Please Wait
28342
الفكر الاسلامي فكر شمولي جاء لمعالجة جميع الزوايا في حياة الانسان و وضع البرامج الناجعة لكل مفاصل الحياة، كذلك يتصف الفكر الاسلامي بالوسطية حيث يدعو اتباعه دائماً الى الاعتدال و اجتناب الافراط و التفريط، و الانتفاع بالنعم الالهية بعيداً عن الاسراف و التبذير. و قد عرف الاسراف بانه الزيادة و تجاوز الحد في مقابل الاقتصاد و الاعتدال. و لا ينحصر الاسراف في الامور المادية بل يتمظهر في اكثر من معنى. و قد حدد الاعلام ثلاثة ملاكات لصدق عنوان الاسراف على من تجاوز بعضها كتجاوز التشريعات و الاحكام الالهية، و تجاوز القوانين العقلية و العقلائية في مجال إدارة الحياة، و كذلك تجاوز الاعراف و القوانين الاجتماعية، فكل ذلك يعد من الاسراف. اما التبذير فيعني إنفاق المال فيما لا ينبغي. و من هنا نجد القرآن يذم هؤلاء بابشبع انواع الذم «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَ الْمِسْكِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً، إِنَّ الْمُبَذِّرِینَ كانُوا إِخْوانَ الشَّیاطِینِ وَ كانَ الشَّیطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً»
فمن اسرف بأعظم رأس مال وهبه الله له "العمر"، أو أسرف في بيت المال و... يبتعد عن شعاع المعارف الالهية و لا يمكن – وهو كذلك- ان يكون قد سلك الطريق المستقيم الذي رسمه الله تعالى لعباده الصالحين. و تترتب على الاسراف و التبذير مجموعة من الانعكاسات السلبية على المستويين الفردي و الاجتماعي ذكرنا بعضها في الجواب التفصيلي.
مقدمة:
الملاحظ في الفكر الاسلامي أنه فكر شمولي جاء لمعالجة جميع الزوايا في حياة الانسان و وضع البرامج الناجعة لكل مفاصل الحياة، كذلك يتصف الفكر الاسلامي بالوسطية حيث يدعو اتباعه دائما الى الاعتدال و اجتناب الافراط و التفريط، فقد أبيح لهم الانتفاع بالنعم الالهية و ملذات الحياة التي سخرها الله تعالى للبشر، و لكن في الوقت طلب بل أمر بتوازن الانتفاع بعيداً عن الاسراف و التبذير و أهدار تلك النعم؛ و ذلك لان كل مسلم – وفقا للنظرة الاسلامية- مسؤول حسب وسعه أمام المجتمع، و أن تحمله للمسؤولية ينعكس على أخلاقياته و سلوكياته الحسنة قطعاً، و الا تحوّل الى انسان غير متوازن مسرف في تعامله مع الاشياء و بالتالي ينجر الامر الى تنصله عن المسؤوليات و التكاليف الاجتماعية التي تقع على عاتقه، و استبدال الصفات الحسنة بصفات قبيحة لا ترتضيها الشريعة و العقل السليم، مما يوجه للكيان الاجتماعي ضربة قاصمة خاصة اذا استشرت تلك الظاهرة و تفشت في المجتمع.
و لبيان موضوع الاسراف و التبذير بصورة جلية لابد من تعريف المفردتين و بيان الفرق بينهما، ثم تسليط الاضواء على زوايا القضية انطلاقاً من التعاليم و الارشادات الدينية.
الاسراف
الاسراف يعني الزيادة و تجاوز الحد في مقابل الاقتصاد و الاعتدال، و قد عرف الراغب الاصفهاني الاسراف بأنه: تجاوز الحدّ في كلّ فعل يفعله الإنسان، و إن كان ذلك في الإنفاق أشهر.[1] و من هنا يمكن القول بان الاسراف يعني كل عمل غير متوازن و بلا مبرر و تجاوز عن الحد الطبيعي، سواء في الكيفية او الكمية. و بهذا يتضح أن الاسراف لا ينحصر في الاكل و الشرب او في الامور الاقتصادية، بل له معنى جامع اوسع من ذلك. بل يمكن القول: ان الاسراف كل تجاوز عن الحد أو الافراط و الزيادة، أو الحالة النفسانية و الروحية و الصفات الاخلاقية و الثقافية و الاجتماعية غير المتوازنة للافراد.[2] و هذا التعريف يضاعف مسؤوليات الافراد؛ و ذلك لانه يوسع دائرة الاسراف و يخرجها من الجانب الاقتصادي و الاكل و الشرب الى سائر الدوائر الحياتية.
