للاجابة عن السؤال لابد من الالتفات الى مسالتین:

الاولى: ان جعفرا کان من الشخصیات الموالیة للسلطة بصورة خفیة و کان من الناحیة الاخلاقیة غیر مستقیم الطریقة، و هذا الامر بحد ذاته یمکن ان یکون مبررا معقولا لکی یخفی علیه الامام الحسن العسکری(ع) ولادة الحجة (عج) عملا بالتقیة.

ثانیا: لاثبات ولادة الامام (عج) هناک طرق کثیرة و مع ثبوتها   بإحدی الطرق لایبقى محل لانکار جعفر خاصة مع اشتهاره بالکذب حتى لقب بالکذاب.

طرق اثبات ولادة الامام الحجة (عج) [1]

الاول: تصریح الامام الحسن العسکری(ع) بولادة ابنه الامام المهدی(ع).

فی الحدیث الصحیح عن مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لأَبِی مُحَمَّدٍ (ع): جَلَالَتُکَ تَمْنَعُنِی مِنْ مَسْأَلَتِکَ فَتَأْذَنُ لِی أَنْ أَسْأَلَکَ! فَقَالَ: سَلْ. قُلْتُ: یَا سَیِّدِی هَلْ لَکَ وَلَدٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ. فَقُلْتُ: فَإِنْ حَدَثَ بِکَ حَدَثٌ فَأَیْنَ أَسْأَلُ عَنْهُ؟ قَالَ: بِالْمَدِینَةِ. [2]

و غیر ذلک من الاحادیث الموجودة فی المصادر الروائیة. [3]

الثانی: شهادة عدد من النساء اللاتی حضرن الولادة کالعلویة حکیمة بنت الامام الجواد(ع) و اخت الامام الهادی(ع) و التی ساعدت والدة الامام فی عملیة وضع الحمل فی قصة ذکرها المحدثون. [4] و [5]

بالطبع هناک قوابل اخریات شارکن فی مساعدة والدة الامام فی وضع حملها منهن ماریة و نسیم [6] خادمة الامام الحسن العسکری؛ و کذلک جاریة ابی علی الخیزرانی التی اهداها الى الامام العسکری . [7]

الثالث: شهادة اصحاب الائمة بلقائهم الامام و رؤیته.

فمن هؤلاء یمکن الاشارة الى النواب الاربعة (احدهم عثمان بن سعید العمری) فقد وردت الاشارة الى ذلک فی الکافی للکلینی الذی کان یعیش فی عصر الغیبة الصغرى او الشیخ الصدوق الذی ادرک بعض الغیبة الصغرى. [8]

و لم یقتصر الامر على النواب الاربعة بل هناک شخصیات اخرى رأت الامام و تشرفت بزیارته و قد وردت اخبارهم فی المصادر الشیعیة. [9]

الرابع : شهادة بعض الخدم بمشاهدة الامام المهدی(عج)؛ منهم: طریف الخادم [10] ، و خادمة ابراهیم بن عبدة النیسابوری حیث قالت:   کُنْتُ وَاقِفَةً مَعَ إِبْرَاهِیمَ عَلَى الصَّفَا فَجَاءَ (ع) حَتَّى وَقَفَ عَلَى إِبْرَاهِیمَ وَ قَبَضَ عَلَى کِتَابِ مَنَاسِکِهِ وَ حَدَّثَهُ بِأَشْیَاءَ. [11] و أبو الادیان الخادم [12] ، و ابو غانم الخادم [13]

الخامس : اعتراف بعض العلماء من اهل السنة بولادة الامام المهدی(عج).

یمکن الاشارة هنا الى عز الدین ابن الاثیر الجزری ( المتوفى630) [14] ، و ابن خلکان (المتوفى681) [15] و الشبراوی الشافعی(1171) [16] و خیر الدین الزرکلی( المتوفى1396) [17] و نکتفی هنا بعبارة الزرکلی فی کتاب الاعلام   (المهدى المنتظر) * (256 - 275 ه = 870 - 888 م) محمد بن الحسن العسکری (الخالص) بن علی الهادی، أبو القاسم: آخر الائمة الاثنی عشر عند الامامیة. وهو المعروف عندهم بالمهدی، وصاحب الزمان، والمنتظر، والحجة، ... ولد فی سامراء. ومات أبوه وله من العمر نحو خمس سنین... . قال ابن خلکان: والشیعة ینتظرون ظهوره فی آخر الزمان   . [18]

و هناک علماء آخرون من أهل السنة اشاروا الى ذلک و ان لم یرتضوا بان الامام هو المهدی الموعود.

اتضح أن هناک شواهد کثیرة و قرائن تاریخیة تدل على ولادته فلا یبقى مجال لانکار جعفر الکذاب ذلک.