بحث متقدم
الزيارة
6073
محدثة عن: 2008/08/23
خلاصة السؤال
لماذا یجب أن تدار أمور الاسلام من قبل الفقهاء؟
السؤال
لماذا یجب أن تدار أمور الاسلام من قبل الفقهاء؟
الجواب الإجمالي

الاسلام هو الدین الخاتم و أحکامه و قوانینه و تعالیمه ثابتة و لها صفة الخلود، و کما کان هو الحلاّل لجمیع المشاکل منذ الیوم الأول کذلک یبقی للأبد. من جانب آخر فان الاوضاع و الظروف تتجدد فی کل یوم فتولد أوضاع و ظروف مغایرة تماماً للظروف القدیمة.

و الدین الاسلامی و لاجل انطباق الاوضاع و الظروف و الموضوعات الجدیدة علی الاحکام قام بالفصل بین القوانین و التعالیم الثابتة و المتغیرة، و جعل هذه المهمة فی عهدة مجموعة من المتخصصین و المتبحرین فی القضایا الدینیة حیث یمکنهم استنباط العناصر العالمیة فی الدین عن طریق المعرفة الدقیقة بالزمان و المکان و الموضوعات الجدیدة و ذلک طبقاً لمقتضیات المجتمع و العالم فی جمیع أبعاده، و أن یتوصلوا إلی فلسفة المدرسة الاسلامیة و النظام الاسلامی.

ان العلماء و الفقهاء یتعرضون لطرح المباحث علی أساس مقتضیات الزمان و المکان و یوفرون مستندات استخراج حکم الموضوعات و المباحث الجدیدة من اصول الاسلام و قوانینه الثابتة. و قد اضطلع بهذه المهمة علماء مثل الامام الخمینی و الاستاذ الشهید المطهری و آیة الله الشهید الصدر و غیرهم. و لولا جهود الفقهاء طیلة العهود المختلفة الذین بذلوا أعمارهم فی هذا المجال لم یکن لیصلنا الیوم شیء عن الاسلام الحقیقی.

إضافة الی ان جمیع المذاهب و المدارس الفکریة تعطی زمامها بید أعلم الاشخاص و اکثرهم معرفة و اعتقاداً بذلک المذهب و تجعله هو المخطط و المنفذ لذلک المذهب و المدرسة. و لاجل تطبیق الاسلام الذی هو مدرسة صناعة الانسان یلزم التعرف علی فلسفة و مدرسة و نظام الاسلام. و الوصول الی الفلسفة یتم بالاسلوب الکلامی و التعرف علی المدرسة و النظام الاسلامی یتم بالاسلوب الفقهی و التحلیلی حیث یتکفّّل ببیان ذلک فقهاؤنا الواعون و جامعوا الشرائط و قد بینوا ذلک فعلا. و أما الآلیات فهی أیضا بحاجة إلی تجدید و عصرنة، حیث ان للعلوم تأثیراً فی التخطیط لها و من المتیقن ان تقدم العلوم یؤثر فی التحدید الأفضل و الأدق للآلیات و هذا الأمر لیس مختصاً بالفقهاء بل هو عمل مشترک بین الفقهاء و علماء العلوم البشریة الاخری.

و فی الاسلام حین یذکر الفقهاء بعنوان انهم خبراء و مدراء و منفذوا أحکام الاسلام فالمراد منهم الفقهاء الواعون الیقظون و جامعوا الشرائط و أما الفقیه غیر الواعی فلا یمکن ان یقال انه هو الحامی والمدافع عن الاسلام.

الجواب التفصيلي

هناک قاعدة عقلیة و کلیة یعتمدها العقلاء و هی أنه یتصدی فی جمیع المذاهب لبیانها والدفاع عنها و تطبیقها من هو أعلم الأشخاص و اکثرهم معرفة و اعتقاداً بذلک المذهب و یصیر هو المخطط و المنفذ لذلک المذهب. و حیث ان الاسلام هو الدین الخاتم و ان تعالیمه صادرة من أجل التطبیق فی جمیع طبقات المجتمع، و ان أحکامه و تعالیمه هی من جهة ثابتة و فیها جنبة خلود و هی صالحة للإجابة عن أسئلة و مشاکل جمیع الأفراد فی کل الأزمنة و کما کانت منذ الیوم الاول (صدر الاسلام) هی الحلاّل لجمیع مشاکل الناس، فیجب أن تبقی کذلک للأبد. "حلال محمد (ص) حلال الی یوم القیامة و حرام محمد (ص) حرام الی یوم القیامة".[1]

