Please Wait
الزيارة
6030
6030
محدثة عن:
2013/05/16
خلاصة السؤال
ما هی انعکاسات القول بعدم وجود الله تعالى؟
السؤال
ما هی انعکاسات القول بعدم وجود الله تعالى؟
الجواب الإجمالي
إن انکار وجود الله تعالى و فرض عدم وجوده تعالى لیست من الامور السهلة، فهذه القضیة قد بحثت من اکثر من زاویة و على مر العصور و الازمان، و قد جربت البشریة فرضیة انکار وجود الله تعالى و حاولت أن تعتمد على عقلها و تجاربها و طاقاتها الخاصة لکنها فی الحقیقة واجهت الکثیر من المشاکل فی هذا المجال، منها: حصول حالة القلق و الاضطراب المعرفی و عدم استقرار العقل و توازنه؛ اضطراب النفس و التعارض مع الفطرة البشریة؛ تعرض الانسان للکثیر من الازمات الاخلاقیة و الاجتماعیة، من قبیل انتشار الفساد، السرقة، الزنا و اختلاط الانساب، اللواط، انعدام الثقة، التحلل الاجتماعی، التفکک الاسری، انتشار الفقر و الظلم على جمیع المستویات و تحول الانسان الى حیوان یعیش بلباس بشر و....
الجواب التفصيلي
هذا السؤال مع اختصاره یبحث عن قضیة مهمة جدا ذات ابعاد متعددة، منها البعد الفلسفی، الکلامی، التربوی و الاخلاقی و...
من هنا نحاول معالجة المسالة من خلال المحاور التالیة:
1. هل ان فرض عدم وجود الله فرض واقعی؟ و ما هو الاثر السلبی المعرفی المترتب على انکاره؟
2. هل ینسجم فرض عدم وجوده سبحانه مع الفطرة البشریة؟
3. ما هی الثمار المترتبة على الایمان بوجود الله تعالى و الاعتقاد بالرسالة و المعاد؟
1. هل ان فرض عدم وجود الله فرض واقعی؟ و ما هو الاثر السلبی المعرفی المترتب على انکاره؟
إن مجرد فرض عدم وجود شیء لایدل على عدمه واقعاً، بل لابد من اثبات ذلک. و بعبارة أخرى: صحیح أن "فرض المحال لیس محالا" و لکن مجرد الفرض لایدل على صدق المدعى و الفرض ما لم یدعم بالدلیل و البرهان.
من هنا نرى العلماء قد بذلوا جهودا جبارة فی هذا المجال و اثبتوا وجوده سبحانه من خلال الادلة العقلیة و النقلیة المحکمة و أقاموا البراهین الکثیرة على ذلک مما لامجال للخدشة فیها.[1]
و هنا نشیر الى محذور عقلی واحد من محاذیر انکار وجوده تعالى، و هو:
الف: نفرض ان الله تعالى غیر موجود (نعوذ بالله من ذلک).
ب: من الواضح و الثابت بالوجدان ان الاشیاء التی تحیط بنا و منها نحن البشر، أمور حادثة و ممکنة، بمعنى انها لم تکن موجودة ثم وجدت و ان نسبتها للوجود و العدم واحدة، و هذا کما قلنا ثابت بالوجدان و لایناقش فیها الا معاند.
ج: هنا یقع السؤال التالی: من الذی أوجد هذه الاشیاء؟
توجد هنا احتمالات لموجدها.
الاول: أنها هی التی اوجدت نفسها، بمعنى أن "الف" اوجد " الف"!! و هذا یسلتزم الایمان باجتماع النقیضین لانه یعنی أن "الف" موجود من حیث أنه علة و معدوم من حیث أنه معلول و مسبوق بالعدم!!! و هل یوجد عاقل یؤمن بذلک.
الثانی: إن "الف" اوجد " ب" و ان "ب" اوجد "الف" و هذا فی حقیقته یعود الى الفرض الاول و هو ان "الف" اوجد" الف" و یعود نفس الاشکال و المحذور العقلی، و بعبارة اخرى یستلزم الدور و هو محال عقلاً.
