Please Wait
6183
الظهور الأصغر اصطلاح ورد فی مقابل الغیبة الصغری، و القصد منه هو کما أن للإمام الحجة –عج- غیبة صغری قبل الغیبة الکبری، فبالنسبة للظهور کذلک فله ظهور اصغر کما له ظهور أکبر عالمی. لکن هذا الاصطلاح لیس له أی منشأ روائی.
الظهور الأصغر اصطلاح ورد فی مقابل الغیبة الصغری، و القصد منه هو کما أن للإمام الحجة –عج- غیبة صغری قبل الغیبة الکبری، فبالنسبة للظهور کذلک فله ظهور اصغر کما له ظهور أکبر عالمی، و هذه المسألة لیس لها حسب الظاهر مستند روائی، و انما یُعتبر من المباحث الجدیدة، بالإضافة الی أن الروایات التی تتکلّم عن الظهور تُشیر الی أنه یکون بغتة و فجأة. [1]
و إذا کان القصد من الظهور الأصغر هو قرب زمان الظهور للإمام –عج- فهذا بحث آخر یحتاج الی تحقیق و بحث مستقل و علی حده. و نحن نعلم أن کثیراً من علامات الظهور قد تحقّقت فی عصرنا الحاضر و لم تکن لها سابقة فی الماضی، و هذا ینبؤ بقرب ظهور الإمام الحجة –عج- انشاء الله تعالی.
و فی هذا البحث وردت اصطلاحات اخری شبیهة بالظهور الأصغر: مثل الظهور الجزئی و الظهور العرفانی و الظهور النوعی، و یجب أن یبحث عنها فی محلّها مفصلاً. و البعض الآخر قد طرح مسألة الظهور التدریجی و هو غیر الظهور الأصغر، و هو بحث واسع و سیاق البحث عنه شبیه ببحث یوم القیامة و أن القیامة فی عین أنها دفعیة، لکنها أمر تکوینی موجود فی کل عالم الخلقة و عالم الوجود کله یسیر تدریجیاً نحو یوم القیامة. و کما أن القیامة، لها مراتب و مقامات مختلفة تظهر –علی قول بعض العرفاء- قبل القیامة الکبری. کذلک الظهور فهو غیر مستثنی من هذه القاعدة، و من هذه الجهة فإن ظهور الإمام الحجة –عج- هو أیضاً من مقدمات یوم القیامة و یُعتبر کمرتبة من مراتبها.
کما نقل عن النبی الأکرم (ص): "أن مثله کمثل الساعة ثقلت فی السموات و الأرض لا تأتیکم إلا بغتة". [2]
و من جهة اخری توجد آیات قرآنیة تخبر بقرب وقوع «الساعة» أی (القیامة) و تفسَر بظهور الإمام الحجة –عج- [3] منها: قوله تعالی " اللَّهُ الَّذِى أَنزَلَ الْکِتَابَ بِالحَْقِّ وَ الْمِیزَانَ وَ مَا یُدْرِیکَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِیبٌ" [4] و کذلک آیة "یَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ بِهَا وَ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنهَْا وَ یَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحَْقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِینَ یُمَارُونَ فىِ السَّاعَةِ لَفِى ضَلَالِ بَعِید" [5] و هذه من الآیات التی أوّلت فیها الساعة بمعنی الظهور.
بالالتفات الی هذه الآیات و الروایات التی تفسر بأن أمر الظهور کأمر یوم القیامة، لذا فکل البحوث التی ترد فی معرفة یوم القیامة و المعاد، یُمکن أن تُرد فی مباحث الظهور و آخر الزمان من بعد آخر، و ذلک لوجود الترابط الوثیق بین البحثین.
المواضیع المرتبطة:
علائم ظهور الإمام المهدی (عج)، 1994 (الموقع: 375) .
علامات الظهور، 3667 (الموقع: 3987) .
[1] المجلسی، بحار الأنوار، ج2، ص164، مؤسسة الوفاء، 1404 ق، بیروت.
[2] نفس المصدر، ج36، ص341، ح205.
[3] « ُ رُوِیَ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ وَ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلْتُ سَیِّدِیَ الصَّادِقَ ع هَلْ لِلْمَأْمُورِ الْمُنْتَظَرِ الْمَهْدِیِّ ع مِنْ وَقْتٍ مُوَقَّتٍ یَعْلَمُهُ النَّاسُ فَقَالَ حَاشَ لِلَّهِ أَنْ یُوَقِّتَ ظُهُورَهُ بِوَقْتٍ یَعْلَمُهُ شِیعَتُنَا قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ لِمَ ذَاکَ قَالَ لِأَنَّهُ هُوَ السَّاعَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَى یَسْئَلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ
أَیَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّی لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْآیَةَ وَ هُوَ السَّاعَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَى یَسْئَلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْساها وَ قَالَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ لَمْ یَقُلْ إِنَّهَا عِنْدَ أَحَدٍ وَ قَالَ فَهَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِیَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها الْآیَةَ وَ قَالَ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ وَ قَالَ ما یُدْرِیکَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَکُونُ قَرِیباً یَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِها وَ الَّذِینَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَ یَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِینَ یُمارُونَ فِی السَّاعَةِ لَفِی ضَلالٍ بَعِیدٍ». نفس المصدر، ج53، ص1.
[4] الشوری، 17 و 18.
[5] بحار الأنوار، ج2، ص164.