بحث متقدم
الزيارة
6720
محدثة عن: 2013/06/22
خلاصة السؤال
ما معنى کل من أصالة الإحتیاط و أصالة الإشتغال؟
السؤال
ما معنى کل من أصالة الإحتیاط و أصالة الإشتغال؟ أرجو بیان ذلک بمثال.
الجواب الإجمالي
الشک سواء أکان فی الحکم أم فی الموضوع، هو محل جریان الأصول العملیة الأربعة، فشک الإنسان بالحکم أو بالموضوع على أنواع مختلفة و یجری لکل نوع أصل من هذه الأصول العملیة.
فمحل جریان أصالة الإحتیاط و الإشتغال فی حال علم المکلف بوجود التکلیف و الإلزام، أی علمه بأصل التکلیف، و شکه فی "المکلّف به أی متعلق التکلیف" فمع إمکان الإحتیاط تکون هذه الحالة مجرى أصالة الإحتیاط و الإشتغال و علیه مراعاة أطراف الشک کلها بالإتیان بها جمیعها.[1]
فمثاله بالنسبة للشک بالحکم: أن یعلم المکلف علما تفصیلیاً بحرمة الشراب المسکر، و کان أمامه إناءان یعلم علماً إجمالیاً بأن فی أحدهما مسکراً و أن الحکم المتعلق به هو الحرمة، لکنه لا یعلم تفصیلا أی الإنائین هو متعلق الحرمة؟ فهنا لا یسعه ترک أحد الإنائین و جریان قاعدة الطهارة أو أصل الحلیة فی الإناء الآخر، بالحکم بالطهارة و تناوله، بل إن علمه الإجمالی یشکّل مانعا من جریان قاعدة الطهارة أو أصل الحلیة و علیه الإحتیاط و الإجتناب من الإثنین بحکم العقل.
و مثاله بالنسبة للشک فی الموضوع: أن یعلم المکلف علما تفصیلیاً بفوات صلاة علیه و یعلم بوجوب قضاء الصلاة الفائتة، لکنه لا یعلم هل أن متعلق هذا الوجوب هو، صلاة الصبح أم الظهر؟ ففی هذه الحالة، لا یسع المکلف أن یأتی بأحد هاتین الصلاتین (الصبح أو الظهر) و یترک الأخرى بجریان أصل البراءة فیها، بل إن علمه الإجمالی یشکّل مانعا من جریان أصل البراءة و علیه الإتیان بالإثنین بحکم العقل حتى یضمن الإطاعة القطعیة.[2]
و على هذا فلو علم الإنسان باشتغال ذمته بأمر إلزامی ـ وجوبیا کان أم حرمة ـ من قبل الله سبحانه و تعالى، یحکم العقل بأن طاعة الله حق جعله الله فی ذمتنا، سواء فی التکالیف التی تصلنا بالعلم التفصیلی أو التی تصلنا بالعلم الإحتمالی عن طریق العلم الإجمالی، لذا وجب الإعتناء بحکم العقل، إلّا إذا کان هناک دلیل خارجیّ على خلاف مقتضى العقل،[3] عندئذ یحکم العقل بوجوب الإحتیاط لفراغ ذمة المکلف. و هذا الوجوب العقلی نسمیّه "أصالة الإحتیاط" أو أصالة الاشتغال.
تجدر الإشارة، إلى أن العقل یحکم أولا باشتغال ذمة المکلف بجریان أصالة الإحتیاط و لازم إعتناء المکلّف بهذا الإشتغال، إجراء أصل الإحتیاط و الإتیان بالتکالیف المحتملة فی کل أطراف العلم الإجمالی.
 

[1] المظفر، محمد رضا، أصول الفقه، ج 2، ص 270 ـ 271، اسماعیلیان، قم، الطبعة الخامسة، بی تا، الحیدری، السید علی نقی، أصول الإستنباط، ص 239 ـ 240، شورى مدیریة الحوزة العلمیة فی قم، الطبعة الأولى، 1412 ق.
[2] أصول الإستنباط، ص 254.
[3] الشهید الصدر، سید محمد باقر، دروس فی علم الأصول، ج 1، ص 117، دار المنتظر، بیروت، الطبعة الأولى، 1405 ق.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280329 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258942 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129731 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115915 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89625 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61176 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60456 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57420 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51840 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47778 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...