مناسبة و نوره کافیاً.
7. استعمال وسائل بسیطة و نظامیة للمطالعة و مراعاة التوصیات العلمیة و الطبیة فی هذا المجال.
8. التلخیص و اقتطاع العبارات.
9. حفظ و تذکر و استعمال المطالب المقروءة.
10. الغذاء المناسب.
11. الطهارة الباطنیة و المعنویة و خصوصاً الکون علی وضوء دائماً.
12. الدعاء لمزید الفهم.
و قد کان نبینا الأعظم (ص) مع انه أعلم المخلوقات یدعو ربه قائلاً "زدنی علما".
کما یمکن الاستفادة من الایة المبارکة التی تشیر الى شرح الصدر، و قرائتها فی بدایة کل درس و فی بدایة کل امتحان:" َ رَبِّ اشْرَحْ لی صَدْری *وَ یَسِّرْ لی أَمْری *وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانی....".
و نوصیک بقراءة دعاء المطالعة و هو "اللهم أخرجنی من ظلمات الوهم و اکرمنی بنور الفهم اللهم افتح علینا أبواب رحمتک و انشر علینا خزائن علومک برحمتک یا أرحم الراحمین".
و قراءة هذا الدعاء و طلب الفهم و الدرک بأی دعاء و أی لغة کانت مع مراعاة الشروط المتقدّمة یؤدی الی تحسّن کیفیة المطالعة و التعلم إن شاء الله تعالی.
المطالعة تعنی الملاحظة و التدقیق و الامعان فی شیء من أجل فهمه و التعرف علیه. و علی هذا فالمطالعة مقترنة بالتأمل و الدقّة و الفهم، و کل قراءة فاقدة لهذه الخصائص و الصفات لا یمکن تسمیتها بالمطالعة[1]. بلا شک فان الخلاص من الجهل و الوصول الی بحر المعرفة و العلم یستلزم توفیر شروط لا یمکن من دون تحصیلها الحصول علی مطالعة مفیدة و ناجحة. و نحن فی هذا المقال نشیر إلی أهم الشروط اللازمة للحصول علی مطالعة ناجحة من أجل الوصول الی هذا الهدف المبارک.
الشرط الاوّل: أن یندفع الطالب بشوق کبیر الی المطالعة، ذلک أن المحرک الأساسیّ لکل عمل هو حبّ ذلک العمل و الاشتیاق إلیه.
الشرط الثانی: الحیویة و النشاط و التحمل من أجل التوجه للمطالعة، ذلک ان الروح فی حالات الکسل و الانقباض تکون فاقدة للتحمل و القدرة علی المطالعة و التعلم.
الشرط الثالث: اختیار الساعات المناسبة و الحیویة مثل ساعة السحر و الصبح التی تتمتع بقابلیة اکبر للتعلم و حفظ المطالب و ترسیخها.[2]
إذا کنا من أهل احتراف المطالعة فیمکننا أن نطالع فی أی وقت و أی ساعة و لا تختلف الأزمنة من حیث الفائدة و ستکون کل ساعات المطالعة لذیذة. ذلک لأنه ثبت نتیجة لاختبارات متعددة لتعیین زمان مناسب للمطالعة و مقارنتها من حیث منافعها انه لا ترجیح لساعات خاصة علی سائر الأوقات. لکن ثبت انّ المطالعة بعد النوم اللیلی مباشرة لا یمکنها أن تؤدی نتائج مفیدة و مطلوبة. و لکن بعد 20 – 30 دقیقة بعد الاستیقاظ فلا مانع من المطالعة و تکون نتیجتها جیدة.
اما إذا لم نک من أهل الاحتراف فی المطالعة فیمکننا أن نطالع فی أیّ ساعة تتوفر لنا فیها الرغبة و الشوق للمطالعة، و نترک المطالعة فی أوقات عدم الرغبة.
الشرط الرابع: اتسام المطالعة بالهدفیة و اختیار الکتب و الموضوعات المناسبة للتخصص و الفهم، و تعلّم و استخدام الاسلوب الصحیح العلمی للمطالعة و خصوصاً اسلوب القراءة السریعة لا القراءة کلمة کلمة و المکث علی الکلمات فان هذا الاسلوب لم یؤید من الناحیة العلمیة و یوجب تعطیل قسم کبیر من قابلیة الدماغ و إهدار الوقت. إضافة الی انه یجب علی من یرید المطالعة أن ینظم أوقاته فتکون مطالعته علی أساس نظام معین زمانی بحیث یکون هذا النظام قابلاً للتنفیذ و العمل به علی طول أیّام الاسبوع و الشهر و السنة و لا یحصل فیه أی اختلال و ارتباک.
الشرط الخامس: یجب علی المطالع أن یکون جادّاً فی الحفاظ علی دوام مطالعته و ان لا یسمح لأی سبب أن یمنعه من المطالعة و التحقیق بل یسعی بجدّ للوصول الی قمم العلم الرفیعة.
الشرط السادس: علی المحقق الذی له برنامج للمطالعة أن یخصص فترة للاستراحة و الترفیه علی مدی الیوم فبعد کل 30 - 40 دقیقة مطالعة یستریح لمدة 5 – 10 دقائق لکی یتمکن من خلال الحفاظ علی صحته و سلامته ثم یعود للمطالعة و التحقیق مجددا بنشاط و قوة جسمیة و روحیة.
