بحث متقدم
الزيارة
9260
محدثة عن: 2010/05/30
خلاصة السؤال
ما هی طریقة علاج الریاء؟
السؤال
ما هی طریقة علاج الریاء؟
الجواب الإجمالي

الریاء هو عبارة عن أن یقصد الإنسان عن طریق إراءة أعماله الحسنة للآخرین الحصول علی الاعتبار و المنزلة عندهم. و الریاء یقابل الاخلاص.

و هناک مجموعة من الطرق لعلاج ا الریاء ، منها:

التفکّر فی سخط الله و غضبه علی عمل الریاء، و الالتفات الی تفاهة مدح الناس و ثنائهم، و الالتفات الی نقضهم للوعود و عدم وفائهم و إهمالهم و ضعفهم فی التقییم و التقدیر، و الالتفات الی قدرة الله علی تسخیر القلوب و قدرتهله علی فضح المرائین و الالتفات الی أن الریاء یحبط الأجر و الثواب الاخروی لأعمال الإنسان. و تعوید النفس وتوطینها علی  القیام  بالأفعال الحسنة سراً.

و الملاحظة المهمة هنا هی أنه فی کثیر من الموارد لا یکون الاتیان بالعمل بصورة علنیة ریاءً، بل یکون بقصد أداء التکلیف، و لکن الشیطان یوسوس للإنسان لیحرمه من برکات المشارکة فی أداء أفعال الخیر و العبادات الجماعیة، فیجب معرفة هذه الموارد و إهمال وسوسة الشیطان و اداؤها بصورة علنیة ارغاماً له.

و یجب الالتفات الی أن اظهار العمل الحسن و الاجهار به فی بعض الموارد لیس فقط لا یعدّ ریاءً و مبغوضاً، بل یکون أمراً مطلوباً؛ مثل أداء الأعمال الصالحة و الحسنة بقصد ترغیب الآخرین و تشجیعهم أو بقصد تبلیغ الدین أو مقابلة وساوس الشیطان.

الجواب التفصيلي

الریاء هو عبارة عن أن یقصد الإنسان عن طریق إرائة أعماله الحسنة للآخرین لنیل الحظوة و المنزلة عندهم،[1] فإذا قام بالعبادة أو فعل فعلاً حسناً و أدّی عملاً صالحاً فإن هدفه من ذلک هو أن یطّلع الناس علی عمله فیمدحونه و یکرمونه و یعتبرونه إنساناً صالحاً.

و فی مقابل الریاء، الاخلاصالذی هو عبارة عن اخلاص القصد و النیة لله تعالی و خلّو النیة من کل ما سوی الله و أن یؤتی بجمیع الأعمال بقصد اطاعة أمر الله و نیل الرضا الإلهی فقط.

طرق معالجة الریاء:

و من طریق معالجة الریاء ما یلی:

1- الالتفات الی سخط الله و غضبه: إن الریاء فی أداء العبادات و الأوامر الإلهیة یعدّ فی الحقیقة استهزاءً و سخریةً بأوامر الله و یؤدی الی غضب الله.

2- الالتفات الی تفاهة ثناء الناس و تکریمهم فی قبال رضا الله القادر المتعال و ثوابه، فإذا قارن الإنسان ثناء الناس و مدحهم الزائل مع الثواب الإلهی الباقی فإنه سوف لن یعمل أبداً من أجل نیل مدح الناس و ثنائهم.

3- الالتفات الی نکران الناس و عدم وفائهم بالوعود و إهمالهم، فإذا التفت الانسان الی أن کثیراً من الناس یتنکّرون للخدمات التی تقدم لهم، بل لا یفکّرون أصلاً بالخدمات و أعمال المعروف التی تعمل من أجلهم فضلا عن التفکیر برد الجمیل، و بعض الذین ینوون ردّ الجمیل لیس لهم القدرة و الامکانیة علی ذلک، و الذین یتمکّنون من تقدیم الشکر لا یکون لتشکرهم قیمة مهمة. فی المقابل یرى الله تعالی لا یترک أی عمل خیر إذا کان خالصاً من دون جزاء و ثواب و لا ینسی أی عمل لأنه العلیم بکل شیء و هو قادر علی کل شیء و علی اعطاء الثواب علی کل عمل، فحینئذ لابد له ان یرجح الرضا الالهی والاخلاص له و التعامل معه.

4- الالتفات الی قدرة الله علی تسخیر القلوب و الأرواح؛ فالإنسان بطبیعته یحبّ أن یمتدحه الناس و یذکرونه بخیر، و لکن یجب الالتفات الی أن جلب قلوب الناس و حبّهم نحو الأشخاص الذین یقومون بأفعال الخیر عن اخلاص هو بید الله، فإذا اخلصوا بأعمالهم فإنهم سینالون حتماً مدح الناس و تقدیرهم أیضاً.

5- الالتفات الی قدرة الله علی فضح المرائین و تعریتهم أمام الناس، فالذی یعلم بأنه لو التفت الناس الی أن هذا المصلی الذی یصلی بخشوع أو ینفق فی أعمال البر، لیست نیته خالصة، فإنه لا یشکره علی ذلک أحد، فإنه لا یکون مستعداً أبداً لأن یضییع أتعابه بسبب الریاء.

6- الالتفات الی أن الریاء یحبط الأجر و الثواب الاخروی لأعمال الإنسان، فإن من یلتفت الی أن العمل الذی یکون فیه ذرة ریاء،فإنه لا یکون له أیة قیمة عند الله تعالی و لا ینال أی أجر علیه، فإنه سوف یعرف بأن العمل الریائی هو أکبر الضرر و الخسارة.

ُ7- تعوید النفس علی أداء الأعمال الصالحة فی الخفاء.[2] و هذا اسلوب عملی للتخلّص من آفة الریاء.

و یجب الالتفات الی أن اظهار العمل الحسن و الاجهار به فی بعض الموارد، لیس فقط لا یعد ریاءً و مبغوظاً بل یکون أمراً مطلوباً جداً.

1- أداء الأعمال الصالحة علناً بقصد ترغیب الآخرین و تشجیعهم.

2- أداء العبادات و الأعمال علناً بقصد تبلیغ الدین، لأن من الواضح أنه لا معنی للتبلیغ المخفی.

و الملاحظة المهمة هنا هی أنه فی کثیر من الموارد لا یکون الاتیان بالعمل بصورة علنیة ریاءً، بل یکون القصد أداء التکلیف، و لکن الشیطان یوسوس للإنسان لیحرمه من برکات الاشتراک فی أداء أفعال الخیر و العبادات الجماعیة، فیجب معرفة هذه الموارد و إهمال وسوسة الریاء و اداؤها بصورة علنیة ارغاماً للشیطان، لأن کثیراً من الأعمال الیوم مثل المشارکة فی صلاة الجمعة و الجماعات و الصلاة فی المسجد و ... هی من الامور الاعتیادیة و لیس فیها جنبة ریاء.



[1] النراقی، الملا أحمد، معراج السعادة، ص472 و 473.

[2] نفسه، ص483 و ما بعدها.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...