Please Wait
5522
لم یلقّب من الأنبیاء بالصدّیق في القرآن إلا النبي إبراهیم (ع) و النبي إدریس (ع). نعم لُقّبت السیدة مریم بالصدیقة أیضاً، لکن لم یقتصر معنی الصدّیق علی هؤلاء الأفراد فقط، لذلک نجد فیما نُقل عن الشیعة و السنة أن أحد ألقاب أمیر المؤمنین (ع) هو الصدّیق الأکبر.
لم یلقّب من الأنبیاء بالصدّیق في القرآن إلا النبي إبراهیم (ع)[1] و النبي إدریس (ع)[2]، کذلک لُقّبت السیدة مریم (س)بالصدیقة [3] في القرآن.
لابد من القول بأن هذه الآیات لا تفید الحصر، فلا ینحصر معنی الصدیق بهؤلاء الأفراد فقط، بل ذکرهم القرآن بهذا اللقب لوجود بعض الصفات و الخصوصیات فیهم، فمثلاً أحد أسماء الجنان الثمانیة (جنّة الخُلد) [4]، فلا یمکن الاستدلال بهذا الإسم علی عدم وجود الخلود في الجنان الأخری، بل کلها خالدة. نفس الکلام یجري في ألقاب الأئمة (ع) الخاصة بهم، کالمجتبی و زین العابدین و الباقر و الصادق و الکاظم و الرضا و التقي و النقي، فکلّهم مجتبی و کلهم زین العابدین و کلهم باقر و صادق و کاظم و راض برضا الله سبحانه، و کلهم متقٍ و نقيٍّ من الأخلاق الرذیلة و الأعمال السیئة. [5] لذلک نجد فیما یُروی عن الشیعة و السنة أن أحد ألقاب الإمام علي (ع) هو الصدّیق الأکبر. [6]
[1] مریم، 41. "وَ اذْكُرْ فىِ الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كاَنَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا".
[2] مریم، 56. "وَ اذْكُرْ فىِ الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كاَنَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا".
[3] المائدة، 75. "مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَ أُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ".
[4] الفرقان، 15. "قُلْ أَ ذَالِكَ خَيرْ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتىِ وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كاَنَتْ لهَمْ جَزَاءً وَ مَصِيرًا".
[5] الطیّب، السید عبد الحسین، أطیب البیان في تفسیر القرآن، ج 9، ص 589، إنتشارات الإسلام، الطبعة الثانیة، طهران، 1378 ش.
[6] عن سلمان و أبي ذر قالا: أخذ رسول الله (ص) بید عليّ فقال: "ألا إن هذا أوّل من آمن بي، و هذا أوّل من یصافحني یوم القیامة، و هذا الصدّیق الأکبر، و هذا فاروق هذه الأمة یفرّق بین الحق و الباطل و هذا یعسوب الدین و المال یعسوب الظالمین" الشیخ الطوسي، الأمالي، ص 148، إنتشارات دار الثقافة، قم، 1414 ق؛ کما یروي علماء أهل السنة عن الإمام علي (ع) إنه قال: "أنا أخو رسول الله (ص) و خازن علمه، أنا الصدّیق الأکبر و لا یقولها غیري إلا مفترٍ کذّابٍ و أنا الفاروق الأعظم".