بحث متقدم
الزيارة
8639
محدثة عن: 2010/11/09
خلاصة السؤال
هل یحق للمرأة الامتناع عن تلبیة رغبات الزوج الجنسیة و عدم التمکین من ذلک؟
السؤال
لو طلب الزوج من زوجته الجماع فامتنعت المرأة متذرعة بعدم الاستعداد النفسی و بأن الوقت غیر مناسب و قد تکرر منها هذا الموقف کثیراً الأمر الذی بعث على وقوع الزوج فی الحرام؛ السؤال هنا: هنا من المسؤول عن ذلک و ما هو موقف کل من الزوج و الزوجة أمام الله تعالى و ما هی العقوبة التی تنتظر کل واحد منهما؟
الجواب الإجمالي

تؤکد الروایات الورادة عن النبی الأکرم (ص) و أهل بیته (ع) على الزوجین أن یراعیا الحقوق الزوجة لکل منهما. [1] و هذه العلاقة متبادلة بمعنى أنه یجب على کل منهما مراعاة حقوق الآخر، و منها حق اشباع الغریزة الجنسیة، فقد ورد هذا المعنى فی کثیر من الروایات جمعها الحر العاملی تحت باب "   استحباب المکثِ و اللَّبْثِ و ترک التَعجیلِ عند الْجماع‏، و بابُ استحباب ملاعبة الزَّوجة و مداعبتها". [2]

کذلک هناک الکثیر من الروایات التی تشیر الى وظیفة المرأة فی تلبیة حاجة الزوج الغریزیة، منها:

روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: "جاءت امرأَةٌ إِلَى النَّبی (ص) فقالَت: یا رسول اللَّه ما حقُّ الزَّوْج علَى المرأَة؟ فقال:... و لا تمنعهُ نفسها و إِنْ کانت علَى ظهر قَتَب‏. و عن الامام الباقر (ع) أنه قال: قال رسولُ اللَّه (ص) للنِّساء: لا تطوِّلنَ صلاتکنَّ لتمنعن أَزواجکنَّ.

و فی روایة ثالثة عن الامام الصادق (ع) أشار الامام فیها الى عواقب ذلک العمل و العقوبات المترتبة علیه حیث قال: إِنَّ امرأَةً أَتتْ رسول اللَّه (ص) لبعضِ الْحاجة، فقال لها: لعلک من المسوِّفَات. قالت: و ما المسوِّفاتُ یا رسُولَ اللَّهِ؟ قال: المرأَةُ التی یدعوها زوجها لبعض الحاجة فلا تزالُ تُسَوِّفُهُ حتى ینعُس زوجها و ینام فتلک لا تزالُ الملائکةُ تلعنُها حتى یستیقظ زوجها. [3]

کل هذا التأکید الذی یبدیه الاسلام فی بیان وظیفة الزوجة ینبع من کون الاسلام یحرص على عدم انجرار المجتمع الى الانفلات الغریزی و طغیان الشهوات و الانجذاب نحو الفساد و الانحلال، و السعی نحو اشباع الغرائز الجنسین من الطریق الشرعیة الصحیحة و السالمة و تأمین الحقوق لکل من الطرفین و خلق مجتمع متوازن تسوده العفة و الطهارة.

و مما لاریب فیه أن المرأة ان لم یکن عندها الحجة المقبولة فی الامتناع المذکور فانها تتحمل قسطاً من الذنب الذی تسببه مواقفها تجاه الرجل، الا ان ذلک لایعد مبرراً لاقتراف الذنب من قبل الرجل کما سیأتی.

من هنا نرى من الضروری الاشارة الى بعض المقترحات العملیة فی هذا المجال.

الف: على الرجل الالتزام و التقید بالوصایا الجنسیة التی ورد بعضها فی الروایات التی ذکرناها.

ب: على الرجل أن یبحث عن العلة و السبب الأساسی الذی یقف وراء إمتناع المرأة و تذرعها بحجج متعددة للامتناع عن المقاربة الجنسیة، و علیه أن یقلع جذور المشکلة فقد یستطیع من خلال بیان العواقب الوخیمة التی تترتب على ذلک و ما هی الاضرار التی تتعرض لها حیاتهما الزوجیة ان یقنعها باداء و ظیفتها فی هذا المجال؛ کذلک قد یکون للمرأة عذرها الموجه و المقن فی الامتناع فعلیه ان یعرف ذلک و یحاول معالجة المشکلة.

ج. قد یکون امتناع المرأة بسبب عدم ارضائها فی المقاربات الجنسیة السابقة فقد أشارت الروایات الى هذه القضیة، روی عنِ أمیر المؤمنین أنه قال: "إِذا أَراد أَحدکم أَن یأْتی زوجتهُ فلا یعجِّلها فَإِنَّ للنِّساء حوائج" [4]

د. على الرجل ان یدرک هذه الحقیقة و هی أن عدم تمکین الزوجة لایمکن أن یعد ذریعة للرجل للوقوع فی المعصیة و اقتراف ما یسخط الرب تعالى.

فعلى الزوجین الاتکال على الله تعالى و التوسل باعتماد العقل و المنطق فی قلع جذور المشاکل الاسریة و البحث عن جذورها من أجل معالجتها معالجة منطقیة تخلق بینهما حالة من الاطمئنان و الاستقرار الروحی و النفسی.

لمزید الاطلاع انظر:

السؤال رقم5657 (الرقم فی الموقع:6068) شروط تسدید المهر عند تمکین الزوجة من نفسها.


