Please Wait
6360
عند الرجوع الى الروایات الواردة عن المعصومین (ع) نراها تبین لنا أن المراد من الآیة الشریفة هو أن اصحاب الجنة یحمدون الله تعالى وراء کل نعمة او لذة یلتذون بها، و لیس مرادها بان اصحاب الجنة قد نطقوا بهذه الکلمة عند دخولهم الجنة ثم صمتوا الى الابد، و لیس مرادها انقطاع خلود الحیاة الاخرویة؛ و ذلک لان الخلود ثابت و لاریب فیه، علما ان هناک الکثیر من الآیات یشیر بعضها الى تحیة اصحاب الجنة و التحیة نوع کلام کما فی نفس الآیة المذکورة و کما فی قوله تعالى: " خالِدینَ فیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِیَّتُهُمْ فیها سَلام".
جاء فی روایة طویلة عن الامام الباقر (ع) عن رسول الله (ص) فی وصف اصحاب اصحاب الجنة، یقول فیها بعد نقل الآیة المذکورة: قال (و آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ) یعنی بذلک عند ما یقضون من لذَّاتهم من طَّعام و شراب یحمدون اللَّهَ عزَّ و جَلَّ عند فراغتهم.[1]
و فی روایة أخرى عن الامام الصادق (ع) ینقل فیها کلام أمیر المؤمنین (ع) بالنحو التالی:
" إِنَّ أَطیب شیءٍ فی الجنة و أَلذه حبُّ اللَّه و الحبُّ فی اللَّهِ و الحمد للَّه قال اللَّه عزَّ و جلَّ (وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ) و ذلک أَنَهم إِذا عاینوا ما فی الجنة من النعیمِ هاجت المحبَّة فی قلوبهم فینادون عند ذلک أَن الحمد للَّه ربِّ العالمین".[2]
و هاتان الروایتان تبینان بان المراد من الآیة الشریفة أن اصحاب الجنة یحمدون الله تعالى وراء کل نعمة او لذة یلتذون بها، و لیس مرادها بان اصحاب الجنة قد نطقوا بهذه الکلمة عند دخولهم الجنة ثم صمتوا الى الابد، و لیس مرادها انقطاع خلود الحیاة الاخرویة؛ و ذلک لان الخلود ثابت و لاریب فیه، علما ان هناک الکثیر من الآیات یشیر بعضها الى تحیة اصحاب الجنة و التحیة نوع کلام کما فی نفس الآیة المذکورة و کما فی قوله تعالى: " وَ أُدْخِلَ الَّذینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْری مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدینَ فیها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِیَّتُهُمْ فیها سَلام".[3]