Please Wait
5821
ان معنى الأزلیة هی أن لا یکون الموجود مسبوق بعدم[1] بل کان موجوداً متى ما کان.
فاذا کان المقصود من حقیقة الامام علی (ع) وجوده المادی فمن الواضح أن وجوده لیس أزلی، و لکن لو کان المقصود منها وجوده النوری، أو بتعبیر آخر وجوده عند العلة، فیمکن القول بأنه أزلی، لکن بدیهی أن کل ما سوى الله تکون جمیع صفاته قهراً ـ و من جملتها الأزلیة ـ تبع و ظل لله (عز و جل)؛ لأن وجوده تبع و ظل له تعالى.
فحسب نظریة المعرفة التوحیدیة الذاتی و الأصیل هو وجود الله تعالى و صفاته، و أما الموجودات الأخرى فهی تفتقر فی وجودها و صفاتها إلى الله و تابعة لوجوده، فإذا کان موجوداً أزلیاً آخراً عدى الله فقهراً احتیاجه و افتقاره إلى الله أکثر من غیره و کان منذ الأزل محتاج إلى الله.
إن الانوار الأربعة عشر الطاهرة ـ أی النبی (ص) و اهل البیته (ع) ـ مظهرة لتمام صفات الله، و بمعرفتهم یحصل افضل مراتب المعرفة بالله تعالى. إن المعصومین (ع)، و ان کانوا من المخلوقات، و لکن بوجودهم النوری و تحققهم عند العلة، یمکن أن یکونوا حقائق أزلیة ربطیة و تابعة. فإذن الروایات التی تدل على أنهم کانوا النور الأول و قبل کل المخلوقات لا تنافی أزلیتهم و وجودهم النوری، کما فی هذه الروایة حیث یقول الامام الباقر(ع) لجابر بن عبدالله الانصاری[2]: .
عَنْ جَابِرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَوَّلُ مَا خَلَقَ اللَّهُ نُورِی.[3]
أو ما روی عن الإمام الرضا (ع) أنه قال[4]: أول ما خلق الله عز جل خلق أرواحنا.
و لمزید من الإطلاع راجع السؤال 2229 (الموقع: ) أو الموضوع العام: ( کیفیة ارتباط صفات الفعل مع الحادث الزمانی) و السؤال 2217 (الموقع: ) او الموضوع العام: (اثبات أزلیة الله تعالى و أبدیته).