Please Wait
6913
الذی یظهر من الآیات و الروایات أن اشد و أکبر الوساوس الشیطانیة تتمثل فی الوسوسة للانسان و دعوته للإمتثال لأوامر " النفس الأمارة" و التی تعد أشد و أخطر اعداء الانسان التی تدعوه الى اقتراف المعاصی و ارتکاب الموبقات الا من عصمه الله تعالى منها کما اشارت الى ذلک الآیة المبارکة: «إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّی».[1]
و هنا نشیر الى نماذج من تلک الروایات التی یستفاد منها هذا المعنى.[2]
1. روی عن الرسول الاکرم (ص) أنه قال: "آفت الدین هوى النفس"[3] و قوله (ص) : " أفضل الجهاد أن یجاهد الرجل نفسه فی الله وهواه"[4]
2. روی عن أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: " خذ من نفسک لنفسک و تزود من یومک لغدک"[5] و عنه (ع): " أعقل عقلک و أملک أمرک و جاهد نفسک و اعمل للآخرة جهدک"[6] و عنه (ع): " جاهد نفسک على طاعة الله مجاهدة العدو عدوه و غالبها مغالبة الضد ضده فإن أقوى الناس من قوی على نفسه".[7]
3. روی عن الصادق (ع): " طوبى لعبد جاهد لله نفسه و هواه و من هزم حینئذ هواه ظفر برضى الله و من جاوز عقله نفسه الأمارة بالسوء بالجهد و الاستکانة و الخضوع على بساط خدمة الله تعالى فقد فاز فوزا عظیما و لا حجاب أظلم و أوحش بین العبد و بین الله تعالى من النفس و الهوى و لیس لقتلهما و قطعهما سلاح و آلة مثل الافتقار إلى الله سبحانه و الخشوع و الجوع و الظماء بالنهار و السهر باللیل فإن مات صاحبه مات شهیدا و إن عاش و استقام أداه عاقبته إلى الرضوان الأکبر قال الله عز من قائل: (وَ الَّذِینَ جاهَدُوا فِینا لَنَهْدِیَنَّهُمْ سُبُلَنا وَ إِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِین)[8]" [9]
4. و روی عن الامام الکاظم (ع): " جاهد نفسک لتردها عن هواها فإنه واجب علیک کجهاد عدوک".[10]
و على کل حال فان جمیع الذنوب تعود الى النفس الأمارة – مباشرة او بالواسطة- و ان الخضوع للنفس الامارة و اتباع الاهواء النفسیة یؤدیان بصاحبهما الى اقتراف الکبائر و الوقوع فی أشد الذنوب کالشرک بالله تعالى الذی وصفه الله تعالى بالاثم العظیم کما فی قوله تعالى: " وَمَنْ یُشْرِکْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِیمًا".[11]
[1]. یوسف، 53.
[2] انظر: « الحد من الوساوس و الذنوب »، سؤال 3859؛ «المراحل الاولى لبناء الذات و تزکیهی النفس»، سؤال 387.
[3] المجلسی، محمد باقر، مرآة العقول فی شرح أخبار آل الرسول، تحقیق و تصحیح: رسولی محلاتی، هاشم، ج 10، ص 287، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الثانیة، 1404ق
[4] المتقی الهندی، علاء الدین علی، کنز العمال، ج 4، ص 431، ح 11265، مؤسسة الرسالة، بیروت، 1409ق.
[5] الآمدی، غرر الحکم، رقم الحدیث 2723.
[6] نفس المصدر، رقم الحدیث 325..
[7] نفس المصدر، 4920.
[8] العنکبوت، 69.
[9] المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 67، ص 69، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثانیة، 1403ق.
[10] ابن شعبة الحرانی، حسن بن علی، تحف العقول عن آل الرسول صلى الله علیه و آله، تحقیق و تصحیح: غفاری، علی اکبر، ص 399، جامعة المدرسین، قم، الطبعة الثانیة، 1404ق.
[11] النساء، 48.