Please Wait
5427
من أهم الصفات الحمیدة صفة التواضع التی تؤدی بصاحبها الى النمو و التکامل، فی مقابل التکبر و الاعجاب بالنفس الذی هو من أقبح الرذائل الاخلاقیة، لان المتکبر یرى نفسه اکبر مما هو موجود فی مقابل الآخرین. من هنا لو کان الانسان یرى نفسه فی موضعها الطبیعی و لا یخرج بها عن واقعها التی هی علیه فلا یعد متکبراً. أضف الى ذلک أنه فی کثیر من الحالات یرى العلماء و المفکرون أنفسهم مضطرین للتعریف ببعض الالقاب کی یعرف الناس قدراتهم العلمیة و لیستفیدوا منها فی حل مشاکلهم.
اما بالنسبة الى الانبیاء فباعتبار أن القضیة فی غایة الاهمیة و حیاتیة، من هنا نرى الباری تعالى یأمر أنبیاءه بان یعرفوا أنفسهم فی اوساط المجتمع مؤیدین دعوتهم بالمعجزة، کذلک الأمر بالنسبة الى الائمة المعصومین (ع) المنصوبین من قبل النبی (ص) أو من قبل الامام السابق، لکن فی کثیر من الاحیان تقتضی الضرورة أن یقوم الامام بتعریف نفسه و الاشارة الى فضائلة و سابقته و قدراته العلمیة و یطرح نفسه کقائد للمجتمع.
التواضع من أهم الصفات الحمیدة التی تأخذ بید صاحبها نحو النمو و التکامل و الارتقاء، یقول الامام الصادق (ع): " من تواضعَ لِلَّه رفعهُ اللَّهُ و منْ تکبَّرَ وضعهُ اللَّهُ"[1] فالشخصیات الکبیرة تکون فی الغالب مجهولة و مغمورة؛ لانهم یکتمون قدراتهم و طاقاتهم، بل قد لا یعرفهم حتى بعد موتهم الا القلیل من الناس.
فی مقابل ذلک تجد صفة التکبر و الاستعلاء و العجب من الصفات الذمیمة جداً، فقد روی عن أمیر المؤمنین (ع) أنه قال: " من تکبر على الناس ذل"[2]. فالمتکبر یرى نفسه أکبر من واقعها بحیث و یتوقع من الناس أن یمنحوه من الاحترام و التبجیل أکثر مما هو علیه. من هنا لو فرضنا أن انساناً یرى نفسه فی مکانها الحقیقی فهذا لیس من المتکبرین.
بطبیعة الحال، أنه فی کثیر من الحالات یرى العلماء و المفکرون أنفسهم مضطرین للتعریف بانفسهم من خلال بعض الالقاب کی یعرف الناس قدراتهم العلمیة و لیستفیدوا منها فی حل مشاکلهم. فعلى سبیل المثال لو لم ینصب الطبیب المختص على باب مطبه لوحة تشیر الى تخصصة و الشهادة العلمیة التی یحملها فکیف یتسنى للمریض معرفة ذلک و الاستفادة من تلک القدرات لحل مشکلته الصحیة؟ ففی مثل هذه الحالات ینبغی على العلماء و المفکرین التعریف بانفسهم فربما تؤدی جهالة الامة بعلمائها الى وقوعها فریسة بید المدعین الکاذبین.
هذا الکلام بعینة یصدق بحق علماء الدین المسلمین، فاذا لم تعرف الامة علماءها الحقیقیین و لم ترجع الیهم فی حل مسائلها الدینیة و العقائدیة فقد تقع فریسة للمضللین و المنحرفین؛ من هنا تقتضی الضرورة أن نحث العلماء و المفکرین الحقیقین على التعریف بانفسهم لتطلع الامة على قدراتهم العلمیة لکی لا تقع فریسة بید الکذابین و المنتحلین.
نعم، لو کان ذلک التعریف یتم من خلال المؤسسات المختصة لا من خلال الاشخاص انفسهم لکان أبعد للشبهات و افضل فی سد باب الاتهامات.
اما بالنسبة الى الانبیاء فباعتبار أن القضیة فی غایة الاهمیة و حیاتیة، من هنا نرى الباری تعالى یأمر أنبیاءه بان یعرفوا أنفسهم فی اوساط المجتمع مؤیدین دعوتهم بالمعجزة، کذلک الأمر بالنسبة الى الائمة المعصومین (ع) المنصوبین من قبل النبی (ص) أو من قبل الامام السابق، لکن فی کثیر من الاحیان تقتضی الضرورة أن یقوم الامام بتعریف نفسه و الاشارة الى فضائلة و سابقته و قدراته العلمیة و یطرح نفسه کقائد للمجتمع و لاتمام الحجة على الناس، یقول أمیر المؤمنین (ع): " و الله لقد خلفنی رسول الله (ص) فی أمته فأنا حجة الله علیهم بعد نبیه، و إن ولایتی لتلزم أهل السماء کما تلزم أهل الأرض، و إن الملائکة لتتذاکر فضلی و ذلک تسبیحها عند الله. أیها الناس اتبعونی أهدکم سبیل الرشاد لا تأخذوا یمیناً و شمالاً فتضلوا، أنا وصی نبیکم و خلیفته و إمام المتقین و المؤمنین و أمیرهم و مولاهم و أنا قائد شیعتی إلى الجنة"[3].