بحث متقدم
الزيارة
5790
محدثة عن: 2012/04/22
خلاصة السؤال
هل الفارق بين الأمر و النهي كون النهي مفيدا للتكرار دون الأمر حيث يدل على المرة؟
السؤال
هل الفارق بين الأمر و النهي كون النهي مفيدا للتكرار دون الأمر حيث يدل على المرة؟و ذلك لان البعض قال: الطبيعة تتحقق بوجود فرد واحد، خلافا للنهي فانه منوط بانتفاء جميع الافراد، و من هنا يفيد النهي التكرار دون الأمر. وجه التكرار فيه أن الجملة الامرية تعني: " إما أن تفعل الفرد الف او الفرد باء او الفرد جيم"، و في الجملة الناهية يكون المراد منها: لا يجوز ارتكاب الفرد ألف و لا الفرد باء و لا الفرد جيم و..."؛ يعني الفرق بين «أو» (or) و «و» (and).». فهل يمكن القول في مقام الجواب: كما أن الطبيعة لها وجودات متعددة كذلك يمكن تصور الاعدام المتعددة لها، و بالنتيجة لا فرق بين الاثنين من ناحية التأكيد؟
الجواب الإجمالي

من الابحاث التي خاض فيها علماء اصول الفقه بحث الاوامر و النواهي؛ بان الاوامر و النواهي إذا كانت قد وصلت الينا من قبل الشارع المقدس فهل الامر و النهي يدلان بطبيعتما على المرة؟ او هما يدلان على التكرار و الاستمرارية؛ بمعنى تحقق امتثال أمر الشارع و نهية بالقيام بالمأمور به مرة واحدة و الكف عن المنهي عنه مرة واحدة ايضا؟ او لابد من التكرار؟

و قد اختلف كلمتهم فمنهم من ذهب الى القول بانهما يدلان على التكرار، و منهم من قال بانهما يدلان على المرة، و ذهب فريق ثالث الى القول بان الامر و النهي لا يدلان على المرة و لا على التكرار، بل يدلان على طبيعة الفعل. بعبارة اخرى لا صيغة الأمر و مادته ولا صيغة النهي و مادته تدلان على الوحدة او التكرار فلا تدلان على ذلك لا وضعا و لا دلالة، بل تدلان على صرف طبيعة الايجاد و الترك. و الحق هنا لا دلالة لصيغة لا تفعل لا بهيئتها و لا بمادتها على الدوام و التكرار و لا على المرة و إنما المنهي عنه صرف الطبيعة كما أن المبعوث نحوه في صيغة افعل صرف الطبيعة.

غير أن بينهما فرقا من ناحية عقلية في مقام الامتثال فإن امتثال النهي بالانزجار عن فعل الطبيعة و لا يكون ذلك إلا بترك جميع أفرادها فإنه لو فعلها مرة واحدة ما كان ممتثلا و أما امتثال الأمر فيتحقق بإيجاد أول وجود من أفراد الطبيعة و لا تتوقف طبيعة الامتثال على أكثر من فعل المأمور به مرة واحدة.

الجواب التفصيلي

من الابحاث التي خاض فيها علماء اصول الفقه بحث الاوامر و النواهي؛ بان الاوامر و النواهي إذا كانت قد وصلت الينا من قبل الشارع المقدس فهل الامر و النهي يدلان بطبيعتما على المرة؟ او هما يدلان على التكرار و الاستمرارية؛ بمعنى تحقق امتثال أمر الشارع و نهية بالقيام بالمأمور به مرة واحدة و الكف عن المنهي عنه مرة واحدة ايضا؟ او لابد من التكرار؟

و قد اختلف كلمتهم فمنهم من ذهب الى القول بانهما يدلان على التكرار، و منهم من قال بانهما يدلان على المرة، و ذهب فريق ثالث الى القول بان الامر و النهي لا يدلان على المرة و لا على التكرار، بل يدلان على طبيعة الفعل. بعبارة اخرى لا صيغة الأمر و مادته ولا صيغة النهي و مادته تدلان على الوحدة او التكرار فلا تدلان على ذلك لا وضعا و لا دلالة، بل تدلان على صرف طبيعة الايجاد و الترك.

و من هنا قال السيد محمد تقي الحكيم[i]:و الحق هنا لا دلالة لصيغة لا تفعل لا بهيئتها و لا بمادتها على الدوام و التكرار و لا على المرة و إنما المنهي عنه صرف الطبيعة كما أن المبعوث نحوه في صيغة افعل صرف الطبيعة.

غير أن بينهما فرقا من ناحية عقلية في مقام الامتثال فإن امتثال النهي بالانزجار عن فعل الطبيعة و لا يكون ذلك إلا بترك جميع أفرادها فإنه لو فعلها مرة واحدة ما كان ممتثلا و أما امتثال الأمر فيتحقق بإيجاد أول وجود من أفراد الطبيعة و لا تتوقف طبيعة الامتثال على أكثر من فعل المأمور به مرة واحدة. و ليس هذا الفرق من أجل وضع الصيغتين و دلالتهما بل ذلك مقتضى طبع النهي و الأمر عقلا.

فعلى سبيل المثال عندما يأمر الشارع المقدس بالصلاة فان الطاعة و الامتثال يتحققان بالاتيان بصلاة واحدة، و لكن عندما ينهى عن شرب الخمرة  فان الطاعة تتحقق بالاجتناب عن جميع المصاديق و الافراد لا بالاجتناب مرة واحدة؛ و ذلك لان الامر و النهي و ان اتحد متعلقهما و لكن العقل يرى ان الطبيعة لاحدهما تتحقق بايجاد فرد واحد  و لكن عدمها يتوقف على اعدام جميع الافراد و المصاديق. [ii]

 


[i] أصول‏الفقه، ج 1، صفحه 103.

[ii] انظر: کفایة الاصول، للآخوند الخراساني؛ اصول الفقه، محمد رضا المظفر، مبحث الامر و النهي.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...