بحث متقدم
الزيارة
6470
محدثة عن: 2007/01/09
خلاصة السؤال
لماذا یجب التقلید؟
السؤال
لماذا یجب التقلید؟
الجواب الإجمالي

جواز التقلید من الأمور التی یجب أن یجتهد فیها المقلد وإن فتوى المجتهد لا یمکن أن تکون کافیة بالنسبة إلى المقلد. و لذلک فإن هذه المسألة على درجة بالغة من الأهمیة.

من المعروف أن المقلد یقدم على تقلید المجتهد على أساس احد الدلیلین التالیین:

1- إن طبیعة الحیاة العقلائیة تقتضی أن فی کل مورد یحتاج الإنسان فیه إلى معرفة کبیرة وخبرة تخصصیة کافیة ولکنه لیس على اطلاع کافٍ فی هذا المیدان، فإنه لا بد من الرجوع إلى المتخصص والخبیر فی مورد الاحتیاج. کالرجوع إلى الطبیب فی معالجة المریض، و هذا التوجه العقلائی یحمل المکلف و بشکل طبیعی وبحکم العقل على أن یرجع إلى المجتهدین فی أحکام الشرع باعتبارهم خبراء هذا المیدان و علمائه.

2- إن کل مسلم یعلم أن هناک تکالیف و أحکاما واجبة و محرمة فی الإسلام، و هذا العلم الإجمالی کافٍ فی جعله مسؤولاً إزاء هذه التکالیف، و من أجل أن یؤدی هذه المسؤولیة لا یجد أمامه إلا ثلاثة طرق لا بد له من اختیار واحد منها:

ألاول:إنه یسعى بنفسه إلى معرفة هذه الواجبات و المحرمات ثم یعمل على أساس معرفته.

الثانی: و إذا لم یکن قد عرفها بدقة فعلیه أن یعمل بطریقة و کیفیة تؤدی به إلى حتمیة أداء هذه الواجبات و التکالیف، یعنی أنه یسلک طریق الاحتیاط فی کل مسألة یحتمل فیها الوجوب أو الحرمة.

و الطریق الثالث: أن یعتمد على رأی خبیر و عالم فیتبع و یطیع أقواله فی تشخیص الواجب و الحرام فی کل مسألة.

و من خلال هذه الطرق الثلاثة یستطیع المکلف أن یخرج من عهدة التکلیف.

أما الطریق الأول فهو بحاجة إلى زمان طویل جداً و المکلف فی هذا الزمان الطویل لا یستغنی عن الطریقین الآخرین.

و أما الطریق الثانی فهو إضافة إلى احتیاجه إلى المعلومات الکافیة و الاطلاع الواسع بالنسبة إلى الواجبات و المحرمات و طریقة الاحتیاط فی کل مسألة فإنه من الصعوبة بمکان و غیر ممکن فی بعض الأحیان، فلا یبقى أمام المکلف إذن سوى الطریق الثالث.

و هذا الدلیل یثبت لزوم التقلید فی المسائل التی یحتمل فیها الوجوب و الحرمة، و کذلک المسائل التی یحتمل فیها الاستحباب وأنه یقصد الاتیان بها. ولکن الدلیل الأول یثبت جواز التقلید فی جمیع المسائل.

اما مسائل التقلید الفرعیة، کجواز البقاء على تقلید المیت فهی من المسائل التی لا یستطیع المکلف غیر المجتهد الوصول إلى نتیجة فیها. و لا بد له من سلوک الطریقین الآخرین الاحتیاط أو التقلید فیها.

و هناک أدلة أخرى على جواز التقلید أو لزومه تبقى فی دائرة و محیط الاجتهاد و رأی المجتهد، فلا بد من أخذ رأی المجتهد و فتواه فیها.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...