و وجه امتناع الدور، أنّ مقتضى کون الأوّل علّة للثانی، تقدّمه علیه و تأخّر الثانی عنه، و مقتضى کون الثانی علّة للأوّل تقدّم الثانی علیه، فینتج کون الشیء الواحد، فی حالة واحدة و بالنسبة إلى شیء واحد، متقدّماً و غیر متقدّم و متأخّراً و غیر متأخّر و هذا هو الجمع بین النقیضین.
إنّ امتناع الدور وجدانی و لتوضیح الحال نأتی بمثال: إذا اتّفق صدیقان على إمضاء وثیقة و اشترط کلّ واحد منهما لإمضائها، إمضاء الآخر فتکون النتیجة توقّف إمضاء کلٍّ على إمضاء الآخر، و عند ذلک لن تکون تلک الورقة ممضاة إلى یوم القیامة، و هذا ممّا یدرکه الإنسان بالوجدان وراء درکه بالبرهان.[2]
الثالث: ان "الف" وُجِد من "ب" و "ب" من "ج" و هکذا الى ما لانهایة، و هذا ما یعبر عنه تسلسل العلل الى ما لا نهایة، و من المعلوم أن التسلسل محال.
و الدلیل على استحالته أنّ المعلولیّة وصف عامّ لکلّ جزء من أجزاء السلسلة، فعندئذ یطرح هذا السؤال نفسه: إذا کانت السلسلة الهائلة معلولة، فما هی العلّة الّتی أخرجتها من کتم العدم إلى عالم الوجود؟ و المفروض أنّه لیس هناک شیء یکون علّة و لا یکون معلولاً، والا یلزم إنقطاع السلسل و توقّفها عند نقطة خاصّة، و هی الموجود الّذی قائم بنفسه و غیر محتاج إلى غیره و هو الواجب الوجود بالذات.[3]
الرابع: انها لا علّة لوجودها، و هذا باطل بحکم ما هو ثابت بالدیل و البرهان بان کلّ ممکن یحتاج إلى علّة.
الخامس: انها موجود بعلة تلک العلة غنیة و لاتحتاج الى علة اخرى او ما یعبر عنه بواجب الوجود. و هذا هو المطلوب.
النتیجة التی نحصل علیها من خلال هذه المقدمة و الفروض هی: أن فرض عدم وجود الله اولاً انه محال فی نفسه وانه خلاف الواقع ؛ و ثانیا: یولد حالة من الاضطراب الفکری و التخبط المعرفی فلا یستقر العقل و یبقى حائراً لا یدری أین یرسو و فی أی مکان مطمئن یلقی رحله لیستریح، و من هنا نجد التخبط الواضح فی الفلسفات الالحادیة مهما حاول اصحابها التحذلق بالکلمات الجذابة[4].و لقد أشار القرآن الکریم الى هذه الحقیقة فی قوله تعالى «ألا بِذِکرِ اللَّهِ تَطمئِنُّ القُلوبُ» [5]
نعم، الثمرة المهمة وراء الایمان بوجود الله استقرار العقل و لاریب أن استقرار العقل مقدمة مهمة لاستقرار الانسان و حرکته بالاتجاه الصحیح و هی ثمرة یفقدها المنکرون لله تعالى.
2. هل ینسجم فرض عدم وجود الله مع الفطرة البشریة؟
من النتائج المهمة التی توصلت الیها الابحاث و الدراسات الحدیثة فی مجال علم الانسان:
«إنّ الحس الدینی واحد من العناصر الأولیة الثابتة و الطبیعیة لروح الإنسان، و هو أکثرها أصالة و ماهویّة، و لا یمکن مطابقته لأی من الأحاسیس و الدوافع الأخرى، حیث یمدّ جذوره الى أعماق اللاوعی و یعدّ «المفهوم الدینی» أو بتعبیر أصح «المفهوم المقدس» بالنسبة لمفاهیم الجمال و الإحسان و الحقیقة، مقولة رابعة، و لها أصالة المفاهیم الثلاثة ذاتها و استقلالها أیضا[6].