يظهر من كلمات اللغويين و المفسرين لمادة الاسراف أن هناك ثلاثة ملاكات لصدق الحد المعتبر في الاسراف و الذي يعد الالتزام به من الوسطية و تجاوزه من الاسراف، بحيث يدرج المتجاوز في عداد المسرفين.
1. قوانين الشريعة و محرماتها: و ذلك لان المحرمات و المعاصي تعد من حدود الشريعة الالهية، و اقتراف أي منها يعد اسرافا و إن تجرد عن بذل الاموال و أهدارها. فالاسراف هنا يعني تجاوز الحدود و التشريعات الالهية.
2. حكم العقل و المعايير العقلية: و هذا في الحالات التي يستقبح العقل صرف المال فيها، بنحو يعد التجاوز عن الحد سفاهة و جهالة؛ كهدر المال و تضييع الثروة في أمور لا طائل من ورائها و التي تكشف عن سفاهة صاحبها و عدم نضوجه العقلي و ضعف تفكيره.
3. العرف الاجتماعي: كذلك يعد العرف الاجتماعي من المعايير و الموازين التي تحدد الوسطية و الاسراف؛ فعلى سبيل المثال صرف المال في شؤون الاسرة و شؤون الاصدقاء و الاخرين، محددان بحد ينسجم مع طاقات الفرد و امكاناته الاقتصادية و منزلته الاجتماعية، فاذا تجاوز ذلك الحد عد مسرفاً، و بخيلا اذا قصر عن بلوغ الحد الوسط. و قد يصل الى الحرمة كما لو صار ذلك سبباً لتضييع الواجب. و على كل حال فان الاسراف و تجاوز الحد المسوح به عرفاً يعد اسرافاً و خروجا عن حالة الاعتدال و التوازن و الدخول في دائرة قائمة المسرفين.
علماً أن حد الاسراف في الشؤون الشخصية و الانفاقات الخاصة يختلف من فرد الى آخر عرفاً؛ و بعبارة أخرى ان العرف لم يضع حداً معيناً لجميع أفراد المجتمع في هذه القضية لايمكن تخطيه؛ لأن القضية ترتبط باعتبارات كثيرة من قبيل المكانة الاجتماعية و توسع شبكة العلاقات و كثرة افراد العائلة و.... فمن غير المعقول ان يجعل الحد لشخص وجيه في قومه و عشريته بنحو لا يخلو بيته من الضيوف و الزائرين، متساو مع ذلك الانسان المنزوي في قرية ما لا يزور و لا يزار[3]!! فما يعد اسرافاً للثاني – القروي- يعد بخلا و تقصيراً بالنسبة الى ذلك الوجيه الاجتماعي.[4]
روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " رُبَّ فقيرٍ أَسرفُ من غنيٍّ لإِنَّ الغنيَّ ينفق ممَّا أُوتي و الفقير ينفقُ من غير ما أُوتي.[5]
التبذير
قلنا أن قضية الاسراف لا تنحصر - في الفكر الاسلامي- في البعد الاقتصادي و الاكل و الشرب فقط، بحيث لو حصلت يوصف صاحبها بالتبذير.
و قد اشار الطبرسي الى معنى التبذير في تفسيره قائلا: التبذير التفريق بالإسراف و أصله أن يفرق كما يفرق البذر إلا أنه يختص بما يكون على سبيل الإفساد و ما كان على وجه الإصلاح لا يسمى تبذيرا و إن كثر.[6]
إنطلاقا من التعريف المذكور للتبذير يمكن القول بان التبذير يدخل تحت دائرة الاسراف، الا ان الاسراف أعم و اشمل حيث يشمل المال و غيره و الانفاق الشخصي و غيره، و لا يشمل التبذيرُ البذلَ في وجوه الخير. و يمكن القول بان كل تبذير اسراف و ليس كل اسراف تبذير، روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " ان التبذير من الاسراف".[7] فللاسراف شعب احداها التبذير.
