بحث متقدم
الزيارة
6353
محدثة عن: 2012/04/17
خلاصة السؤال
هل من الثابت تاريخياً تخويف هبّار لزينب بنت النبي (ص) و إهدار النبي الاكرم (ص) لدمه؟
السؤال
أريد معرفة حقيقة ما ينقل تاريخياً من أن النبي الاكرم (ص) كانت له ربيبة باسم زينب، فعرض لها نفر من قريش فيهم هبار، فنخس بها و كانت حاملا فاسقطت، فاهدر دمه رسول الله (ص)؟
الجواب الإجمالي

وردت الروايات المذكورة في المصادر التاريخية بالنحو التالي: كان رسول الله (ص) بعث الى زينب ابنته من يقدم بها من مكة، فعرض لها نفر من قريش فيهم هبار، فنخس بها، و قرع ظهرها بالرمح، و كانت حاملا فاسقطت فردت الى بيوت بنى عبد مناف و كان هبار بن الأسود عظيم الجرم في الاسلام، فاهدر دمه رسول الله (ص).[1]

و لكن هل قتل هبّار أو لا؟ هنا اختلفت كلمة المحققين و المؤرخين فمنهم من ذهب الى القول بان الرجل ندم في نهاية المطاف و جاء معتذراً الى الرسول (ص) مما اقترفه من جناية، فقال له رسول الله (ص): قد عفوت عنك، و قد احسن الله بك حيث هداك للإسلام، و الاسلام يجب ما قبله.[2]

و الجدير بالذكر أن الحادثة نقلت في المصادر الرجالية و التأريخية المعتبرة، لكن الحري بالتأمل في مثل هذه الحوادث أنها اتخذت  ذريعة للنيل من الاسلام و من قيمه السامية و اظهار النبي الاكرم (ص) إنساناً منفعلا يلاحق المجرمين على الحوادث الجزئية، من هنا لابد من الالتفات الى أن النبي الاكرم (ص) و إن كان مظهراً للرحمة الالهية و العطف الرباني[3] لكنه في القضايا الاجتماعية و حقوق الناس؛ من قبيل القضية المطروحة و لاجل إرساء الأمن في المجتمع و قطع يد المجريم و الاشرار، لا يتردد (ص)في التصدي لهم و الضرب على أيديهم بيد من حديد، ليعيش الناس حياة آمنة مستقرة و ليكون المجرمون عبرة لغيرهم.

علما أن هذه القضية لا تختص بالاسلام فقط، فان كافة المجتمعات البشرية و التشريعيات و الدساتير، ترى إشهار السلاح بوجه المواطنين و إثارة الرعب في الاوساط العامة يعد جريمة لاتغتفر يعاقب عليها القانون باشد المجازاة، سواء كان هؤلاء الناس الذين تعرضوا للاعتداء من المقربين من رجال السلطة أم لا، فان على الحكومة الدفاع عنهم و إرساء الأمن في اوساطهم، و ما نسب الى النبي الاكرم (ص) في تلك الواقعة من هدر دم الرجل ينطبق تماما مع الاعراف و القوانين المعمول بها عند كافة الشعوب.

 


[1] ابن عبد البر، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد، الاستیعاب في معرفة الأصحاب‏، تحقيق: البجاوي، على محمد، ج 4، ص 1536، دار الجيل، بیروت، ط الأولى،  1412/1992؛ ابن اثير الجزري، أبو الحسن علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 4، ص 608، دار الفكر، بيروت، 1409/1989؛ التميمي السمعاني‏، أبو سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور، الانساب، تحقيق: المعلمي اليماني، عبد الرحمن بن يحيى، ج 10، ص 535، مجلس دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد، ط الأولى، 1382/1962؛ الذهبي، شمس الدين محمد بن احمد، تاریخ الاسلام و وفيات المشاهير و الأعلام، تحقيق: التدمري، عمر عبد السلام، ج 3، ص 102، دار الكتاب العربي، بيروت، ط الثانية، 1413/1993؛ الطبري‏، أبو جعفر محمد بن جرير، تاريخ الأمم و الملوك (تاریخ الطبري)، تحقيق: ابراهيم، محمد أبو الفضل، ج 11، ص 594 و 595، دار التراث، بیروت، ط الثانية، 1387/1967؛ البيهقي‏، ابو بكر احمد بن الحسين‏، دلائل النبوة و معرفة أحوال صاحب الشريعة، تحقيق: قلعجي، عبد المعطي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط الأولى، 1405/1985. ج 3، ص 156، دار الكتب العلمية،بیروت، ط الأولى، 1405/1985.

[2] تاريخ الطبري مصدر سابق؛ و البلعمي‏، تاریخنامه طبري، تحقيق: روشن، محمد، ‏ ج 5، ص 1499، جلد 1و2 سروش، طهران، الطبعة الثانیة، 1378ش، جلد 3،4،5 البرز، چ 3، 1373ش.

[3] الکلیني، الکافي، ج 1، ص 527؛ ج 3، ص 422، دارالکتب الاسلامیة، طهران، 1365ش؛ الشیخ الطوسي، التهذیب، ج 4، ص 305، دارالکتب الاسلامیة، طهران، 1365ش. "بعث الله تعالی محمداً الی خلقه رحمةً للعالمین".