الشرط السابع: یجب أن یکون محلّ المطالعة مکاناً هادئا و خالیا من الضجیج و أن یکون خالیاً من کل أنواع الزینة و المظاهر التی تجذب النظر و کل شی یؤدی الی الاخلال فی تمرکز الحواس. و کذلک أن یکون النور کافیاً و درجة الحرارة مناسبة و الهواء متجدداً.
الشرط الثامن: ان تکون وسائل و آلات المطالعة کالطاولة و الکرسی من النوع البسیط و النظامی، و یجب أن یکون الشخص المطالع أیضاً له معرفة و إلمام کاف بکیفیة الاستعمال الصحیح لذلک، و أن یراعی الملاحظات العلمیة و التوصیات الطبیة مثل الطریقة الصحیحة للجلوس علی الکرسی و النهوض عنه و المشی بعد ساعة من الجلوس علی الکرسی و أداء الحرکات الریاضیة الخفیفة الهادئة و الحفاظ علی الفاصلة المناسبة بین العین و مستوی الصفحات (علی الاقل 30 سانتیمترً) و ذلک من أجل ألاّ یمرض علی المدی الطویل.
الشرط التاسع: بالتلخیص و اقتطاع فقرات من المواضیع و الفصول المهمة و الاساسیة للکتاب والتأشیر علی المطالب و إبرازها و تجزئة المواضیع یمکن الحصول علی إشراف و احاطة أکبر بمحتوی الکتاب.
الشرط العاشر: التوکّل و التوسل و الطهارة الباطنیة و المعنویة و خصوصاً دوام الکون علی وضوء، فان له دوراً مهماً فی تحصیل العلم و ترسیخه.
الشرط الحادی عشر: الغذاء المناسب مع توفیر المواد الضروریة للبدن و خصوصاً الدماغ یمکن أن یساهم فی تحریک الفکر فی مسیر صحیح. و یجب أن ینظّم برنامج التغذیة بحیث یضمن توفیر المواد اللازمة لفعالیة الدماغ، ینصح بتناول اللبنیات و المواد البروتینیة و الحبوب و الخضراوات و الفواکة الطازجة و المکرّزّات کالجوز و اللوز و البندق[3].
الشرط الثانی عشر: إشعار القلب بذکر الله و التوجه إلیه بطلب مزید الفهم و الدعاء خاصة باللغة العربیة،
فقد کان نبینا الأعظم (ص) و هو أعلم المخلوقات یدعو ربّه قائلا: "رب زدنی علما"[4] و نوصی أیضاً بقراءة الأدعیة الآتیة:
1. اللهمّ أخرجنی من ظلمات الوهم و أکرمنی بنور الفهم اللهم افتح علینا أبواب رحمتک و انشر علینا خزائن علومک برحمتک یا أرحم الراحمین[5].
2. اللهم انی أعوذ بک أن أضل أو اُضل أو أزل او اُزل أو أظلم أو اُظلم أو أجهل أو یجهل علیِّ اللهم انفعنی بما علّمتنی و علّمنی ما ینفعنی و زدنی علما و الحمد لله علی کل حال اللهم انی أعوذ بک من علم لا ینفع و من قلب لا یخشع و من نفس لا تشبع و من دعاء لا یسمع.[6]،[7]
کما یمکن الاستفادة من الایة المبارکة التی تشیر الى شرح الصدر، و قرائتها فی بدایة کل درس و فی بدایة کل امتحان:" َ رَبِّ اشْرَحْ لی صَدْری *وَ یَسِّرْ لی أَمْری *وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانی...".[8]
و بقراءة هذه الادعیة و طلب الفهم و الادراک بأی دعاءٍ و أی لغة مع مراعاة الشروط التی تقدم ذکرها تتهیأ أجواء الذهن و تستعد لاستقبال المعلومات و المعارف، لکن یجب الالتفات الی أن قراءة الدعاء فقط من دون توفیر باقی شروط المطالعة سوف لن توصلنا النتیجة المرجوة.[9]
[1] موکهی، عبدالرحیم ،روش مطالعة و تلخیص (طریقة المطالعة و التلخیص)، ص 23، السطر الاول الی الرابع.
[2] شجری، ف، یادگیری خلاق (التعلم الخلاق)، ص 125، الطور 15 الی 25.
[3] نفس المصدر، 119.
[4] طه، 114، لاحظ تفسیر من هدی القرآن، ج 14، ص 327.
[5] القمی، عباس، مفاتیح الجنان، 1201، دعاء المطالعة.
[6] الشهید الثانی، منیة المرید، ص 211.
[7] حجتی: السید محمد باقر، نفس المصدر، آداب التعلیم و التعلم فی الاسلام، ص 267.
[8] طه، 25.
[9] لمزید الاطلاع لاحظ: الدشتی، محمد ،ابزار و روش تحقیق (وسائل التحقیق و اسالیبه) روش مطالعة (طریقة المطالعة)؛ شجری، ف، یادگیری خلاق (التعلم الخلاق)؛ موکهی، عبدالرحیم طریقة المطالعة و التلخیص.