Please Wait
5502
يستفاد من بعض الروايات الموجودة في تراثنا أن الابدان المادية للنبي الاكرم (ص) و الائمة (ع) لا تبقى في قبورهم الا بضعة أيام ثن تنقل الى العرش الالهي بعد ذلك. و قد اشرنا الى نماذج من تلك الروايات في الجواب التفصيلي.
يستفاد من بعض الروايات الموجودة في تراثنا أن الابدان المادية للنبي الاكرم (ص) و الائمة (ع) لا تبقى في قبورهم الا بضعة أيام ثن تنقل الى العرش الالهي بعد ذلك [1]. و لكن هذه البقعة من الارض لما تشرفت باحتضان الاجساد الطاهرة فترة من الزمن و نزول الملائكة و نظرتهم لزائريها، من هنا اكتسبت شرفا ميرزها عن سائر البقاع و بقيت مباركة حتى مع انتقال تلك الاجساد الطاهرة عنها الى العرش الالهي.[2]
و من تلك الروايات:
1. عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "ما من نبيٍّ و لا وصيٍّ يبقى في الأَرضِ أَكثر من ثلاثةِ أَيَّام[3] حتَّى يرفعَ بِرُوحِهِ و عَظْمِهِ و لحمهِ إِلى السَّمَاءِ و إِنَّمَا يُؤْتَى مواضعُ آثَارهمْ و يُبَلِّغُونَهُمْ من بعيد السلام و يسمعونهمْ في مواضعِ آثَارهم من قريب"[4]
2. حينما سأل عبد الله بن بكير الارجاني الامام الصادق (ع) قائلا: قلت: جعلت فداك أخبرني عن الحسين (ع) لو نبش كانوا يجدون في قبره شيئا؟ قال: يا ابن بكر ما أعظم مسائلك!! الحسين (ع) مع أبيه و أمّه و أخيه الحسن في منزل رسول الله (ص)، يحبون كما يحبى و يرزقون كما يرزق. فلو نبش في أيامه لوجد و أما اليوم فهو حي عند ربه يرزق و ينظر إلى معسكره و ينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله، و إنه لعلى يمين العرش متعلق يقول: يا رب أنجز لي ما وعدتني. و إنه لينظر إلى زواره و هو أعرف بهم و بأسماء آبائهم و بدرجاتهم و بمنزلتهم عند الله من أحدكم بولده و ما في رحله، و إنه ليرى من يبكيه فيستغفر له رحمة له و يسأل أباه الاستغفار له و يقول: لو تعلم أيها الباكي ما أعد لك لفرحت أكثر مما جزعت، فليستغفر له كل من سمع بكاءه من الملائكة في السماء و في الحائر و ينقلب و ما عليه من ذنب.[5]
[1] انظر: مواضيع «العرش و الكرسي»، السؤال 1088 (الموقع: ar1542)؛ «مفهوم العرش و الکرسْ»، السؤال 1205 (الموقع: ar2005)؛ «الله و الاستقرار على العرش»، السؤال 11449 (الموقع: ar11310).
[2] انظر: الاسفرايني، ملا اسماعيل، انوار العرفان، تحقيق: نظري، سعيد، ص 338 و 339، مكتب الإعلام الاسلامي، قم، الطبعة الاولى، 1383ش؛ الاستر آبادي، محمد جعفر، البراهین القاطعة في شرح تجرید العقائد الساطعة، ج 4، ص 240، مكتب الأعلام الإسلامي، قم، الطبعة الاولى، 1382ش؛ الفيض الكاشاني، الشافي في العقائد و الاخلاق و الاحکام، ص 901 و 902، دار اللوح المحفوظ، الطبعة الاولى، 1425ق.
[3] و في بعض الروايات خمسة أيام. (انظر: الشيخ الطوسي، تهذیب الاحکام، ج 6، ص 106، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1365 ش).
[4] ابن قولویه، کامل الزیارات، ص 329 و 330، نشر مرتضوی، النجف، الطبعة الاولی، 1356ق؛ الشیخ الصدوق، من لا یحضره الفقیه، ج 2، ص 577، نشر جماعة المدرّسین، قم، الطبعة الثانیة، 1404ق).
[5] العلامة المجلسي، بحارالأنوار ج : 25 ص : 375، مؤسسة الوفاء بيروت، الطبعة الاولى، 1404هـ.