بحث متقدم
الزيارة
18919
محدثة عن: 2012/06/19
خلاصة السؤال
الرجاء تعريف التخصيص و التخصص مع بيان الفارق بينها اصطلاحا.
السؤال
الرجاء تعريف التخصيص و التخصص مع بيان الفارق بينها اصطلاحا. و ماذا يعنون بقولهم ان هذا الشيء خارج عن الموضوع تخصصاً أو تخصيصاً؟
الجواب الإجمالي

هاتان المفردتان من الاصطلاحات المعتمدة في كتب اصول الفقه. و سنحاول هنا الاشارة الى بيان المراد منهما، و منه يظهر الفرق بين المصطلحين:

التخصيص:

فالمراد بالتخصيص إخراج من الحكم مع دخول المخرج موضوعاً، و مثاله: كل‏ مكلف يجب عليه الصوم في شهر رمضان إلا المسافر، فالمسافر[1] مكلف  و لا يجب عليه الصوم.[2]

و بعبارة أخرى: التخصيص عبارة عن اخراج بعض افراد موضوع الحكم بواسطة القرينة الدالة على ذلك، فلولا القرينة لكان الحكم العام الواقع على الطبيعة شاملا لتلك الافراد، اي لولا الاية الرافعة للتكليف بالصوم عن المسافر لكان حكم وجوب الصوم شاملا للمسافر كما هو شامل للحاضر على حد سواء.[3]

اما التخصص:

فالمراد به الخروج الموضوعي الوجداني، و هو الّذي يسميه النحويون ب (الاستثناء المنقطع) و مثاله: كل مكلف يجب عليه الصيام إلا الطفل، فان الطفل خارج عن موضوع (المكلف) وجدانا و لا يحتاج الى دليل يخرجه عن الحكم.[4]

و بعبارة اخرى: هو الخروج الموضوعي عن موضوع الحكم، فكل موضوع مغاير لموضوع الحكم فخروجه عن موضوع الحكم بالتخصص، مثلا: الدليل المستفاد من حرمة الغناء لا يشمل الحداء، و ذلك للتباين بين مفهوم الحداء و مفهوم الغناء، و لهذا يقال ان خروج الحداء عن موضوع الحرمة بالتخصص، و هذا بخلاف الغناء للعرائس فان خروجه عن دليل الحرمة بالتخصيص، لانه من افراد الغناء حقيقة، و ان المخرج عن الحرمة هو بعض أفراد الموضوع عن حكم الموضوع (حرمة الغناء)، فلولا الاخراج لكان ذلك الفرد مشمولا لحكم الموضوع (حرمة الغناء).[5]

اتضح من خلال ذلك الفرق الاساسي بينهما و هو ان الاخراج في التخصيص عن الحكم ليس اخراجا حقيقيا فلولا وجود القرينة المخرجة له و التي يعبر عنها "بالمخصص" لم يخرج عن موضوع الحكم، خلافا للتخصص فان خروج المخصص خروجا حقيقيا عن الموضوع بلا حاجة الى وجود قرينة تخرجه، لان الجاهل مثلا غير العالم حقيقة، فاذا قال الشارع "اكرم العالم" يخرج الجاهل عن الحكم تخصصا من دون حاجة الى قرينة او دليل آخر اي من دون حاجة الى "مخصص" خارجي.

 


[1] الانسان المسافر لا يختلف عن الانسان غير المسافر في حقيقته و ما هيته الاصلية.

[2] السيد محمد تقي الحكيم، الأصول‏العامة، النص، صفحه 81.

[3] الشيخ محمد صنقور، المعجم الاصولي، مادة تخصيص.

[4] السيد محمد تقي الحكيم، الأصول‏العامة، النص، صفحه 81.

[5] الشيخ محمد صنقور، المعجم الاصولي، مادة تخصص.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...