بحث متقدم
الزيارة
6033
محدثة عن: 2014/02/25
خلاصة السؤال
ما السبب فی الاختلاف فی التعبیر فی الآیات " وَ جَعَلْنَا فی الْأَرْضِ رَوَاسیِ‏َ أَن تَمِیدَ بِهِمْ وَ جَعَلْنَا فِیهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ یهَتَدُون" و "لِّتَسْلُکُواْ مِنهْا سُبُلًا فِجَاجًا"؟
السؤال
السلام علیکم، «فجاجاً سبلا» و «سبلاً فجاجا» فی قوله تعالی: " وَ جَعَلْنَا فِیهَا فِجَاجًا سُبُلًا" " لِّتَسْلُکُواْ مِنهْا سُبُلًا فِجَاجًا" قالو لها معنیان: الف:وضع کل لفظة فی الموضع الذی یقتضیه. ب: معنی "فجاجاً سبلا" هو الطرق الطبیعیة بین الجبال أو فی الجبال. "سبلاً فجاجا" هی الطرق التی یشقها الإنسان. أی من الرأیین ترجّحون. جزاکم الله خیراً.
الجواب الإجمالي
"الفَجُّ" شُقّةٌ یکتنفها جبلان، و یستعمل فی الطریق الواسع.[1] و جمعه فجاجٌ. قال: مِن کُلّ فجّ عمیقٍ.
السبیل: الطریق الذی فیه سهولة[2]، و جمعه "سبل". و علیه ف "سبلاً فجاجاً" بمعنی الطرق الواسعة.
و بما أن الفجاج وقع فی هذه الآیة وصفاً، فالترتیب الطبیعی یقتضی ذکر الموصوف قبل الصفة. [3] کما جاء فی الآیة 19 و 20 من سورة نوح : " وَ اللَّهُ جَعَلَ لَکمُ‏ُ الْأَرْضَ بِسَاطًا * لِّتَسْلُکُواْ مِنهْا سُبُلًا فِجَاجًا".
و قد یقدم الوصف علی الصفة، کما فی الآیة 31 من سورة الأنبیاء "وَ جَعَلْنَا فىِ الْأَرْضِ رَوَاسىِ‏َ أَن تَمِیدَ بِهِمْ وَ جَعَلْنَا فِیهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ یهَتَدُون" لیصیر حالاً، فیدل علی أنه حین خلقها، خلقها علی تلک الصفة.[4]
و علیه، فالآیة تدل علی أن هذه الطرق واسعة منذ خلقها و أوجدها الله سبحانه.[5] أو لیبدل منها "سبلاً" فیدل ضمناً علی أنه خلقها و وسعها للسابلة. [6]
 

[1]  الراغب الأصفهانی، المفردات فط غریب القرآن، تحقیق: صفوان عدنان الداودی، ص 625، دار العلم الدار الشامیة، دمشق بیروت، الطبعة الأولی، 1412 ق. «فجج الفجُّ: شُقّةٌ یکتنفها جبلان، و یستعمل فی الطریق الواسع. [1] و جمعه فجاجٌ. قال: مِن کُلّ فجّ عمیقٍ».
[2] نفس المصدر، ص 395، راجعوا: الفرق بین الطریق و السبیل و الصراط فی القرآن الکریم، السؤال 27354.
[3] راجعوا: المصطفوی، حسن، التحقیق فی کلمات القرآن، ج 9، ص 31، بنگاه ترجمه و نشر کتاب، طهران، 1360 ش.
[4] راجعوا: الکاشانی، ملا فتح الله، زبدة التفاسیر، ج 4، ص 316، مؤسسة المعارف الإسلامیة.
[5] الکاشانی، ملا فتح الله، تفسیر منهج الصادقین فی إلزام المخالفین، ج 6، ص 58، مکتبة محمد حسن العلمی، طهران، 1336 ش؛ الشریف اللاهیجی، محمد بن علی، تفسیر شریف اللاهیجی، تحقیق: الحسینی الارموی (المحدث)، میر جلال الدین، ج 3، ص 115، مکتب نشر داد، طهران، الطبعة الأولی، 1373 ش؛ الزحیلی، وهبة بن مصطفی، التفسیر المنیر، فی العقیدة و الشریعة و المنهج، ج 17، ص 46، دار الفکر المعاصر، بیروت، دمشق، الطبعة الثانیة، 1418 ق.
[6] تفسیر الشریف اللاهیجی، ج 3، ص 115.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...