کما نقرأ فی المقالة المترجمة المقتبسة عن المحقق «تان کی دو- کنتن» ما یلی: «کما أن من مزایا العصر الحاضر- فی عالم الطبیعة- هو اکتشاف البعد الرابع، الذی أطلق علیه اسم «بعد» الزمان مضافا الى الأبعاد الثّلاثة للجسم، و هو فی الوقت ذاته جامع لها، فکذلک اکتشفت فی هذا العصر المقولة الرابعة «المقدسة» أو المقولة الإلهیة «الربانیة» بموازاة المفاهیم الثلاثة «الجمال، الإحسان، طلب الحقیقة» و هی البعد الرّابع لروح الإنسان، ففی هذا المقام أیضا فان هذا البعد الرّابع الروحی منفصل عن الأبعاد الثلاثة الأخرى، و ربّما کان هذا البعد منشأ ولادة الأبعاد الثلاثة الأخرى» .[7]
3. ما هی الثمار المترتبة على الایمان بوجود الله تعالى و الاعتقاد بالرسالة و المعاد؟
إن الایمان بالله تعالى و برسله و بالمعاد له ابعاد کثیرة تتوزع على الجانب المادی و المعنوی و الاخلاقی:
و لقد اشار القرآن الکریم الى هذه الحقائق فی الکثیر من الآیات منها قوله تعالى:
«وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْکِتابِ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَکَفَّرْنا عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ. وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ»[8]. و هو یتحدث عن وعد نوح لقومه: «فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفَّاراً یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً، وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ، وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنَّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً»[9] فهذه الآیات تشیر الى ثمار الایمان بالله و من خلالها یعرف ما هو البلاء الذی یحل بالبشریة من خلال انکار وجوده تعالى.
و اذا کان الله تعالى هو خالق الانسان فهو العارف الحقیقی بما یحتاج الیه هذا المخلوق من دساتیر و ما هی الامور التی تنفعه أو تضره و ما هو المنهج الذی ینبغی له السیر علیه، من هنا جاءت اهمیة بعث الرسل و انزال الشرائع، و نحن هنا لانرید أن نشیر ثمار التمسک بشرائع الله تعالى بصورة مفصلة و نکتفی بما یسمح به المجال هنا.
أما الآیات التی اشارت الى أهمیة الایمان و الاستجابة للرسالة فنکتفی منها بآیة واحدة تکفی للمتأمل فیها و هی قوله تعالى «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا للهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاکُمْ لِمَا یُحْیِیکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ وَ أَنَّهُ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ» [10]
و هل یوجد تعبیر أکثر دلالة من قوله تعالى "یحییکم" فالایمان بالله تعالى حیاة قطعا و من لایؤمن بالله فهو اعمى کما قال عز من قائل«وَمَنْ کَانَ فِی هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِی الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِیلًا».[11]
اما الروایات فیکفی فی معرفة قیمة الایمان أن ترجع الى کلمات النبی الاکرم (ص) وأهل بیته (ع) التی تعرضت لهذه القضیة و من المناسب هنا ان ترجع الى المئة و خمس صفات التی ذکرها أمیر المؤمنین (ع) فی خطبة المتقین لتعرف أی انسان یصنعه الایمان بالله و رسله، نشیر الى بعضها:
"فَالْمُتَّقُونَ فِیهَا(الدنیا): هم أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَ مَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ وَ مَشْیُهُمُ التَّوَاضُعُ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ وَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ... قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَ حَاجَاتُهُمْ خَفِیفَةٌ وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِیفَةٌ أَمَّا اللَّیْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِینَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ یُرَتِّلُونَهَا تَرْتِیلًا یُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَ یَسْتَثِیرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ وَ أَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ أَبْرَارٌ أَتْقِیَاءُ، لا یَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِیلَ وَ لا یَسْتَکْثِرُونَ الْکَثِیرَ فَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ وَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ إِذَا زُکِّیَ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا یُقَالُ لَهُ فَیَقُولُ أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِی مِنْ غَیْرِی وَ رَبِّی أَعْلَمُ بِی مِنِّی بِنَفْسِی
فَمِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّکَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِی دِینٍ وَ حَزْماً فِی لِینٍ وَ إِیمَاناً فِی یَقِینٍ وَ حِرْصاً فِی عِلْمٍ وَ عِلْماً فِی حِلْمٍ وَ قَصْداً فِی غِنًى وَ خُشُوعاً فِی عِبَادَةٍ وَ تَجَمُّلًا فِی فَاقَةٍ وَ صَبْراً فِی شِدَّةٍ وَ طَلَباً فِی حَلالٍ وَ نَشَاطاً فِی هُدًى وَ تَحَرُّجاً عَنْ طمعٍ
(فالمؤمن) فِی الزَّلَازِلِ وَقُورٌ وَ فِی الْمَکَارِهِ صَبُورٌ وَ فِی الرَّخَاءِ شَکُورٌ لا یَحِیفُ عَلَى مَنْ یُبْغِضُ وَ لا یَأْثَمُ فِیمَنْ یُحِبُّ یَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ یُشْهَدَ عَلَیْهِ لا یُضِیعُ مَا اسْتُحْفِظَ وَ لا یَنْسَى مَا ذُکِّرَ وَ لا یُنَابِزُ بِالأَلْقَابِ وَ لا یُضَارُّ بِالْجَارِ و لا یشْمَتُ بِالْمَصَائِبِ وَ لا یَدْخُلُ فِی الْبَاطِلِ و لا یَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ".[12]
فأی مدرسة تستطیع أن تخلق مثل هذا الانسان غیر مدرسة الدین و الایمان بالله تعالى؛ و مع عدم الایمان یتحول الانسان الى ذئب مفترس و حیوان لایعرف للقیم معنى و للکرامة اسماً!!
