Please Wait
5721
لابد من الاشارة الى امرین : الاول : خلق الله تعالی الإنسان و جعله موجوداً حراً و له ارادة و اختیار أی أن تکامل الانسان یحصل عن طریق الارادة و الاختیار، و بناء علی هذا فإن بعض الأشخاص –کالمنافقین- قد اختاروا مسیر الضلالة و الانحراف بارادتهم و اختیارهم، فلا معنی أن یجبرهم الله علی الهدایة لأن ذلک أولاً خلاف الحکمة الإلهیة فی خلق الانسان، و ثانیاً: إن الهدایة الاجباریة التی لیس فیها ارادة لا قیمة لها.
الثانی: ان الله تعالى خلق الانسان و زوده بسبل الهدایة العامة من العقل و الشعور و التمییز بین الحق والباطل بالاضافة الى ارسال المبشرین و المنذرین ( الرسل) فاذا ما استفاد الانسان من هذه النعمة الالهیة یکون مؤهلا لیدعمه الله تعالى بالهدایة الخاصة ویمد له ید العون واللطف؛ اما الانسان الذی اعرض عن هذه الهدایة ولم یستفد منها فمن الواضح انه یبدأ بالسقوط و الانحدار فی الغی والانحراف، فحینئذ یترکه الله ولایمد له ید العون لانه لیس اهلا لذلک لا انه کان اهلا للطف و العون فحرمه الله تعالى منه.
إن الله تعالی خلق الإنسان و جعله موجوداً حراً و له ارادة و اختیار أی أن تکامل الانسان یحصل عن طریق الارادة و الاختیار، و بناء علی هذا فإن بعض الأشخاص –کالمنافقین- قد اختاروا مسیر الضلالة و الانحراف بارادتهم و اختیارهم، فلا معنی لأن یهدیهم الله بالاجبار لأن ذلک أولاً خلاف الحکمة الإلهیة فی خلق الانسان و ثانیاً: لا قیمة للهدایة الاجباریة التی لیس فیها ارادة.
و توضیح ذلک: إن الله تعالی رحیم بکل عباده و قد وفّر لهم جمیع مقدّمات الهدایة و السعادة، و لکن العمل بهذه المقدّمات الوصول الی الهدایة و السعادة قد جعل تحت اختیار الإنسان، لیختار کل من یرید المسیر فی طریق الهدایة طریقه بارادته، و یذهب من یرید المسیر فی طریق الضلالة و الانحراف بارادته أیضاً. ففی الحقیقة أن السلامة الروحیة لکل إنسان و کذلک المرض فإنما هو باختیاره حیث یقول القرآن: "فی قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً" فالمراد هو أن هؤلاء قد أساؤا استخدام الاختیار الذی وهبه الله لهم لکی یختاروا طریق الهدایة، فاختاروا مسیر الضلالة و حرموا أنفسهم من نعمة هدی الأنبیاء و نصحهم.
و قد جرت سنة الله علی ترکهم یسقطون تدریجاً فی مسیر النفاق الذی اختاروه بأنفسهم.[1] و بعبارة اخری: إنه کما جرت السنة و القانون الإلهی علی أن کل من یبتلی بمرض جسمی و لم یسع لعلاجه فإن مرضه یشتد یوماً فیوماً، فکذلک الأمر بالنسبة الی الانحرافات و الأمراض الروحیة و النفسیة فإن هذا القانون الإلهی ینطبق علیها أیضاً، فعدم المعالجة بالتوبة و الرجوع یؤدّی الی تعمّق الانحراف و شدّته، و حیث إن هذا قانون و سنة الهیة فقد نسب ذلک الی الله تعالی.
و بناء علی هذا فهذه الآیة لا تتنافی أبداً مع اللطف و الرحمة الإلهیة، لأن الأشخاص المنحرفین و المنافقین قد خالفوا الأوامر الإلهیة باختیارهم و ساروا فی طریق النفاق فحرموا أنفسهم من لطف الله و رحمته.