بحث متقدم
الزيارة
8710
محدثة عن: 2009/10/05
خلاصة السؤال
کیف یکون السؤال فی القبر للمسلمین و غیر المسلمین؟
السؤال
کیف یکون السؤال فی القبر، و ما هی صورة سؤال غیر المسلمین؟
الجواب الإجمالي

البرزخ فی اللغة بمعنى الساتر و الحائل الذی یقع بین الشیئین و أما فی الاصطلاح فهو العالم الذی جعله الله بین عالم الدنیا و عالم الآخرة، و هو أول منزل للإنسان بعد الموت.

و المراد بعالم البرزخ هو عالم القبر نفسه، و هو عالم تکون للإنسان فیه حیاة خاصة إلى وقت القیامة.

و المراد بالقبر هنا لیس المکان الذی یوضع فیه المیت، و إنما المستفاد من الآیات و الروایات أن القبر هو عالمٌ یعیش فیه الإنسان، فإما أن یکون منعماً أو معذباً، و قد عبروا عنه بالقبر کنایةً. و ذلک من باب أن الإنسان یوضع فی القبر کأول منزل له بعد الموت الدنیوی، و فی القبر یسأل الإنسان عن کلیات عقائده و أعماله، فمثلاً یقال للمیت: من إلهک، و من نبیک، ما هو دینک، و هذه الأسئلة یواجهها الجمیع سواء کانوا مؤمنین أو کفار.

الجواب التفصيلي

القبر و البرزخ:

البرزخ فی اللغة یعنی الحائل و الساتر الذی یکون بین الشیئین فیمنع الاتصال بینهما؛ و أما بحسب الاصطلاح فالبرزخ عالم جعله الله بین الدنیا و الآخرة، و یطلقون على البرزخ إسم العالم المثالی أیضاً، لأنه مثل هذا العالم. و ذلک من جهة الشکل و الصورة طبعاً، و أما من جهة المادة و الخواص و الخصوصیات فالفرق موجود، و یبقى الإنسان فی عالم البرزخ منذ ساعة الموت و حتى قیام الناس من قبورهم[1]. یقول تعالى فی القرآن الکریم: «وَ مِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى یَوْمِ یُبْعَثُونَ»[2].

و البرزخ أول منزل الإنسان بعد الموت، فالمراد من عالم البرزخ إذن هو عالم القبر، و هو العالم الذی یعیش فیه الإنسان نوعاً من أنواع الحیاة الخاصة حتى یوم القیامة[3]. فحیاة البرزخ بالنسبة إلى المؤمنین و الصالحین تمثل الانعتاق و الحریة من سجن البدن، و أما بالنسبة إلى العصاة و أهل الذنوب فإنها یوجب الرعب و الوحشة و الاضطراب.

 

سؤال القبر:

المراد من القبر هنا لیس المکان الذی یوضع فیه الإنسان بعد الموت، و إنما المستفاد من الآیات و الروایات أن القبر عالم یعیش فیه الإنسان بعد الموت، فإما أن یکون منعماً أو معذباً، و قد عبر عنه بالقبر من باب الکنایة، و بعبارة أخرى إن أول منزل یوضع فیه الإنسان بعد الموت الدنیوی هو القبر[4].

و بالنظر إلى أن الناس لهم حیاة فی عالم البرزخ فإنهم یسألون عن أعمالهم فإما أن یکونوا منعمین أو معذبین. و قد وردت مسألة الحیاة فی عالم البرزخ فی أحادیث المعصومین أیضاً، یقول الإمام الصادق(ع): «أرواح المؤمنین فی حجرات فی الجنة، یأکلون من طعامها، و یشربون من شرابها، و یتزاورون فیها، و یقولون: ربنا أقم لنا الساعة لتنجز لنا ما و عدتنا، قال: قلت: فأین أرواح الکفار؟ فقال فی حجرات النار»[5].

و فی القبر یسأل المیت بشکلٍ إجمالی و کلی عن عقائده و أعماله، فیقال له: من إلهک، و من نبیک، و ما هو دینک، و هذه الأسئلة تطرح على الجمیع سواء کانوا من الکفار أم من المؤمنین، إلا الأطفال غیر البالغین و المجانین و فاقدی العقل[6].

و هناک ملکان باسم «مَنکر» و «نکیر» یوجهان هذه الأسئلة إلى الإنسان، یقول الإمام السجاد فی هذه المسألة: «أیها الناس اتقوا الله، و اعلموا أنکم إلیه ترجعون، فتجد کل نفس ما عملت فی هذه الدنیا من خیر محضرا و ما عملت من سوء تود لو أن بینها و بینه أمدا بعیدا، و یحذرکم الله نفسه، ویحک ابن آدم الغافل! و لیس بمغفول عنه! ابن آدم إن أجلک أسرع شیء إلیک، قد أقبل نحوک حثیثاً یطلبک، و یوشک أن یدرکک، و کأن قد أوفیت أجلک، و قبض الملک روحک، و صرت إلى منزل وحیداً فرد إلیک فیه روحک، وَ اقتحم علیک فیه ملکاک: منکر و نکیر لمساءلتک و شدید امتحانک، ألا و إن أول ما یسألانک عن ربک الذی کنت تعبده، و عن نبیک الذی ارسل إلیک، و عن دینک الذی کنت تدین به، و عن کتابک الذی کنت تتلوه، و عن إمامک الذی کنت تتولاه، ثم عن عمرک فیما أفنیته؟ و مالک من أین اکتسبته و فیما أتلفته؟ فخذ حذرک و انظر لنفسک، و أعد للجواب قبل الامتحان و المسألة و الاختبار، فإن تک مؤمناً تقیاً، عارفاً بدینک، متبعاً للصادقین، موالیاً لأولیاء الله لقاک الله حجتک، و أنطق لسانک بالصواب فأحسنت الجواب، فبشرت بالجنة و الرضوان من الله، و الخیرات الحسان، و استقبلتک الملائکة بالروح و الریحان، و إن لم تکن کذلک تلجلج لسانک و دحضت حجتک، و عمیت عن الجواب، و بشرت بالنار، و استقبلتک ملائکة العذاب بنزل من حمیم و تصلیة جحیم»[7].



[1]دستغیب، السید عبد الحسین، 100 سؤال، تنظیم و تصحیح، دستغیب، السید محمد هاشم، ص36 و 37، منشورات ناس، مطبعة پیام، 1371 شمسی.

[2]المؤمنون، 100.

[3]السبحانی، جعفر، محاضرات فی الإلهیات، ص431 و 432؛ قرائتی، محسن، ملخص أصول العقائد، ص71، المرکز الثقافی لتدریس القرآن، طبعة وزارة الثقافة و الإرشاد الإسلامی، الطبعة الأولى، 1386.

[4]السبحانی، جعفر، محاضرات فی الإلهیات، ص434 ـ 436.

[5]المجلسی، بحار الأنوار، ج6، ص169، مؤسسة الوفاء، بیروت، لبنان.

[6]دستغیب، السید عبد الحسین، 100 سؤال، ص33 و 34؛ قرائتی، محسن، ملخص أصول العقائد، ص 174.

[7]المجلسی، بحار الأنوار، ج6، 223.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...