و أی أحد یشک فی حقیقة أن قبول أصل التوحید و تکوین مجتمع توحیدی على أساس قیادة الأنبیاء، و تطهیر المجتمع من الذنوب و الآثام، و التحلّی بالقیم الإنسانیة یسیر بالمجتمع البشری نحو هدف تکاملی أفضل، و یخلق محیطا آمنا عامراً بالصفاء و الحریة و الصلاح.[13]
و أی باحث منصف لایرى ما اصاب الحضارة المادیة الیوم بسبب ابتعادها عن الدین و التدین و أی شخص لایشاهد الحضارة المادیة الیوم. تقف کالطائر الذی یرف بجناح واحد جبار، بینما جناحه الآخر مهیض، فیرتقی فی الإبداع المادی بقدر ما یرتکس فی المعنى الإنسانی و یعانی من القلق و الحیرة و الأمراض النفسیة و العصبیة ما یصرخ منه العقلاء هناک .. لولا أنهم لا یهتدون إلى منهج اللّه، و هو وحده العلاج و الدواء.
إن شریعة اللّه للناس هی طرف من قانونه الکلی فی الکون. فإنفاذ هذه الشریعة لا بد أن یکون له أثر إیجابی فی التنسیق بین سیرة الناس و سیرة الکون. و الشریعة إن هی إلا ثمرة الإیمان لا تقوم وحدها بغیر أصلها الکبیر. فهی موضوعة لتنفذ فی مجتمع مسلم، کما أنها موضوعة لتساهم فی بناء المجتمع المسلم. و هی متکاملة مع التصور الإسلامی کله للوجود الکبیر و للوجود الإنسانی، و مع ما ینشئه هذا التصور من تقوى فی الضمیر، و نظافة فی الشعور، و ضخامة فی الاهتهامات، و رفعة فی الخلق، و استقامة فی السلوک ... و هکذا یبدو التکامل و التناسق بین سنن اللّه کلها سواء ما نسمیه القوانین الطبیعیة و ما نسمیه القیم الإیمانیة .. فکلها أطراف من سنة اللّه الشاملة لهذا الوجود.[14]
الخلاصة: ان انکار وجود الله تعالى او فرض عدمه یؤدی الى الکثیر من المشاکل منها: القلق و الاضطراب المعرفی و عدم استقرار العقل و توازنه؛ اضطراب النفس و التعارض مع الفطرة البشریة؛ خلق مجموعة من الازمات الاخلاقیة و الاجتماعیة، من قبیل انتشار الفساد، السرقة، انعدام الثقة، التحلل الاجتماعی، التفکک الاسری، انتشار الفقر و الظلم و التمایز الطبقی على جمیع المستویات و تحول الانسان الى حیوان یعیش بلباس بشر و....