و عليه يظهر ان الفارق بين مفردة الاسراف بمعناها الاقتصادي و التبذير فارق يسير جداً، و إن ذكر اللغويون الفرق بين التبذير و الاسراف: بان التبذير: إنفاق المال فيما لا ينبغي..و الاسراف: صرفه زيادة على ما ينبغي. و بعبارة أخرى: الاسراف: تجاوز الحد في صرف المال، و التبذير: اتلافه في غير موضعه.[8]
أضف الى ذلك ان الاسراف لا ينحصر في البعد المادي بل يشمل جميع المناحي كما مرّ من تجاوز الحد في صرف المال مروراً بالعبادات و المواقف السياسية و....[9]
الامام الصادق (ع) و الارشاد الى الاعتدال
عن عبد الملك بن عمرٍو الأَحول قال: تلا أَبو عبد اللَّهِ (ع) هذه الآية (وَ الَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً)[10] قال: فأَخذ قبضةً من حصًى و قبضها بيدهِ فقال: هذا الإِقتارُ الَّذِي ذكرهُ اللَّهُ في كتابه. ثمَّ قبض قبضةً أُخرى فأَرخى كفَّهُ كُلَّهَا ثُمَّ قال: هذا الإِسراف. ثمَّ أَخذ قَبْضَةً أُخرى فأَرْخَى بعضها و أَمسك بعضها و قال: هذا الْقَوَامُ.[11]
سلوك اخوان الشياطين
لإخوان الشياطين (المبذرون) سلوكيات تتمظهر في حالة بصورة خاصة، فمن سلك طريق التبذير عالما عامداً فانه يدرج في قائمة الشياطين من هذه الحيثية. فمن اسرف بأعظم رأس مال وهبه الله له "العمر"، أو أسرف في بيت المال و ...يبتعد عن شعاع المعارف الالهية و لا يمكن – وهو كذلك- ان يكون قد سلك الطريق المستقيم الذي رسمه الله تعالى لعباده الصالحين. و من هنا نجد القرآن يذم هؤلاء بابشبع انواع الذم «وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَ الْمِسْكِینَ وَ ابْنَ السَّبِیلِ وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً، إِنَّ الْمُبَذِّرِینَ كانُوا إِخْوانَ الشَّیاطِینِ وَ كانَ الشَّیطانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً»؛[12]، فقد قرنت الآية بين المبذرين وبين الشياطين؛ و لعل ذلك يعود لكون التبذير نوعاً من كفران النعم و عدم شكر المنعم, و من هنا نجد الامام الصادق (ع) يقول: قال لقمان لابنه: يا بني لكل شيء علامة يعرف بها و يشهد عليها، و إن للمسرف ثلاث علامات يشتري ما ليس له و يلبس ما ليس له و يأكل ما ليس له.[13]
الانعكاسات السبلية للاسراف على المستوى الفردي
يمكن الاشارة هنا الى بعض الآثار و العواقب التي تترتب على الاسراف على المستوى الفردي، منها:
1. الآثار البدنية: من الواضح ان الاسراف في الاكل و الشرب مثلا يؤدي الى نتائج خطيرة على مستوى الصحة البدنية و هذا ما اجمع عليه الطب القديم و الحديث، و أكدته كلمات المعصومين (ع) في اكثر من موضع، من هنا نجد القرآن الكريم يحث المؤمنين على الوسطية و التعادل في تناول الطعام: «كُلُوا وَ اشْرَبُوا وَ لا تُسْرِفُوا، إِنَّهُ لا یحِبُّ الْمُسْرِفِین»[14]
2. التعرض للغضب الالهي: و هذا ما أشار اليه سبحانه في الآية المباركة " انه لا يحب المسرفين"[15] و عن الامام الصادق (ع): "إن السرف أمر يبغضه الله"[16].
3. قلة البركة: من الآثار الوخيمة التي يجرها الاسراف قلة البركة في حياة الانسان على جميع المستويات «اِنَّ مَعَ الاسْرافِ قِلَّةَ الْبَرَکَةِ»[17]
4. الحرمان من الهداية: قال تعالى مشيراً الى هذه الحقيقة «إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ»؛[18]
5. الفقر: و من الآثار الخطيرة المترتبة على الاسراف، حياة الفقر و الفاقة في بعدها الاقتصادي؛ و ذلك لان المسرف يبذر و يشتت المصادر و يجفف المنابع التي ينبغي ان توفر له حياة كريمة، و بالنتيجة سيعود الخطر على الفرد و المجتمع معا، و من هنا يرشدنا أمير المؤمنين (ع) الى الجادة الوسطى في حكمته الرائعة: «الْقَصْدُ مَثْرَاةٌ، وَ السَّرَفُ مَتْوَاةٌ»؛[19]
6. الهلاك: الاسراف يجر الانسان الى الهلاك، و قد قرر القرآن الكريم هذه الحقيقة بقوله: ثُمَّ صَدَقْناهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَیناهُمْ وَ مَنْ نَشاءُ وَ أَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِین»؛[20]
7. العذاب الاخروي: قال تعالى في كتابه الكريم: «وَ كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ یؤْمِنْ بِآیاتِ رَبِّهِ وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَ أَبْقى»؛[21]
الانعكاسات السبلية للاسراف على المستوى الاجتماعي
أما الانعكاسات السلبية للاسراف على المستوى الاجتماعي، فهي:
1. هدر الطاقات و تضيع مصادر الاقتصاد: لاريب أن الاسراف يؤدي الى هدر مصادر الاقتصاد كالطاقة و المعادن و المياه و... و لا تمنع كثرتها من إهدارها فيما اذا تفشت ظاهرة الاسراف في المجتمع، و قد أشار أمير المؤمنين (ع) الى هذه الحقيقة بقوله: «الْإِسْرَافُ يُفْنِي الْجَزِيلَ»؛[22]
2. تسافل الخلق الاجتماعي و انحطاطه: إن الاسراف و التذبير و بعثرة الاموال في امور لا ينبغي صرفها فيها، يؤدي الى خروج الانسان عن الجادة القويمة و التورط بالفساد و الانحطاط، بنحو لا يرى لابناء نوعه بل لسائر المكونات قيمة تستحق الالتفات اليها و الاهتمام بها، فلا يشعر بالجياع و المحرومين و المعذبين و... مضحيا بكل ذلك في مقابل اطلاق العنان لنفسه تنجرف مع الاسراف و التبذير في ملاذها الكاذبة و شهواتها الخادعة.
