بحث متقدم
الزيارة
7590
محدثة عن: 2012/09/20
خلاصة السؤال
ما هی مراتب الإیمان؟
السؤال
ما هی مراتب الإیمان.
الجواب الإجمالي

لقد أفردت المصادر الروائیة فصلا مستقلا لمراتب و درجات الإیمان، ضمّ مجموعة من الروایات الواردة عن المعصومین (ع) التی تدور حول محور درجات الإیمان و المؤمنین. و نحن نشیر بدورنا فی هذا المختصر إلى عدة نماذج منها مع الاشارة الى عناوین بعض النصوص الحدیثیة لمن یرید التفصیل.

عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "إن الله عزّ و جلّ وضع الإیمان على سبعة أسهم، على البرّ، و الصدق، و الیقین، و الرضا، و الوفاء، و العلم و الحلم. ثم قسّم ذلک بین الناس فمن جعل فیه هذه السبعة الأسهم فهو کامل محتمل. و قسم لبعض الناس السهم و لبعض السهمین و لبعض الثلاثة حتى انتهوا إلى السبعة. ثم قال: لا تحمّلوا على صاحب السهم سهمین و لا على صاحب السهمین ثلاثة فتبهضوهم. ثم قال: کذلک حتى ینتهی إلى السبعة".[1]

و مراد الإمام (ع) من هذا الکلام هو إن إستعداد الأشخاص و قابلیتهم مختلفة فی قبول الإیمان و الله سبحانه قد کلّف کلا من الناس على مقدار إستعدادهم، فحاسبوا الناس فی علومهم و أعمالهم و أخلاقهم الدینیة على قدر وسعهم و طاقتهم و إستعدادهم و إلا فالتحمیل فوق الطاقة یثقل کاهل الانسان و یتعبه و ینجر به الى الضلال.[2]

هذا نوع من التقسیم و یمکن أن یکون للإیمان مراتب و درجات أخرى باعتبار آخر و هذا ما یمکن استنباطه من القرآن الکریم حیث یقول " هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصیرٌ بِما یَعْمَلُون‏"[3].

و هو إشارة إلى أنه لا یختلف المنافقون عن المجاهدین فقط، بل إن لکل فرد من أفراد هذین الطائفتین درجة خاصة تناسب مدى تضحیته و تفانیه فی سبیل الله أو مدى نفاقه و عدائه لله تعالى، و تبدأ هذه الدرجات من الصفر و تستمر إلى خارج حدود التصوّر.[4]

المؤمنون غیر متساوین فیما بینهم فمنهم من شابه المنافقین فی بعض جوانبه، و منهم من وصل القمة فی الإیمان، و هکذا المنافقون فهم متفاوتون فی درجاتهم، فلا یوزنون فی میزان واحد، بل یحاسب کل منهم حساباً خاصاً یناسبه، و هذا بسبب أن الإیمان أو النفاق تمرین عملی لا مجرد کلام، و التمرین یختلف باختلاف الأعمال الإیمانیة أو النفاقیة، و الله عالم بدرجات الفئتین و سیحاسبهم على قدر أعمالهم: "هم درجات عند الله والله بصیر بما یعملون".[5]

و فی تقسیم آخر یقول الرسول الأعظم (ص): "إن أعلى منازل الإیمان درجة واحدة من بلغ إلیها فقد فاز و ظفر و هو أن ینتهی بسریرته فی الصلاح إلى أن لا یبالی بها إذا ظهرت و لا یخاف عقابها إذا استترت".[6]

 


[1] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، المحقق و المصحح: الغفاری، علی أکبر، الآخوندی، محمد، ج 2، ص 42، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الرابعة، 1407 ق.

[2] نفس المصدر، ص 71.

[3] آل عمران، 163.

[4] راجع: مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل، ج 2، ص 762 ـ 763، مدرسة الإمام علی بن أبی طالب، قم، 1421 ق.

[5]  المترجمان، تفسیر الهدایة، ج 1، ص 643، مؤسسة التحقیق الإسلامی للعتبة الرضویة المقدسة، مشهد، الطبعة الأولى، 1377 ش.

[6] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 68، ص 369، دار الإحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثانیة، 1403 ق.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...