Please Wait
21521
لما كان السؤال يتمحور حول ثلاثة محاور من هنا نحاول الاجاب عنه ضمن النقاط التالية:
1. مع الاخذ بنظر الاعتبار كون الله تعالى حكيما منزها عن العبثية و اللغو في جميع افعاله و تشريعاته، من هنا يحصل عندنا علم اجمالي بان جميع التكاليف التي شرعها لعباده و منها الصيام تنطلق من المصالح و المفاسد الكامنة فيها.
2. صحيح أن القرآن الكريم لم يتعرض لكافة التفريعات و التشقيقات كما في الصلاة و عدد الركعات و هكذا في تفرعيات الخمس و الزكاة و... الا ان فريضة الصيام امتازت عن غيرها بان الآيات تعرضت لبيان مقدار الصيام و الشهر بشكل واضح:
الف: قال تعالى في كتابه الكريم: " شَهْرُ رَمَضانَ الَّذي أُنْزِلَ فيهِ الْقُرْآنُ ... فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ".[1] و من الواضح ان الشهر القمري مردد بين الثلاثين و التسعة و العشرين يوما بلا زيادة و لا نقصان.
ب: قال تعالى في موضع آخر: " وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ"[2]
3.اما بالنسبة الى الشطر الثاني من السؤال و السبب في كثرة شروط الصيام في الدين الاسلامي دون سائر الاديان، فيمكن القول:
1- 3: ان المشرع في كافة الاديان السماوية هو الله تعالى و لا يمكن تصور تعدد المشرع هنا.
2-3: لما كان الدين الاسلامي اكمل الاديان و اشملها، من هنا تكون احكامه بطبيعة الحال و اذا ما قورنت بالاحكام المشرعة في الاديان الاخرى، اكثر امتيازاعن غيرها فقد تتصف بالشدة و كثرة الشروط و الاجزاء أحيانا و قد تتصف بالسهولة و اليسر في احيان اخرى، كل ذلك منطلقا من الحكمة و التشخيص الرباني لضرورة ذلك و المصالح و المفاسد الكامنة.
3-3: صحيح ان الكتب المحرفة للاديان السابقة تظهر بان الصيام في تلك الديانات كان أقل كلفة من الصيام في الدين الاسلامي، إلا ان المصادر الروائة تكشف لنا خلاف ذلك فقد روي عن الامام الحسن (ع) أنه قال: جَاءَ نَفَرٌ مِنَ الْيَهُودِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص)- فَسَأَلَهُ أَعْلَمُهُمْ عَنْ مَسَائِلَ فَكَانَ فِيمَا سَأَلَهُ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: لِأَيِّ شَيْءٍ فَرَضَ اللَّهُ الصَّوْمَ عَلَى أُمَّتِكَ بِالنَّهَارِ ثَلَاثِينَ يَوْماً- وَ فَرَضَ اللَّهُ عَلَى الْأُمَمِ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِك؟ .....[3] و في هذا اعتراف بان الصيام في الديانات الاخرى اكثر كلفة من الصيام في الشريعة الاسلامية.
لايوجد جواب تفصيلي
[1] البقرة، 185.
[2] البقرة، 186.
[3] الحر العاملي، وسائلالشيعة، ج 10، ص 240 و 241، ح 13317، مؤسسه آل البيت عليهمالسلام، قم، 1409 هـ ق.