بحث متقدم
الزيارة
7300
محدثة عن: 2010/11/09
خلاصة السؤال
ما هو الاساس الذی یقوم علیه تکلیف الذکور و الاناث؟
السؤال
ما هو الاساس الذی یقوم علیه تکلیف الذکور و الاناث؟ و لماذا فقهاء أهل السنة یرون تکلیف البنات عند بلوغهن الحالة الطبیعیة و الحال انا معاشر الشیعة نرى أن البلوغ یبدأ بد اتمام تسع سنین قمریة؟ الرجاء توضیح ذلک
الجواب الإجمالي

سن التکلیف فی الاسلام یقوم على أساس البلوغ، بمعنى أنه عندما تظهر علامات البلوغ التی منها (الحیض بالنسبة للبنات و الاحتلام بالنسبة للذکور) یکلفون بالشریعة و یکونوا ملزمین بالاوامر و النواهی، و هناک علامات أخرى غیر العلامات الطبیعیة اعتمدها الاسلام فی تحدید سن التکلیف الشرعی منها التحدید على أساس العمر؛ فاذا ظهرت العلامات الطبیعیة على البنات او الذکور تحدد التکلیف، و الا ینتقل الأمر الى التحدید على أساس العمر. إذن لیس الأمر کما ورد فی متن السؤال من کون أهل السنة یحددون سن التکلیف بالبلوغ الطبیعی و الشیعة یحددونه بالعمر فقط (اتمام تسع سنین قمریة) بل البلوغ الطبیعی کالحیض و الحمل من العلامات المتفق علیها عند جمیع المذاهب الاسلامیة حتى و إن لم تبلغ السن التی حددها فقهاء أهل السنة للتکلیف.

الجواب التفصيلي

البلوغ حالة طبیعیة تکوینیة یصلها البشر سواء کانوا من الذکور أم الاناث. تحدث فی هذه المرحلة تحولات عضویة محسوسة و تختلف باختلاف طبیعة المحیط الذی یعیشونه و نوع الغذاء و ... من تلک التغییرات غلظ الصوت، نبات الشعر على موضع العانة، خروج المنی من الذکور، الحیض و.... فعندما یحصل التحول کالحیض أو الاحتلام مثلا حینئذ تکون البنت و الولد قد بلغا سن التکلیف الشرعی؛ و هناک معاییر أخرى حددها الاسلام فی بلوغ سن التکلیف هی التحدید على أساس العمر، فاذا لم تظهر على الولد او البنت علامات البلوغ الطبیعیة یصار الى التحدید بالعمر فاذا بلغا السن المحدد یکونا قد وصلا الى سن التکلیف الشرعی أیضاً.

اتففت کلمة المذاهب الاسلامیة سنة و شیعة[1] على أن البنات یبلغن سن التکلیف الشرعی عند الحیض[2] و هناک علامات أخرى ذکرها الفقهاء لم نذکرها لعدم الاتفاق علیها من قبل المذاهب الاسلامیة.

من هنا، لیس من الصحیح القول بان علماء أهل السنة یحددون التکلیف بالبلوغ الطبیعی دون العمر و أن علماء الامامیة یحددونه بالعمر فقط و بالتحدید بلوغ اتمام تسع سنین قمریة.

الجدیر بالذکر أنه قد تتقارن العلامة الطبیعیة (الحیض) مع اتمام البنت تسع سنین قمریة فی بعض الاماکن و البلدان؛ إذن من علامات البلوغ عند أهل السنة للبنات الحیض او الحمل[3] و ان لم تبلغ السن الشرعیة (العمر) الذی حدده الفقهاء عندهم[4]. فلا اختلاف فی علامات البلوغ بین علماء الفریقین (الشیعة و السنة)، نعم، الاختلاف فی التحدید بالعمر بالنسبة الى البنات حیث یحدده الشیعة بعمر معین و السنة بعمر آخر.

البلوغ السنی

یختلف فقهاء أهل السنة فی سن البلوغ لدى البنات و کذلک یختلف بعضهم مع البعض الآخر فی هذه المسالة.[5]

ذهب مشهور فقهاء الشیعة الامامیة الى أن البنت تبلغ سن التکلیف عندما تصل الى اتمام تسع سنین قمریة و الذکر عندما یتم خمس عشرة سنة قمریة.[6]

آراء فقهاء أهل السنة فی بلوغ البنات[7]

الحنفیة- قالوا: یعرف البلوغ... فإذا لم یعلم شی‏ء من ذلک (ای العلامات الطبیعیة) عنهما فإن بلوغهما یعرف بالسن، فمتى بلغ سنهما خمس عشرة سنة فقد بلغا الحلم على المفتی به، و قال أبو حنیفة: إنما یبلغان بالسن إذا أتم الذکر ثمانی عشرة سنة، و الأنثى سبع عشرة سنة.

اما المالکیة فترى بلوغ الاثنین عندما یتم الصغیر ثمانی عشرة سنة و قیل: یبلغ بمجرد الدخول فی السنة الثامنة عشرة.

الشافعیة، البلوغ باتمام 15 سنة قمریة للذکور والاناث معاً.

الحنابلة: البلوغ باتمام 15 سنة قمریة للذکور و الاناث معا.



[1] انظر:الجزیری، عبدالحرمان، الفقه على المذاهب الأربعة و مذهب أهل البیت، ج‏2، ص 412، دار الثقلین، بیروت، 1419.

[2] الجدیر بالذکر ان الدم الذی تراه البنت بعد اتمام تسع سنین یعد حیضاً. ( انظر: الطهارة للامام الخمینی، الطبعة الحدیثة، ج1، ص9)

[3] یقدر وقت بلوغها حینئذ بما قبل وضع الحمل بستة اشهر .( الفقه على المذاهب الأربعة و مذهب أهل البیت، ج‏2، ص 412)

[4] الفقه على المذاهب الأربعة و مذهب أهل البیت، ج‏2، ص 412.

[5] الفقه على المذاهب الأربعة و مذهب أهل البیت، ج‏2، ص 412.

[6] انظر: الطوسی، محمد بن الحسن، المبسوط، ج3، ص 37؛ شرایع الاسلام، ج1، ص 179؛ جامع المقاصد، ج5، ص 180؛ تذکرة الفقهاء، ج 14، ص 188؛ ایضاح الفوائد، ج 2، ص 50؛ کشف الرموز فی شرح مختصر النافع، ج1، ص 552.

[7] انظر: الفقه على المذاهب الأربعة و مذهب أهل البیت، ج‏2، ص 412؛ فتاوای الازهر، ج10،ص 426؛ الموسوعة الفقهیة، ج2، ص 332، وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامیة بالکویت،: و قد اختلف فی سنّ البلوغ: فیرى الشّافعیّة و الحنابلة و أبو یوسف و محمّد من الحنفیّة، و برأیهما یفتى فی المذهب، و الأوزاعیّ، أنّ البلوغ بالسّنّ یکون بتمام خمس عشرة سنةً قمریّةً للذّکر و الأنثى ' تحدیدیّة کما صرّح الشّافعیّة ' ، لخبر " ابن عمر.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...