من هنا نحاول معالجة المسالة من خلال المحاور التالیة:
1. هل ان فرض عدم وجود الله فرض واقعی؟ و ما هو الاثر السلبی المعرفی المترتب على انکاره؟
2. هل ینسجم فرض عدم وجوده سبحانه مع الفطرة البشریة؟
3. ما هی الثمار المترتبة على الایمان بوجود الله تعالى و الاعتقاد بالرسالة و المعاد؟
1. هل ان فرض عدم وجود الله فرض واقعی؟ و ما هو الاثر السلبی المعرفی المترتب على انکاره؟
إن مجرد فرض عدم وجود شیء لایدل على عدمه واقعاً، بل لابد من اثبات ذلک. و بعبارة أخرى: صحیح أن "فرض المحال لیس محالا" و لکن مجرد الفرض لایدل على صدق المدعى و الفرض ما لم یدعم بالدلیل و البرهان.
من هنا نرى العلماء قد بذلوا جهودا جبارة فی هذا المجال و اثبتوا وجوده سبحانه من خلال الادلة العقلیة و النقلیة المحکمة و أقاموا البراهین الکثیرة على ذلک مما لامجال للخدشة فیها.[1]
و هنا نشیر الى محذور عقلی واحد من محاذیر انکار وجوده تعالى، و هو:
الف: نفرض ان الله تعالى غیر موجود (نعوذ بالله من ذلک).
ب: من الواضح و الثابت بالوجدان ان الاشیاء التی تحیط بنا و منها نحن البشر، أمور حادثة و ممکنة، بمعنى انها لم تکن موجودة ثم وجدت و ان نسبتها للوجود و العدم واحدة، و هذا کما قلنا ثابت بالوجدان و لایناقش فیها الا معاند.
ج: هنا یقع السؤال التالی: من الذی أوجد هذه الاشیاء؟
توجد هنا احتمالات لموجدها.
الاول: أنها هی التی اوجدت نفسها، بمعنى أن "الف" اوجد " الف"!! و هذا یسلتزم الایمان باجتماع النقیضین لانه یعنی أن "الف" موجود من حیث أنه علة و معدوم من حیث أنه معلول و مسبوق بالعدم!!! و هل یوجد عاقل یؤمن بذلک.
الثانی: إن "الف" اوجد " ب" و ان "ب" اوجد "الف" و هذا فی حقیقته یعود الى الفرض الاول و هو ان "الف" اوجد" الف" و یعود نفس الاشکال و المحذور العقلی، و بعبارة اخرى یستلزم الدور و هو محال عقلاً.
و وجه امتناع الدور، أنّ مقتضى کون الأوّل علّة للثانی، تقدّمه علیه و تأخّر الثانی عنه، و مقتضى کون الثانی علّة للأوّل تقدّم الثانی علیه، فینتج کون الشیء الواحد، فی حالة واحدة و بالنسبة إلى شیء واحد، متقدّماً و غیر متقدّم و متأخّراً و غیر متأخّر و هذا هو الجمع بین النقیضین.
إنّ امتناع الدور وجدانی و لتوضیح الحال نأتی بمثال: إذا اتّفق صدیقان على إمضاء وثیقة و اشترط کلّ واحد منهما لإمضائها، إمضاء الآخر فتکون النتیجة توقّف إمضاء کلٍّ على إمضاء الآخر، و عند ذلک لن تکون تلک الورقة ممضاة إلى یوم القیامة، و هذا ممّا یدرکه الإنسان بالوجدان وراء درکه بالبرهان.[2]
الثالث: ان "الف" وُجِد من "ب" و "ب" من "ج" و هکذا الى ما لانهایة، و هذا ما یعبر عنه تسلسل العلل الى ما لا نهایة، و من المعلوم أن التسلسل محال.
و الدلیل على استحالته أنّ المعلولیّة وصف عامّ لکلّ جزء من أجزاء السلسلة، فعندئذ یطرح هذا السؤال نفسه: إذا کانت السلسلة الهائلة معلولة، فما هی العلّة الّتی أخرجتها من کتم العدم إلى عالم الوجود؟ و المفروض أنّه لیس هناک شیء یکون علّة و لا یکون معلولاً، والا یلزم إنقطاع السلسل و توقّفها عند نقطة خاصّة، و هی الموجود الّذی قائم بنفسه و غیر محتاج إلى غیره و هو الواجب الوجود بالذات.[3]
الرابع: انها لا علّة لوجودها، و هذا باطل بحکم ما هو ثابت بالدیل و البرهان بان کلّ ممکن یحتاج إلى علّة.