3. التمايز الطبقي: من الانعكاسات السلبية للاسراف تحول المجتمع الى طبقات متفاوتة في القدرة الشرائية و الاستطاعة المادية؛ و ذلك لان الاغنياء يعطون – حينئذ- لانسفهم الحق في صرف ثرواتهم في أي موضع شاءوا و بأي طريق اختاروا حتى لو كانت مخالفة للشريعة و العرف. من هنا يتحول المجتمع الى طبقات متفاوتة بين طبقة و أخرى فاصلة كبيرة جداً، و هذا ما اشار اليه احد الشعراء الكبار حينما قال:
في القصر أغنية على شفة الهوى و الكوخ دمع في المحاجر يلذع
و من الطوى جنب البوادر صرع و بجنب زق أبي فراس صرع
يطغى النعيم بجانب و بجانب يطغى الشقا فمرفه و مضيع[23]
4. زوال الحكومات: من الاثار السلبية التي يتركها الاسراف على المستوى الاجتماعي زوال الحكومات. و هذا المعنى ذهب اليه أبن خلدون معتقداً بان الحكومات التي تميل الى الاسراف و التبذير مآلها الى الزوال و الاندثار حتماً.[24]
[1] الراغب الاصفهاني، المفردات في غريب القرآن، ص 407، مادة سرف.
[2] انظر: رستگار جويباري، ولي ا...، اسراف از ديدگاه اسلام، نشر الأصفیاء، طهران 1380ش.
[3] الجدير بالذكر ان هذا المعيار في البعد المادي و الاقتصادي فقط و ما يقرب من ذلك، و اما المكانة عند الله تعالى و التفاضل في القرب الالهي فلسنا بصدد الحديث عنها هنا.
[4] انظر: موسوي کاشمري، مهدي، پژوهشی در اسراف = دراسة في الاسراف، بوستان کتاب، الطبعة الثالثة، قم، 1385ش.
[5] الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي ج : 3 ص : 562، دار الكتب الاسلامية، طهران.
[6] الطبرسي، مجمع البيان، ج 6، ص 633، ناصر خسرو، طهران، الطبعة الثالثة، 1372ش.
[7] الكافي، ج 3، ص 501.
[8] أبو هلال العسكري، الفروق اللغوية، ص114، رقم 449.
[9] انظر: موسوي کاشمري، مهدي، پژوهشي در اسراف، بوستان کتاب.
[10] الفرقان، 67.
[11] الكافي، 4، ص54- 55.
[12] اسراء، 26- 27.
[13]الشیخ الصدوق، الخصال، ج 1، ص 121، انتشارات اسلامي، قم، الطبعة الاولى، 1362ش.
[14] الاعراف، 31.
[15] الانعام، 14.
[16] الكافي، 4، ص52.
[17] الكافي، ج4، ص55.
[18] غافر، ۲۸.
[19] كافي ج 4، ص 52.
[20] الانبیاء، 9.
[21] طه، 127.
[22] التميمي الآمدي، عبد الواحد بن محمد، تصنيف غرر الحكم و درر الكلم، تصحیح، درایتي، مصطفی، ص 359، مکتب الاعلام الاسلامي، قم، الطبعة الاولی، 1366ش.
[23] الدكتور الشيخ أحمد الوائلي، الديوان.
[24]انظر: خوشرو، غلامعلي، شناخت انواع اجتماعات از ديدگاه فارابي و ابن خلدون، نشر اطلاعات، الطبعة الاولي، طهران، 1372ش.