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • إذا کانت بین صلاتی الجماعة فرصة عمل مستحب واحد، عندئذ أیهما أرجح تسبیحات الزهراء (س) أم أداء النافلة؟
    5508 الحقوق والاحکام 2010/12/07
    إن جواب مراجع العظام على السؤال المذکور ما یلی:مکتب سماحة آیة الله العظمى الخامنئی (مد ظله العالی): لا رجحان لأحدهما على الآخر فکلاهما مستحبان و المکلف مخیّر بأداء واحد من هذین.مکتب ...
  • هل العصمة أمر اختیاری؟
    5824 الفلسفة الدین 2011/09/06
    تعتبر قضیة العصمة من المعتقدات الاساسیة لدى الطائفة الشیعیة و قد بحثناها فی اکثر من سؤال فی موقع اسلام کوئست یمکنکم الرجوع الى الاسئلة التالیة: 1738 (الموقع: 1885)،3588 (الموقع: 4223) ...
  • هل أن حدیث القلم و القرطاس الوارد فی کتب أهل السنة صحیح؟
    11426 درایة الحدیث 2010/01/11
    أن هذا الحدیث أولاً قد نقل باسناد اخری صحیحة فی نظر أهل السنة فی أکثر الکتب الروائیة؛ مثل صحیح البخاری و صحیح مسلم و مسند أحمد و ... و جاء فی سنده أیضاً طرق مختلفة قد قبلها علماء أهل السنة أیضاً، بالرغم من أنه ربما ...
  • ما هی الشرائط المذکورة فی الکتب الفقهیة لاعتبار وثیقة المکاتبة؟
    4949 الحقوق والاحکام 2011/08/20
    فی رأی الإسلام، ایجاب المعاملة و لزومها لا یحتاج الی کتابة عقد أو سند أو أی شیء آخر من هذا القبیل، بل یکفی قراءة صیغة العقد فی إحدی العقود الشرعیة، أو یحصل تبادل بعض الکلمات بینهم الدالة علی رضا الطرفین بهذا العقد، فهذا یکفی فی دلالته علی انعقاد العقد و ...
  • ما هو حکم صوم الذین یذهبون فی شهر رمضان المبارک لاداء مهمة خاصة؟
    7566 الحقوق والاحکام 2010/07/17
    تکون صلاة مثل هؤلاء الأشخاص قصراً و یجب علیهم قضاء صیامهم بعد شهر رمضان أیضاً و لا یمکن صیام شهر رمضان فی حال السفر فی شهر رمضان بنیّة النذر.و فی حالة وصولهم قبل الظهر الی وطنهم أو المحل الذی یریدون البقاء فیه عشرة أیّام، و ...
  • من هم الأنصار؟
    6311 تاريخ بزرگان 2010/11/22
    "الأنصار" جمع ناصر من مادة "نصر"، و هو بمعنی المعین. و فی صدر الإسلام کان یطلق علی المسلمین من سکنة المدینة و خصوصاً أفراد قبیلتی الأوس و الخزرج، بأنهم الأنصار، و ذلک لأنهم ساهموا بشکل کبیر فی نصرة نبی الإسلام(ص) و المسلمین المهاجرین المکییّن و غیرهم، و کان لهم الأثر ...
  • ما المراد من قوله تعالى "وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّه‏" في سورة التوبة؟
    6791 التفسیر 2012/05/19
    «مرجون» مأخوذ من مادة (إرجاء) بمعنى التأخير و التوقيف، و في الأصل أخذت من (رجاء) بمعنى الأمل، و لما كان الإنسان قد يؤخر شيئا ما أحيانا رجاء تحقق هدف من هذا التأخير، فإنّ هذه الكلمة قد جاءت بمعنى التأخير، إلّا أنّه تأخير ممزوج بنوع من الأمل. أي: ...
  • ما هو الاساس الذی یقوم علیه تکلیف الذکور و الاناث؟
    7478 الحقوق والاحکام 2010/11/09
    سن التکلیف فی الاسلام یقوم على أساس البلوغ، بمعنى أنه عندما تظهر علامات البلوغ التی منها (الحیض بالنسبة للبنات و الاحتلام بالنسبة للذکور) یکلفون بالشریعة و یکونوا ملزمین بالاوامر و النواهی، و هناک علامات أخرى غیر العلامات الطبیعیة اعتمدها الاسلام فی تحدید سن التکلیف الشرعی منها التحدید ...
  • بأی قسط من أقساط السلفة یتعلق الخمس؟
    5026 الحقوق والاحکام 2010/10/21
    بما أن السلفة نوع من القرض و الدین فلا خمس على المبلغ الذی یقترضه الإنسان حتى و إن کانت عین المال موجودة، و ذلک مادام لم یسدّد الأقساط. أما الأقساط التی سددت إلى نهایة السنة الخمسیة فیتعلق بها الخمس إن کانت باقیة، فعلى سبیل المثال لو ...
  • ما المراد من الصلاة النافلة؟ و ما هی کیفیتها؟
    9017 العملیة 2010/08/21
    قال الامام الخمینی (ره) فی تصنیف الصلاة: الصلاة واجبة و مندوبة (أی نافلة)، فالواجبة خمس، الیومیة، و منها الجمعة، و کذا قضاء ولد الأکبر عن والده، و صلاة الآیات، و الطواف الواجب، و الأموات، و ما التزمه المکلف بنذر أو إجارة أو غیرهما، و فی ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280820 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259604 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130064 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    117208 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89891 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61598 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61278 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57617 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52746 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49028 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...