الخامس: انها موجود بعلة تلک العلة غنیة و لاتحتاج الى علة اخرى او ما یعبر عنه بواجب الوجود. و هذا هو المطلوب.
النتیجة التی نحصل علیها من خلال هذه المقدمة و الفروض هی: أن فرض عدم وجود الله اولاً انه محال فی نفسه وانه خلاف الواقع ؛ و ثانیا: یولد حالة من الاضطراب الفکری و التخبط المعرفی فلا یستقر العقل و یبقى حائراً لا یدری أین یرسو و فی أی مکان مطمئن یلقی رحله لیستریح، و من هنا نجد التخبط الواضح فی الفلسفات الالحادیة مهما حاول اصحابها التحذلق بالکلمات الجذابة[4].و لقد أشار القرآن الکریم الى هذه الحقیقة فی قوله تعالى «ألا بِذِکرِ اللَّهِ تَطمئِنُّ القُلوبُ» [5]
نعم، الثمرة المهمة وراء الایمان بوجود الله استقرار العقل و لاریب أن استقرار العقل مقدمة مهمة لاستقرار الانسان و حرکته بالاتجاه الصحیح و هی ثمرة یفقدها المنکرون لله تعالى.
2. هل ینسجم فرض عدم وجود الله مع الفطرة البشریة؟
من النتائج المهمة التی توصلت الیها الابحاث و الدراسات الحدیثة فی مجال علم الانسان:
«إنّ الحس الدینی واحد من العناصر الأولیة الثابتة و الطبیعیة لروح الإنسان، و هو أکثرها أصالة و ماهویّة، و لا یمکن مطابقته لأی من الأحاسیس و الدوافع الأخرى، حیث یمدّ جذوره الى أعماق اللاوعی و یعدّ «المفهوم الدینی» أو بتعبیر أصح «المفهوم المقدس» بالنسبة لمفاهیم الجمال و الإحسان و الحقیقة، مقولة رابعة، و لها أصالة المفاهیم الثلاثة ذاتها و استقلالها أیضا[6].
کما نقرأ فی المقالة المترجمة المقتبسة عن المحقق «تان کی دو- کنتن» ما یلی: «کما أن من مزایا العصر الحاضر- فی عالم الطبیعة- هو اکتشاف البعد الرابع، الذی أطلق علیه اسم «بعد» الزمان مضافا الى الأبعاد الثّلاثة للجسم، و هو فی الوقت ذاته جامع لها، فکذلک اکتشفت فی هذا العصر المقولة الرابعة «المقدسة» أو المقولة الإلهیة «الربانیة» بموازاة المفاهیم الثلاثة «الجمال، الإحسان، طلب الحقیقة» و هی البعد الرّابع لروح الإنسان، ففی هذا المقام أیضا فان هذا البعد الرّابع الروحی منفصل عن الأبعاد الثلاثة الأخرى، و ربّما کان هذا البعد منشأ ولادة الأبعاد الثلاثة الأخرى» .[7]
3. ما هی الثمار المترتبة على الایمان بوجود الله تعالى و الاعتقاد بالرسالة و المعاد؟
إن الایمان بالله تعالى و برسله و بالمعاد له ابعاد کثیرة تتوزع على الجانب المادی و المعنوی و الاخلاقی:
و لقد اشار القرآن الکریم الى هذه الحقائق فی الکثیر من الآیات منها قوله تعالى:
«وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْکِتابِ آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَکَفَّرْنا عَنْهُمْ سَیِّئاتِهِمْ وَ لَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ. وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَ الْإِنْجِیلَ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَکَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ»[8]. و هو یتحدث عن وعد نوح لقومه: «فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کانَ غَفَّاراً یُرْسِلِ السَّماءَ عَلَیْکُمْ مِدْراراً، وَ یُمْدِدْکُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِینَ، وَ یَجْعَلْ لَکُمْ جَنَّاتٍ وَ یَجْعَلْ لَکُمْ أَنْهاراً»[9] فهذه الآیات تشیر الى ثمار الایمان بالله و من خلالها یعرف ما هو البلاء الذی یحل بالبشریة من خلال انکار وجوده تعالى.