و من جانب آخر فان الزمان متغیّر بذاته و طبیعته تقتضی التغییر، ففی کل یوم تظهر أحوال و أوضاع جدیدة تغایر الأوضاع السابقة تماماً. و علی‌ هذا الاساس فکیف یمکن لشیء مثل الدین – الذی هو فی ذاته ثابت و لا یتغییر – أن ینسجم و یتوافق مع شیء مثل الزمان الذی هو فی ذاته متغیر و سیّال؟

و هنا یتضح دور الفقها بعنوان انهم علماء الدین و متخصصون فی القضایا الدینیة فی الموائمة بین العناصر الثابته و المتغیرة فی الدین.

ان استنباط العناصر الثابتة و الشاملة و الوصول الی فلسفة الدین یتم باستخدام الأسالیب الکلامیة، و الوصول الی فلسفة الدین یتم باستخدام الاسالیب الفقهیة و التحلیلیة[2]، حیث یتکفل الفقهاء بذلک و قد أوضحوا ذلک جیداً علی طول التاریخ.

و کذلک الأمر فی مسألة القیادة، فلا شک ان المجتمع بحاجة الی مدیر و قائد، و قد جعل الاسلام هذه المهمة فی عهدة الفقهاء؛ لأن القضایا الحکومیة لیست هی من الامور الخارجة عن حیطة الدین، بل العناصر الشاملة والثابتة للدین فی هذا المجال أیضاً طرحت بشکل نظام متکامل فی الدین الخاتم. و العقل لا یری مانعاً من تدخّل الدین فی مجال الإدارة، و لیست هذا فحسب بل هو یصر علی ضرورة ذلک بمقتضی‌ الحکمة.

و إذا نظرنا للحکومة بمنظار الدین و علمنا ان عملها الاساسی حمایة القیم الالهیة و المثل الاسلامیة و الاحکام الشرعیة فالعقل یحکم بأنه یجب أن یکون علی رأس هکذا حکومة و یکون قائداً للامة من یکون عارفاً بالاحکام الالهیة و الوظائف الدینیة. فاذا کان المعصوم حاضراً بین الناس فالعقل یعتبره لائقاً بهذا المنصب، و لکن حیث انه الآن غائب فالعقل یری الفقهاء العدول القادرین علی ادارة المجتمع مستحقین لهذا المقام.

و بعبارة اخری: ان العقل یحکم بانه یجب أن یکون علی رأس الحکومة العقائدیة و الرسالیة شخص عارف بالرسالة، و فی شریعة الاسلام فان مصداق هذا الشخص فی زمن غیبة المعصوم هم الفقهاء الواعون العدول.



[1] الکافی 1، 58، ح 19، علی بن ابراهیم محمد بن عیسی بن عبید عن یونس عن حریز عن زرارة قال سألت ابا عبدالله (ع) عن الحلال و الحرام فقال: حلال محمد حلال ابداً الی یوم القیامة و حرامه حرام ابداً الی یوم القیامة لا یکون غیره و لا یجی غیره و قال قال علی (ع) ما أحد ابتدع بدعة الا ترک بها سنة.

