بحث متقدم
الزيارة
5176
محدثة عن: 2011/12/20
خلاصة السؤال
ما هی الایام الحسنة و الجیدة المساعدة فی السعی و المثابرة و النجاح فی العمل؟
السؤال
ما هی الایام الحسنة و الجیدة المساعدة فی السعی و المثابرة و النجاح فی العمل استنادا الى المصادر الدینیة؟
الجواب الإجمالي

من المسلّم به أن الانسان اذا احتاج الى شیء ما فی حیاته یجب علیه اختیار الطرق الشرعیة و الصحیحة لتأمین ذلک الشیء مع بذل ما بوسعه لتحصیل الرزق الحلال.

و مع ذلک نرى الکتب الروائیة تشتمل على روایات یشیر فیها الرسول الاکرم (ص) و الائمة الاطهار (ع) الى أیام الاسبوع و ما ینبغی فعله فی کل من تلک الایام بالاضافة الى اعتبار أیام السبت و الخمیس و أول الشهر أیاما مناسبة للسعی فی طلب الحوائج و أن لها الکثیر من البرکات.

أما الایام الاخرى من الاسبوع فحتى لو ورد التحذیر منها لکن الروایات الاخرى ارشدتنا الى طریق آخر للعمل فیها یتمثل فی التخلص من الآثار السلبیة عن طریق التصدق قبل العمل. و على کل حال لا ینبغی للانسان المؤمن أن یعطل الحیاة و یعیش حالة الخشیة غیر المبررة من المستقبل، بل یتوکل على الله تعالى و یستعین به فی طلب الرزق الوافر الحلال الذی اعتبر فی بعض الجهاد مقدما فی الثواب على الجهاد فی سبیل الله.

الجواب التفصيلي

قبل البدء بعرض الروایات التی تخص هذه القضیة نرى من الضروری الاشارة الى بعض الامور المهمة فی مجال العمل و المثابرة و السعی للموفقیة و النجاح فی الحیاة:

اولا: ترشدنا التعالیم الى أن تأمین الحیاة الرغیدة و السعیدة یتوقف على سعی الانسان انطلاقا من الطرق الصحیحة و اعتمادا على التشریعات الاسلامیة لیتسنى للانسان مد ید العون و تلبیة حاجات المقربین منه و الاصدقاء و السعی لکسب المال الحلال الذی عد بمثابة الجهاد فی سبیل الله تعالى.[1]

ثانیا: لیؤمن الانسان متطلبات الحیاة اللازمة له و للمقربین منه بصورة افضل و أیسر علیه الرجوع الى ارشادات الائمة (ع) فی هذا المجال و توصیاتهم المعنویة و التی تجعل للبعد الغیبی دوراً کبیرا فی هذه القضیة الى جانب عامل الجد و المثابرة و السعی المادی، و أن للبعد المعنوی آثاره الکبیرة و المبارکة فی الحیاة.

الثالث: احدى العوامل المساعدة فی هذا المجال و التی لها آثارها المبارکة هی البدء بالعمل فی الایام السعیدة و الحسنة، و هذه حقیقة غیر قابلة للانکار و قد تعرضت لها بعض الروایات، و قد نقل العلامة المجلسی فی موسوعة بحار الانوار فی قسم "کتاب السماء و العالم"[2] و غیره من المحدثین، الکثیرَ من الروایات فی هذا المجال.

و من حسن الحظ یوجد الکثیر من الروایات التی تعرضت للاجابة عن السؤال المطروح، نشیر الى نماذج منها:

الف: روی عن رسول الله (ص) انه قال: " وَ یَوْمُ الْخَمِیسِ یَوْمٌ مُبَارَکٌ بُورِکَ لِأُمَّتِی فِی بُکُورِهَا فِیهِ".[3] و من هنا نرى الکثیر من الروایات تؤکد على کون یوم الخمیس من الایام المبارکة فی طلب الحوائج و السعی و المثابرة.

ب: روی عن الامام الصادق (ع) فی هذا المجال عدد من الروایات، منها:

1. أنه قال: الیوم الأول من الشهر خُلِقَ فِیهِ آدَمُ وَ هُوَ یَوْمٌ مُبَارَکٌ لِطَلَبِ الْحَوَائِجِ وَ لِلدُّخُولِ عَلَى السُّلْطَانِ وَ طَلَبِ الْعِلْمِ وَ التَّزْوِیجِ وَ السَّفَرِ وَ الْبَیْعِ وَ الشِّرَاءِ وَ اتِّخَاذِ الْمَاشِیَةِ...[4]

2. "مَنْ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ إِذَا أَصْبَحَ دَفَعَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْسَ ذَلِکَ الْیَوْمِ" [5]

3. " سَافِرْ أَیَّ یَوْمٍ شِئْتَ وَ تَصَدَّقْ بِصَدَقَةٍ".[6]

و على هذا الاساس حتى لو فرض کون أحد الایام نحسا فهناک سبل أخرى للتخلص من نحوسته و من تلک السبل التصدق قبل البدء بالعمل فی ذلک الیوم. و من هنا یجدر بالانسان أن یبدء عمله بالصدقة.

4. " یُکْرَهُ السَّفَرُ وَ السَّعْیُ فِی الْحَوَائِجِ یَوْمَ الْجُمُعَةِ بُکْرَةً مِنْ أَجْلِ الصَّلَاةِ فَأَمَّا بَعْدَ الصَّلَاةِ فَجَائِزٌ یُتَبَرَّکُ بِهِ".[7]

5. " لَا تَخْرُجْ فِی یَوْمِ الْجُمُعَةِ فِی حَاجَةٍ فَإِذَا کَانَ یَوْمُ السَّبْتِ وَ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَاخْرُجْ فِی حَاجَتِکَ".[8]

تحصل: أنه یفهم من مجموع الروایات أن الافضل للانسان أن یشرع فی اعماله الشخصیة أو ینجزها فی تلک الایام التی ارشد الائمة (ع) الیها لیرى آثارها الایجابیة، و اجتناب العمل فی الاوقات التی حذرت منها الروایات للتخلص من آثارها السلبیة و المخاطر الجسدیة و الروحیة، الا اعماله الیومیة فیتوکل على الله و ینجزها بعد التصدق بما یستطیع.



[1]روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " َ الْکَادُّ عَلَى عِیَالِهِ کَالْمُجَاهِدِ فِی سَبِیلِ اللَّهِ". الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 5، ص 88، بَابُ مَنْ کَدَّ عَلَى عِیَالِهِ، دارالکتب الاسلامیة، طهران، 1365ش.

[2] المجلسی، محمد باقر، بحارالانوار، ج 56، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404ق.

[3]نفس المصدر، ج56، ص19.

[4]نفس المصدر، ص56، الحدیث 8.

[5]نفس المصدر، ص31.

[6]نفس المصدر، ج73، ص226.

[7]المصدر، ج56، ص33.

[8]نفس المصدر، ص34.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...