و اذا کان الله تعالى هو خالق الانسان فهو العارف الحقیقی بما یحتاج الیه هذا المخلوق من دساتیر و ما هی الامور التی تنفعه أو تضره و ما هو المنهج الذی ینبغی له السیر علیه، من هنا جاءت اهمیة بعث الرسل و انزال الشرائع، و نحن هنا لانرید أن نشیر ثمار التمسک بشرائع الله تعالى بصورة مفصلة و نکتفی بما یسمح به المجال هنا.
أما الآیات التی اشارت الى أهمیة الایمان و الاستجابة للرسالة فنکتفی منها بآیة واحدة تکفی للمتأمل فیها و هی قوله تعالى «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا للهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاکُمْ لِمَا یُحْیِیکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ یَحُولُ بَیْنَ الْمَرْءِ وَ قَلْبِهِ وَ أَنَّهُ إِلَیْهِ تُحْشَرُونَ» [10]
و هل یوجد تعبیر أکثر دلالة من قوله تعالى "یحییکم" فالایمان بالله تعالى حیاة قطعا و من لایؤمن بالله فهو اعمى کما قال عز من قائل«وَمَنْ کَانَ فِی هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِی الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِیلًا».[11]
اما الروایات فیکفی فی معرفة قیمة الایمان أن ترجع الى کلمات النبی الاکرم (ص) وأهل بیته (ع) التی تعرضت لهذه القضیة و من المناسب هنا ان ترجع الى المئة و خمس صفات التی ذکرها أمیر المؤمنین (ع) فی خطبة المتقین لتعرف أی انسان یصنعه الایمان بالله و رسله، نشیر الى بعضها:
"فَالْمُتَّقُونَ فِیهَا(الدنیا): هم أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَ مَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ وَ مَشْیُهُمُ التَّوَاضُعُ غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَ وَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ... قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ وَ حَاجَاتُهُمْ خَفِیفَةٌ وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِیفَةٌ أَمَّا اللَّیْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِینَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ یُرَتِّلُونَهَا تَرْتِیلًا یُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَ یَسْتَثِیرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ وَ أَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ أَبْرَارٌ أَتْقِیَاءُ، لا یَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِیلَ وَ لا یَسْتَکْثِرُونَ الْکَثِیرَ فَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ وَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ إِذَا زُکِّیَ أَحَدٌ مِنْهُمْ خَافَ مِمَّا یُقَالُ لَهُ فَیَقُولُ أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِی مِنْ غَیْرِی وَ رَبِّی أَعْلَمُ بِی مِنِّی بِنَفْسِی
فَمِنْ عَلَامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّکَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِی دِینٍ وَ حَزْماً فِی لِینٍ وَ إِیمَاناً فِی یَقِینٍ وَ حِرْصاً فِی عِلْمٍ وَ عِلْماً فِی حِلْمٍ وَ قَصْداً فِی غِنًى وَ خُشُوعاً فِی عِبَادَةٍ وَ تَجَمُّلًا فِی فَاقَةٍ وَ صَبْراً فِی شِدَّةٍ وَ طَلَباً فِی حَلالٍ وَ نَشَاطاً فِی هُدًى وَ تَحَرُّجاً عَنْ طمعٍ
(فالمؤمن) فِی الزَّلَازِلِ وَقُورٌ وَ فِی الْمَکَارِهِ صَبُورٌ وَ فِی الرَّخَاءِ شَکُورٌ لا یَحِیفُ عَلَى مَنْ یُبْغِضُ وَ لا یَأْثَمُ فِیمَنْ یُحِبُّ یَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ یُشْهَدَ عَلَیْهِ لا یُضِیعُ مَا اسْتُحْفِظَ وَ لا یَنْسَى مَا ذُکِّرَ وَ لا یُنَابِزُ بِالأَلْقَابِ وَ لا یُضَارُّ بِالْجَارِ و لا یشْمَتُ بِالْمَصَائِبِ وَ لا یَدْخُلُ فِی الْبَاطِلِ و لا یَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ".[12]
فأی مدرسة تستطیع أن تخلق مثل هذا الانسان غیر مدرسة الدین و الایمان بالله تعالى؛ و مع عدم الایمان یتحول الانسان الى ذئب مفترس و حیوان لایعرف للقیم معنى و للکرامة اسماً!!
