Please Wait
8671
صلاة الجمعة من العبادات و یکفی فی فضلها أن سورة من القرآن نزلت باسمها، و تقام جماعة. و لصلاة الجمعة خطبتان تفتتحان بالحمد و الثناء على الله تعالى، و على إمام الجمعة أن یدعو الناس إلى تقوى الله فی خطبته و بعد ذلک تصلى الجمعة و هی: رکعتان کصلاة الصبح، إلا أن الفرق بین الصلاتین هو استحباب قنوتین فی صلاة الجمعة، الأول فی الرکعة الأولى قبل الرکوع و الثانیة فی الرکعة الثانیة بعد الرکوع، و فی کل قنوت یمکن قراءة الأدعیة المتعارف قراءتها فی قنوت أی صلاة. و لصلاة الجمعة شرائط یأتی بیانها فی الجواب التفصیلی.
صلاة الجمعة عبادة کالصلوات الأخرى و وقت أدائها ظهر یوم الجمعة و لها شرائط خاصة لإقامتها، و یکفی فی فضل هذه الصلاة نزول آیة فی القرآن الکریم باسمها، جیث دعی فیها المؤمنون بصراحة لإقامة صلاة الجمعة و قد جاء فی هذه الآیة قوله تعالى: «یا أیها الذین آمنوا إذا نودی للصلاة من یوم الجمعة فاسعوا إلى ذکر الله و ذروا البیع» [1] و قد أجمع المفسرون على أن المراد بالذکر فی هذه الآیة هو صلاة الجمعة، و کذلک ورد فی الروایة: (مَا مِنْ مُؤْمِنٍ مَشَى بِقَدَمَیْهِ إِلَى الْجُمُعَةِ إِلَّا خَفَّفَ اللَّهُ عَلَیْهِ أَهْوَالَ یَوْمِ الْقِیَامَة) [2] و"الجمعةُ حجّ المساکین". [3]
و فی روایة أخرى جاء التشدید على تارکها کما تقول الروایة: «من ترک ثلاث جمع فهو منافق» [4] .
و صلاة الجمعة تعتبر واجباً تخییراً فی زمن غیبة الإمام (عج) و هی أفضل من الظهر، و من یؤدی صلاة الجمعة تسقط عنه صلاة الظهر، و لکن أداءها من باب الاحتیاط المستحب.
کیف تصلى الجمعة:
صلاة الجمعة تتکون من خطبتین و رکعتین، و یجب الحمد الإلهی فی الخطبة الأولى و إن کان یکفی فیها أی لفظ یعتبر حمداً إلهیاً، و لکن الاحتیاط المستحب أن یکون بلفظ الجلالة (الله)، و الاحتیاط الواجب یقضی باتباع الحمد ثناءاً على الله تعالى ثم یصلی على النبی (ص)، و یجب أن یوصی الناس بالتقوى و أن یثرأ سورة من سور القرآن القصار. و أما الرکعة الثانیة فکذلک یبدأها بالحمد و الثناء الإلهی و الصلاة على النبی(ص) و الوصیة بالتقوى و یقرأ سورة قصیرة من سور القرأن الکریم، و یسبحب مؤکداً ذکر الأئمة فی الخطبة الثانیة بعد ذکر رسول الله(ص) و أن یصلی علیهم و یسلم أیضاً و أن یستغفر للمؤمنین، و الأفضل أن یختار من الخطب و الکلام المنسوب إلى أمیر المؤمنین (ع) و الأئمة المعصومین(ع) و بعد أن تتم الخطبة تقام صلاة الجمعة: و صلاة الجمعة رکعتان کصلاة الصبح، و لکن هناک عدة فروق بین الصلاتین:
من الاحتیاط أن تقرأ الحمد و السورة فی صلاة الجمعة جهراً.
یستحب قراءة سورة الجمعة بعد الحمد فی الرکعة الأولى و سورة المنافقین بعد الحمد فی الرکعة الثانیة.
و یستحب فی صلاة الجمعة قنوتان، الأول فی الرکعة الأولى و سورة المنافقین و الثانی فی الرکعة الثانیة بعد الرکوع، و یقرأ فی القنوتان الأدعیة التی تقرأ فی قنوت الصلوات المتعارفة، و الأفضل أن تقرأ طلمات الفرج فی قنوت صلاة الجمعة، بل و فی باقی الصلوات أیضاً. و قد روی عن الإمام الصادق(ع) أنه قال: فی قنوت الرکعة الأولى من صلاة الجمعة: لا إله إلا الله الحلیم الکریم....
شرائط صلاة الجمعة:
الشرط الأول: أن تصلى جماعة و لا یصح فیها الانفراد.
الشرط الثانی: العدد، فالحد الأدنى لإقامة صلاة الجمعة أن یکون عدد المصلین خمسة بما فیهم الإمام.
الشرط الثالث: أن لا تکون المسافة بین صلاتین مقامتین أقل من فرسخ واحد و لأجل المعرفة الکاملة بصلاة الجمعة نشیر إلى بعض المطالب باختصار:
وقت صلاة الجمعة:
أول وقت لصلاة الجمعة زوال الشمس.
مستحبات صلاة الجمعة:
1ـ أن یکون وجه الإمام حال قراءة الخطبة باتجاه المصلین .
2ـ ان یکون بلیغاً و متمکناً من الکلام و یضع الأمور مواضعها.
3ـ أن یکون مواظباً على أداء صلواته فی وقتها.
4ـ حریصاً على الالتزام بالأوامر الإلهیة حتى المستحب منها.
5ـ تارکاً للنواهی الإلهیة حتى المکروه منها.
6ـ متجنباً للشبهات.
7ـ أن یتجنب الکلام الذی لا مبرر له و فائدة حتى یکون کلامه مؤثراً فی السامعین.
8ـ أن یرتدی العمامة صیفاً و شتاءً.
9ـ أن یضع شیئا حال الصلاة علی منکبه، سواء کانت عباءة عادیة أم برداً یمانیاً.
10ـ أن یتکأ حال الخطبة على عصى أو سیف أو شیء آخر.
11ـ أن یسلم على المأمومین حینما یواجههم.
12ـ ما دام المؤذن لم یتم الأذان یجلس الإمام حتى تقام الصلاة.
مکروهات صلاة الجمعة:
ما یکره للإمام و المأمومین أثناء الخطبة:
1ـ أن یتکلم الإمام بغیر الخطبة، و الأحوط ترک ذلک.
2ـ کلام المأموین أثناء الخطبة و بحسب الاحتیاط أن لا یتکلم المأموم و الأحوط للمأمومین الاستماع إلى الخطبة و التوجه إلى ما یقال فیها من مواعظ [5] .
مواضیع ذات صلة:
الوجوب الاختیاری لصلاة الجمعة 10095 (الموقع: 13200).
لینک موقع الاستفتاءات (کد 718).
[1] الجمعة، 9.
[2] النصائح، ص55، وانظر: مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل، ج6، ص: 42.
[3] نوادر الراوندی، ترجمة صادقی أردستانی، ص277؛ وانظر: رسائل الشهید الثانی، ج1، ص: 265.
[4] أمالی الشیخ الصدوق ـ ترجمة کمرهای، المتن، ص485.
[5] للاطلاع الأکثر على رأی المراجع حول هذا الموضوع، انظر: توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج1، ص843 ـ 880.