Please Wait
12412
تقترب كلمة اللغويين[1] في بيان المراد من شاطئ الواد الايمن، مع تفاوت يسير. فأصل الوَادِي: الموضع الذي يسيل فيه الماء، و منه سُمِّيَ المَفْرَجُ بين الجبلين وَادِياً، و جمعه: أَوْدِيَةٌ، نحو: ناد و أندية، و ناج و أنجية، و يستعار الوَادِي للطّريقة كالمذهب و الأسلوب، فيقال: فلان في وَادٍ غير وَادِيكَ. قال تعالى:
"أَ لَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ" [الشعراء/ 225] فإنه يعني أساليب الكلام من المدح و الهجاء، و الجدل و الغزل.[2] و " : شاطِئِ الْوادِ" أي شطه و جانبه.[3] و البَقْعةُ و البُقْعةُ: قِطْعة من الأَرض على غير هيئة التي بجَنبها، و الجمع بُقَع و بِقاع.[4]
و ذكر المفسرون في تحديد معنى شاطئ الواد الايمن: و المراد بالأيمن الجانب الأيمن مقابل الأيسر و هو صفة الشاطئ و لا يعبأ بما قاله بعضهم: إن الأيمن من اليمن مقابل الأشأم من الشؤم. [5]و «الوادي» معناه الطريق بين الجبلين، أو ممر السيول. و «الأيمن» مشتق من «اليمين» خلاف اليسار، و هو صفة للوادي.
و «البقعة» القطعة من الأرض المعروفة الأطراف. و لا شك أن اللّه سبحانه قادر على أن يجعل الأمواج الصوتية في كل شيء، فأوجد في الوادي شجرة ليكلّم موسى.[6]
و البقعة المباركة قطعة خاصة من الشاطئ الأيمن في الوادي كانت فيه الشجرة التي نودي منها، و مباركتها لتشرفها بالتقريب و التكليم الإلهي و قد أمر بخلع نعليه فيها لتقدسها كما قال تعالى في القصة من سورة طه: «فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً».[7] و[8]
ولما كان للقرآن بطون غير المعنى الظاهري للآيات فمن هنا روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: «شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره تعالى في كتابه هو الفرات، و البقعة المباركة هي كربلاء، و الشجرة هي محمد (ص)».[9] و وصفت بالمباركة لاحتوائها على البدن الطاهر للامام الحسين (ع)[10]، و الشجرة شجرة محمد (ص) يعني نوره و تجلي الحقيقة المحمدية من تلك الشجرة.[11]
[1] مجمع البحرین؛ مفردات الفاظ قرآن؛ لسان العرب؛ التحقیق في کلمات القرآن.
[2] الراغب الاصفهاني، المفردات، ج 1، ص 862. ذیل مفردة "وادي".
[3] الطریحي، فخرالدین، مجمع البحرین ، ج 1 ، ص 246.
[4] ابن منظور، لسان العرب ، ج 8 ، ص 17،18.
[5] الطباطبائي، محمد حسين،الميزان في تفسير القرآن، ج16، ص: 32، الطبعة الخامسة، 1417هـ.
[6] مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج12، ص: 225، مدرسة الامام علي بن أبي طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ.
[7] طه، 12.
[8] الميزان في تفسير القرآن، ج16، ص: 32.
[9] البرهان في تفسير القرآن، ج4، ص: 265. وانظر: الفيض الکاشاني، ملّا محسن، الاصفی في تفسیر القرآن، تحقیق، درایتي، محمّدحسین، نعمتي، محمّدرضا، ج 2، ص927، مرکز انتشارات مكتب الاعلام الاسلامي، قم، الطبعة الاولى، 1418ق
[10] اطیب البیان، ج 10، ص 230.
[11] انظر: ابن قولویه، جعفر بن محمد، کامل الزیارات، ص 48- 49، دار المرتضویة، النجف الاشرف، الطبعة الاولى، 1356ش.