و أی أحد یشک فی حقیقة أن قبول أصل التوحید و تکوین مجتمع توحیدی على أساس قیادة الأنبیاء، و تطهیر المجتمع من الذنوب و الآثام، و التحلّی بالقیم الإنسانیة یسیر بالمجتمع البشری نحو هدف تکاملی أفضل، و یخلق محیطا آمنا عامراً بالصفاء و الحریة و الصلاح.[13]
و أی باحث منصف لایرى ما اصاب الحضارة المادیة الیوم بسبب ابتعادها عن الدین و التدین و أی شخص لایشاهد الحضارة المادیة الیوم. تقف کالطائر الذی یرف بجناح واحد جبار، بینما جناحه الآخر مهیض، فیرتقی فی الإبداع المادی بقدر ما یرتکس فی المعنى الإنسانی و یعانی من القلق و الحیرة و الأمراض النفسیة و العصبیة ما یصرخ منه العقلاء هناک .. لولا أنهم لا یهتدون إلى منهج اللّه، و هو وحده العلاج و الدواء.
إن شریعة اللّه للناس هی طرف من قانونه الکلی فی الکون. فإنفاذ هذه الشریعة لا بد أن یکون له أثر إیجابی فی التنسیق بین سیرة الناس و سیرة الکون. و الشریعة إن هی إلا ثمرة الإیمان لا تقوم وحدها بغیر أصلها الکبیر. فهی موضوعة لتنفذ فی مجتمع مسلم، کما أنها موضوعة لتساهم فی بناء المجتمع المسلم. و هی متکاملة مع التصور الإسلامی کله للوجود الکبیر و للوجود الإنسانی، و مع ما ینشئه هذا التصور من تقوى فی الضمیر، و نظافة فی الشعور، و ضخامة فی الاهتهامات، و رفعة فی الخلق، و استقامة فی السلوک ... و هکذا یبدو التکامل و التناسق بین سنن اللّه کلها سواء ما نسمیه القوانین الطبیعیة و ما نسمیه القیم الإیمانیة .. فکلها أطراف من سنة اللّه الشاملة لهذا الوجود.[14]
الخلاصة: ان انکار وجود الله تعالى او فرض عدمه یؤدی الى الکثیر من المشاکل منها: القلق و الاضطراب المعرفی و عدم استقرار العقل و توازنه؛ اضطراب النفس و التعارض مع الفطرة البشریة؛ خلق مجموعة من الازمات الاخلاقیة و الاجتماعیة، من قبیل انتشار الفساد، السرقة، انعدام الثقة، التحلل الاجتماعی، التفکک الاسری، انتشار الفقر و الظلم و التمایز الطبقی على جمیع المستویات و تحول الانسان الى حیوان یعیش بلباس بشر و....
[1] یمکنکم فی هذا المجال مراجعة کتابات الشیخ الرئیس و الملا صدرا و العلامة الحلی و المحقق الطوسی و من المتاخرین الشهید الصدر و الشهید المطهری و الشیخ السبحانی وعشرات العلماء بل المئات الذین کتبوا فی هذا المجال.
[2] الشیخ جعفر السبحانی، محاضرات فی إلالهیات، ص: 37.
[3] نفس المصدر.
[4] یکفی هنا مراجعة بعض المصادر التی تعرضت لمناقشة الفلسفة الالحادیة من قبیل فلسفتنا للشهید الصدر و کتاب الله خالق الکون للشیخ السبحانی و کتب الشهید المطهری.
[5] الرعد، 28.
[6] یراجع کتاب الحسّ المذهبی أو البعد الرّابع ترجمه مهندس بیانی (للکاتب کوونتایم).، نقلا عن الامثل.
[7] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج12، ص: 527.
[8] المائدة، 66.
[9] هود، 52.
[10] الانفال، 24.
[11] الاسراء، 72.
[12] نهج البلاغة، خطبة المتقین المعروفة بخطبة همام، رقم 193.
[13] مکارم شیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج6، ص: 459. مدرسه امام علی بن ابی طالب، قم، 1421ق.
[14] السید قطب، فی ظلال القرآن، الجزء الاول، المقدمة، ص18، دار الشروق، 1412 ه، الطبعة السابعة عشرة، بیروت- القاهرة.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات