بحث متقدم
الزيارة
6440
محدثة عن: 2010/11/21
خلاصة السؤال
من هم أهل البیت من وجهة نظر العامة؟
السؤال
الرجاء بیان المراد من أهل البیت فی المدرسة السنیة فقط، و من هم مصادیق أهل البیت عندهم؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

استعمل مصطلح أهل البیت مرتین فی القرآن الکریم [1] احداهما اطلق فیها على أهل بیت النبی إبراهیم (ع) و الآیة الآخرى هی الآیة الثالثة و الثلاثون من سورة الأحزاب التی جاء فیها "إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً" و قد وقع البحث على مر التاریخ فی الآیة الکریمة من زوایا مختلفة حیث سلط الباحثون الاضواء علیها من جمیع الابعاد منها تحدید المراد و المصداق الذی تشیر الیه، و قد طرحت هنا مجموعة من النظریات أجمع المفسرون الشیعة على اختیار الرأی القائل بان المراد منها -انطلاقا من الروایات الکثیرة- هم: النبی الاکرم (ص) و الإمام أمیر المؤمنین و السیدة الزهراء و الحسن و الحسین علیهم السلام [2] و التسعة المعصومون من ذریة الحسین. [3]

اما أهل السنة فقد ذهبوا الى عدة آراء منها:

1. المراد بأهل البیت نساء النبی خاص.

2. المراد بأهل البیت نساء النبی بالاضافة الى أمیر المؤمنین و الزهراء و الحسن و الحسین (ع).

3. المراد أهل بیت النبی (ص) و هم الذین یصدق علیهم عرفاً أهل بیته من أزواجه و أقربائه و هم آل عباس و آل عقیل و آل جعفر و آل علی.

4. إن المراد بأهل البیت أهل البیت الحرام.

5. المراد أهل مسجد رسول الله (ص).

6. أو یکون الخطاب لغیر نساء النبی کما قیل: إنهم أقرباء النبی من آل عباس و آل عقیل و آل جعفر و آل علی. [4]

لا ریب أن الآراء 3 و4 و 5 لیس لها من یتبناها فی الاوساط السنیة و لم تتم الاشارة الیها فی تفاسیرهم. اما بالنسبة الى الرأی الاول فقد کان یتبناه عکرمة بقوة و کان ینادی فی الاسواق أیها الناس لیس الامر کما تذهبون و من شاء باهلته أنها نزلت فی نساء النبی خاصة [5] . و لکن هذه النظریة لم یقبل بها علماء أهل السنة [6] ، أضف الى ذلک أن الکلام اما لنفس عکرمة أو انه منسوب الى ابن عباس و لم یسند المفسرون کلام عکرمة هذا الى النبی الاکرم (ص).

و فی اکثر کتب التفسیر السنیة بل قریب من الاتفاق أنهم فی الوقت الذی یشیرون الى سبب نزول الآیة و الروایات التی تشیر الى النظریات الأخرى نراههم فی الوقت نفسه یروون أنها نزلت فی النبی الاکرم (ص) و أمیر المؤمنین و فاطمة و الحسن و الحسین علیهم السلام. و من تلک الروایات الروایة المعروفة عن أم سلمة التی جاء فیها: إن النبی کان فی بیتی (بیت ام سلمة) على منامة و المنامة: الدکان و علیها کساء خیبری فأتته فاطمة بقدر لها فیه خزیرة و قد صنعته، فقال: لها: ادعی لی بعلک.

فدعت علیا و اجتمع النبی (ص)، و علی و حسن و حسین و فاطمة، فأصابوا من ذلک الطعام، قالت أم سلمة، و أنا فی الحجرة أصلی فنزلت هذه الآیة: "إِنَّما یُرِیدُ اللَّهُ" فأخذ فضل الکساء فغشاهم الکساء جمیعا و هو معهم ثم أخرج إحدى یدیه و ألوى بإصبعه إلى السماء، ثم قال: هؤلاء أهل بیتی و حامتی فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهیرا. قالت أم سلمة: فأدخلت رأسی [فی‏] البیت فقلت: یا رسول الله و أنا معکم قال: أنت إلى خیر، إنک على خیر. [7]

و الیک بعض التفاسیر التی أشارت الى هذه الروایات أو مضمونها:

 

1 . تفسیر الفخر الرازی (مفاتیح الغیب)، ج‏25 ، ص 168، بحث آیه التطهیر.

2. تفسیر ابن أبی حاتم،(تفسیر القرآن العظیم)، ج‏9، ص 3132 ، بحث آیه التطهیر.

3. تفسیر نظام الدین النیشابوری،(تفسیر غرائب القرآن و رغائب الفرقان)، ج‏5 ، ص 460، فی بحث آیه التطهیر.

4. تفسیر محمد بن جریر الطبری،( جامع البیان فی تفسیر القرآن)، ج‏22، ص 5، فی بحث آیه التطهیر.

5. تفسیر الحسکانی،(شواهد التنزیل لقواعد التفضیل)، ج‏2، فی بحث آیه التطهیر، و ق د جمع الروایات المنقولة عن آهل السنة فی هذا المجال بصورة جیدة.

6. تفسیر السیوطی،(الدر المنثور فی تفسیر المأثور)، ج‏5، ص 198،فی بحث آیه التطهیر.

7. تفسیر ابن الجوزی،(زاد المسیر فی علم التفسیر)، ج‏3، ص 462، فی بحث آیه التطهیر.

8. تفسیر ابن عطیة،( المحرر الوجیز)،ج5، ص 308، فی بحث آیه التطهیر.

9. تفسیر البیضاوی،( أنوار التنزیل وأسرار التأویل)،ج5، ص 12، فی بحث آیه التطهیر.

10. تفسیر محیی السنة، أبی محمد الحسین بن مسعود البغوی (معالم التنزیل)، ج6، ص 350، فی بحث آیه التطهیر.

لمزید الاطلاع انظر:

السؤال رقم 2734 (الرقم فی الموقع: 3037) المراد من أهل البیت.

 



[1] الاحزاب، 33؛ هود 73.

[2] العلامة الطباطبائی، المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏16، ص: 310، الناشر:مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة بقم، 1417 هـ، الطبعة الخامسة، قم المقدسة

[3] ورد فی بعض الروایات المنقولة عن المعصومین (ع) انهم عبروا عن انفسهم بانهم هم أهل البیت. انظر: الطوسی، تهذیب الاحکام، ج5، ص232، برنامج نور الحدیث.

[4] انظر: لعلامة الطباطبائی، المیزان فی تفسیر القرآن، ج‏16، ص:310.

[5] ابن کثیر، تفسیر القرآن العظیم، ج‏6، ص 365، دار الکتب العلمیة، منشورات محمدعلی بیضون، بیروت، ‏1419 ق‏.

[6] انظر:   تفسیر القرآن العظیم، ج ‏6، ص 365؛ الفخر الرازی، مفاتیح الغیب، ج ‏25، ص 168،دار احیاء التراث، بیروت، 1420.

[7] الحسکانی، عبید الله بن أحمد، شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، ج‏2، ص: 126 ، ناشر:مؤسسة الطباعة و النشر فی وزارة الإرشاد الإسلامی، تاریخ الطبع:1411 هـ، الطبعة الأولى، طهران، تحقیق:محمد باقر المحمودی.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280259 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258835 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129631 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115649 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61041 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60369 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57377 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51625 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47715 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...