[2] لاحظ: الاسس الکلامة للاجتهاد: 383 – 405، المذهب و النظام الاقتصادی فی الاسلام الاستاذ الهادوی، 21 – 44.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هو «البرنامج» و الخطة اللازم اتباعها فی المطالعة المنسجمة مع تأسیس قاعدة فکریة و أساس علمی رصین؟
    6014 الکلام 2010/12/21
    من الأمور المهمة المتعلقة بالإجابة عن سؤالک و التی یمکن أن نذکر بها هی معرفة الاستعدادات و القدرات، و قوة الإرادة و التصمیم على ترک التردد و الاضطراب، الاعتماد على النفس و قبول الواقعیات، هذه جملة مسائل لها الأثر الأکبر فی ترقی الإنسان و تقدمه فی المیدان ...
  • هل يجوز حفّ الحاجب للرجال؟
    7465 تراشیدن ریش و آرایش مردان 2018/11/27
    حفّ الحواجب في حد ذاته لا إشكال فيه شرعاً، إلا إذا أدّى الى مفسدة أو كان مصداقاً لتشبه الرجال بالنساء أو عدّ ترويجاً لثقافة الغربية المبتذلة. الضمائم: أجوبة مراجع الدين العظام على هذا السؤال، كالاتي:[1] مكتب سماحة أية الله العظمى السيد الخامنئي (مد ظله ...
  • ما هی المصادر التی روت احادیث التوکل المرویة عن إمام العصر(عج)؟
    6010 درایة الحدیث 2009/08/18
    بعد البحث فی المصادر الدینیة الشیعیة لم نعثر على روایات فی التوکل صادرة عن الامام الحجة (عج)، لکن بما أن الائمة کلهم نور واحد و انهم یصدر من عین و منبع واحد یمکن اعتبار کلام کل منهم کلاما للآخر فی هذا الموضوع و الاستفادة منه.من المناسب القول ان بعض ...
  • هل يمكن الإتيان بالتيمم بدلاً عن غسل الجنابة بسبب الخجل؟
    9204 الحقوق والاحکام 2012/09/10
    فتوى مراجع الدين العظام عن هذا السؤال كالآتي: لا يمكن للشخص أن يتيمّم بدلاً عن الغسل بحجة أنه يستحي من أقربائه أو أقرباء زوجته، لكن إذا أخّر الغسل إلى آخر الوقت و تيمّم فأعماله صحيحة و ليس عليه قضاء،[1] و إن كان عاصياً بعمله هذا.
  • ما هو الفرق بین الولایة و قبول الولایة و بین الحکم المَلَکی؟
    5814 الحقوق والاحکام 2009/03/08
    توجد فروق أساسیة بین نظام الحکم الولائی و الحکومة الإسلامیة و بین نظام الحکم المَلَکی و یمکن بحث هذه الفروق فی عدة محاور:أ –المشروعیة: مشروعیة نظام الحکم الولائی، مستند إلى الله سبحانه، أما نظام الحکم المَلَکی فلا سند شرعی له، بل مستنده سنن الشعوب و الأنظمة المَلَکیة الوراثیة.ب ...
  • ما هی رؤیة الاسلام لمسالة التله باتی؟
    6224 الحقوق والاحکام 2009/02/18
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • متى و كيف توفي و الد النبي الأكرم (ص) عبد الله بن عبد المطلب؟ و هل ترك إرثاً للنبي الأكرم؟
    17115 تاريخ بزرگان 2015/07/22
    المشهور بين المؤرخين أنّ و الد النبي عبد الله بن عبد المطلب قد توفي بيثرب (المدينة) و الرسول ما زال حملاً[1] و دفن هناك. و قيل توفي على ما روى جعفر بن محمد بعد شهرين من مولد النبي (ص)[2]، أو ...
  • لماذا یتصدّی البعض لمعارضة العرفان و العرفاء و یستندون أیضاً الی الأحادیث؟
    5156 النظری 2009/07/09
    العرفان هو المعرفة الخاصة التی تحصل عن طریق الشهود و الکشف الباطنی. و حیث إن مثل هذه المعرفة تتوقف علی التمارین و الریاضات الخاصة فقد سُمّی منهج السیر و السلوک أو الأسالیب العملیة بالعرفان. و العارف الحقیقی هو الشخص الذی حصل علی المعرفة الشهودیة و الحضوریة بالله تعالی و صفاته ...
  • هل یجوز غسل الجنابة اثناء الصوم؟
    7464 الحقوق والاحکام 2011/06/20
    للمجنب فی شهر رمضان حالتان: إما أن یجنب قبل أذان الصبح، أو یجنب بعد الأذان و فی أثناء الیوم (شریطة الا تکون الجنابة اثناء الیوم بسبب الجماع او الاستمناء، بل لابد ان تکون بصورة غیر اختیارة کالاحتلام مثلا).غسل الجنابة الحادثة قبل أذان الصبح:
  • ماذا یعنی عالم الذر؟
    7089 الکلام القدیم 2007/01/23
    (عالم الذر) أو (عالم المیثاق) عبارة عن زمان أو مرحلة أو میدان أو موطن أو عالم قبل هذا العالم و فیه أخرج الله جمیع الناس من صلب آدم(ع) على هیئة الذر و بعد أن تعلقت الأرواح بهذا الذر أخذ الله سبحانه منهم العهد و المیثاق على ربوبیته ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281061 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    260295 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130249 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    117905 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90070 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61804 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61555 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57810 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53164 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49459 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...