بسبب الصعوبة فی اثبات الموضوع و التشدد الذی ذکرته الشریعة لاثبات الزنا الموجب للرجم نجد أن هذه الحکم من الاحکام التی یندر إثباتها و تنفیذها فی الواقع، و لکن مع ذلک تشیر بعض النصوص التاریخیة إلى بعض الموارد من تنفیذ هذا الحکم فی زمن الرسول (ص) و إلیک بعضها:

1. أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِکٍ أَقَرَّ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) بِالزِّنَى فَأَمَرَ بِهِ أَنْ یُرْجَم.[1]

2. قد ثبت فی الأحادیث أن رسول الله (ص) رجم الیهودی و الیهودیة لما جاءت الیهود بهما و ذکروا زناهما.[2] 

3. قال فی المنتقى فی سیاق حوادث السنة التاسعة.... و فیها رجم رسول الله (ص) الغامدیة.[3]

4. و فی الحدیث أنه (ع) رجم الغامدیة و الجهینیة بإقرارهما کما رجم ماعزا بإقراره.‏[4]

5. "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) یَقُولُ یَوْمَ جُمُعَةٍ عَشِیَّةَ رُجِمَ الْأَسْلَمِی‏..."[5]

و أما بالنسبة إلى القسم الآخر من سؤالک فنقول: من الصعب أن نجد کتابا مختصا بموضوع الرجم فی زمن النبی، و من المحتمل أن لا وجود لکتاب کهذا، و لکن قد وردت نصوصه التاریخیة فی الکتب الروائیة و التاریخیة و قد أشرنا إلى بعضها. کما أنه قد بحث هذا الموضوع فی الکتب الفقهیة الاستدلالیة و بإمکانکم أن تراجعوا کتاب جواهر الکلام القیّم کنموذج للکتب الموسوعیة التی تعرضت لمثل هذه المباحث.[6]

کذلک یمکن البحث عن کلمة "الرجم" فی الفهارس الموجودة فی برنامج "جامع فقه أهل البیت" وسیحصل الباحث على بعض العناوین التی تناول فیها العلماء موضوع الرجم.

و فی الختام یجب أن نلتفت إلى أن تنفیذ هذا الحکم الذی یحصل موضوعه بشکل نادر جدا فی غیر إقرار المتهم على نفسه، و إن کان یبدو قاسیا فی بادئ الأمر، و لکن إن کان المرتکب قد تاب من ذنبه[7] و بعد ذلک یحکم بهذا الحکم یغفر لذنبه و مأواه الجنة انشاء الله. [8]