Please Wait
2347
انّ التعاليم الدينية ترشدنا أن نصبر قدر الإمكان علی المضایقات والاذی من جانب الجيران وان نعفو و نصفح عنهم. يقول الإمام علي(ع) في هذا الصدد: «لَيْسَ حُسْنُ الْجِوَارِ أَنْ تَكُفَ أَذَاكَ عَنْ جَارِكَ بَلْ حُسْنُ الْجِوَارِ أَنْ تَحْتَمِلَ أَذَى جَارِك».[1]
انّ العفو من صفات عظماء الناس ودلالة على عظمة الروح وتعتبر هذه الصفة فضیلة من جملة الفضائل الأخلاقية في مدرسة الإسلام.
قد روي عن رسول الله(ص) أنّه قَالَ: «مَنْ كَفَّ نَفْسَهُ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ أَقَالَ اللَّهُ نَفْسَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مَنْ كَفَّ غَضَبَهُ عَنِ النَّاسِ كَفَّ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عَنْهُ عَذَابَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ».[2]
لذلك، نلاحظ أن نصيحة زعماء الدين هي التحلي بالصبر وبحتمّل الأذی من جانب الجيران. الجيران الذين لا یلتزمون بأبسط حقوق المواطنة.
ولكن في الوقت نفسه، إذا كان سلوك الجار على النحو الذي لم يعد یتحمّل وهناك احتمال انهیار الأسرة، يجب البحث عن حل آخر، مثل رفع دعوى قضائية، او طلب المساعدة من الجيران الآخرين، وأخيرًا استبدال المنزل والحي.
«قال الامام الباقر(ع): جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ص فَشَكَا إِلَيْهِ أَذًى مِنْ جَارِهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ(ص) اصْبِرْ ثُمَّ أَتَاهُ ثَانِيَةً فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص اصْبِرْ ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ فَشَكَاهُ ثَالِثَةً فَقَالَ النَّبِيُّ(ص) لِلرَّجُلِ الَّذِي شَكَا إِذَا كَانَ عِنْدَ رَوَاحِ النَّاسِ إِلَى الْجُمُعَةِ فَأَخْرِجْ مَتَاعَكَ إِلَى الطَّرِيقِ حَتَّى يَرَاهُ مَنْ يَرُوحُ إِلَى الْجُمُعَةِ فَإِذَا سَأَلُوكَ فَأَخْبِرْهُمْ قَالَ فَفَعَلَ فَأَتَاهُ جَارُهُ الْمُؤْذِي لَهُ فَقَالَ لَهُ رُدَّ مَتَاعَكَ فَلَكَ اللَّهُ عَلَيَّ أَنْ لَا أَعُودَ».[3]
[1]. ورام بن أبي فراس، مسعود بن عيسى، مجموعه ورام، ج 2، ص 250، قم، مکتبة الفقیه، الطبعة الأولی، 1410ق.
[2]. الکلینی، محمد بن یعقوب، الكافي، الغفارى، على اكبر، الآخوندى، محمد، ج ۳، ص ۴۱۵. طهران، دار الکتب الاسلامیة، الطبعة الرابعة، ۱۴۰۷ق.
[3]. الكافي، ج 2، ص 668.