[1] عقد صاحب الکافی الشریف بابا تحت عنوان"حق المرأة على الزوج" و " باب اکرام الزوجة" انظر: الکلینی، الکافی، ج5، ص 507و 509.

[2] الحر العاملی،محمد حسن ،وسائل الشیعة، ج20، ص 117و 118.

[3] الکافی،ج 5،ص 507 و 508.

[4] وسائل الشیعة،ج20،ص 118.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • أیهما أفضل استشارة الطبیب النفسی أم المشاور الدینی؟
    5068 العملیة 2011/10/16
    للإجابة عن السؤال نتابع الآتی:1ـ فیما یخص مشاورة الطبیب النفسی أو الخبیر الدینی لا بد من القول: مع أن الأمرین مرتبطان ببعضهما من زاویة نظر معینة إلا أنهما منفصلان من جهة أخرى. و لذلک فمن یشعر بوجود مشکلة نفسیة و روحیة معنویة فعلیة أن یراجع المتخصص فی هذا الفن، ...
  • هل يوجد من العلماء من افتى بحرمة الموسيقى مطلقاً و بجميع أنواعها؟
    3813 الحقوق والاحکام 2015/05/25
    صنف علماء الشيعة و فقهاؤهم من القرن القرن الحادي عشر و حتى الوقت الراهن رسائل مستقلة في الغناء و الموسيقى، حيث وقعت القضية منذ ذلك العصر و حتى اليوم معركة للآراء، و كان الفقهاء قبل ذلك يتعرضون للموضوع استطراداً و ضمن ابحاث كتاب التجارة من الفقه أو كتاب ...
  • ما حکم مشاهدة غیر المحارم عن طریق التلفزیون او الکامبیوتر؟
    5328 الحقوق والاحکام 2010/09/05
    اجاب سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی (دام ظله) عن السؤال التالی:ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة الأجنبیة السافرة؟ و ما هو حکم النظر إلى صورة المرأة فی التلفزیون؟ و هل هناک فرق بین المسلمة و غیرها، و بین الصور المعروضة بالبثّ المباشر و ...
  • ما هو اسم کتاب النبی نوح (ع)؟
    6089 الکلام القدیم 2009/02/01
    ذکر فی الروایات اسم کتاب النبی نوح (ع) تحت عنوان "صحف نوح"[1] و لم یذکر له اسم خاص غیر ذلک.[1] بحارالأنوار، ج : 35 ص ...
  • مع الالتفات الى الروایات المختلفة و المتضادة ظاهراً، هل الکلام هو الأفضل أم السکوت؟
    7137 العملیة 2011/06/14
    اذا نظرنا الى کل من السکوت و الکلام من زاویة الآفات التی یتعرضان لها فلکل واحد منهما آفاته الخاصة به و لکل منهما محاسنه الخاصة کذلک، و مع ملاحظة کلا الامرین یکون من الصعب ترجیح طرف على آخر. لکن یمکن القول بشکل مطلق اذا قارنا بین السکوت و الکلام بعیدا ...
  • ما هو رأی سماحتکم فی أحادیث تحریف القرآن؟
    5292 الحقوق والاحکام 2010/12/01
    جواب سماحة آیة الله هادوی الطهرانی (دامت برکاته):1. روایات التحریف إما ضعیفة السند أو لیست بحجة من ناحیة الصدور أو أنها مضطربة دلالة؛ ولاریب أن القرآن الکریم مصون من التحریف مطلقاً فلم و لن یحرف.2. لو إعتقد الشخص بتحریف ...
  • هل یجب ان یلبس الخاتم فی الید الیمنی
    6844 الحقوق والاحکام 2008/07/19
    التختم هو من سنن النبی (ص) و الائمة (ع)، و فی الروایات توجد اشارات بخصوص جنس الخاتم، و شکله و النقش علیه. و اضافة لذلک فقد وردت التوصیة بانه من الافضل ان یکون الخاتم فی الید الیمنی. ان جمیع الاحکام التی وضعها الاسلام بخصوص لبس الخاتم لها جنبة استحبابیة. نعم ...
  • من هو أبو سعید الخدری؟ و هل کان محباً لأهل البیت (ع)؟ و هل کان یؤمن بإمامة أمیر المؤمنین(ع)؟
    6680 تاريخ بزرگان 2009/02/28
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • ما معنى مكر الله؟
    6170 التفسیر 2012/03/12
    سئل الإمام الرضا (ع) عن نسبة الخديعة و الإستهزاء و المكر لله في القرآن الكريم، فقال: "إن الله عزّوجلّ لا يسخر و لا يستهزئ و لا يمكر و لا يخادع و لكنّه عزّ و جلّ يجازيهم جزاء السخرية و جزاء الإستهزاء و جزاء المكر و الخديعة...". ...
  • هل صحیح أن قبر الإمام أمیر المؤمنین علی (ع) فی العین الیمنى لسیدنا آدم (ع)؟
    6852 تاريخ بزرگان 2013/12/03
    1ـ اختلفت الروایات و النصوص التاریخیة عن محل دفن آدم (ع). فمنها ما تنصّ على أن محل دفنه فی حرم الله (فی مکة المکرمة و حوالیها).[1] و منها ما تنص على أن محل دفنه هو مدینة النجف و عند قبر الإمام علی (ع).

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280469 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259124 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129819 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116215 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89700 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61317 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60568 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57475 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52102 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48168 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...